الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دماء العلماء فداء لدولة الخلافة ومشايخها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

والله ما طلعتْ شمسٌ ولا غربتْ
إلا وحبّـك مقرونٌ بأنفاسي
ولا خلوتُ إلى قومٍ أحدّثهــم
إلا وأنتَ حديثى بين جلاّسي
ولا ذكرتكَ محزونًا ولا فَرِحًا
إلا وأنتَ بقلبى بين وسواسي
ولا هممتُ بشرب الماءِ من عطشٍ
إلا رَأَيْتُ خيالًا منك فى الكـاسِ
ولو قدرتُ على الإتيان جئتـُكم
سعيًا على الوجه أو مشيًا على الرأسِ
ما لى وللناسِ كم يلحوننى سفهًا
دينى لنفسى ودين الناسِ للنـــاسِ
هذه الأبياتُ قالها الحسين بن منصور الحلاج (الصوفي) مُخاطبًا ربه! لكن نهايته كانت كارثية كما يقول الدكتور يوسف البندر!!!
فقد تم تكفيره واتهم أنه يدّعى الربوبية! وأجمع الفقهاء على كفره وزندقته، وتم إباحة دمه! فأنكر ذلك وقال: أعوذ بالله أن أدعى الربوبية أو النبوة! وكتبوا إلى الخليفة المقتدر بالله يستأذنوه فى قتله، فأذن بذلك!
فتم تسليمه الى صاحب الشرطة، فضربه ألف سوط فما تأوه! ثم قطع يده، ثم رجله، ثم يده، ثم رجله، ثم قتله وأحرق بالنار! فلما صار رمادًا ألقيّ فى دجلة، ونُصب الرأس يومين ببغداد على الجسر، ثم أرسل الى خُراسان وطيف به فى تلك النواحي!
وتم تقطيع أشلائه، وبعدها تم حرقه، وتم نصب رأسه على الجسر(دفاعا عن شرع الله)!!!
المصادر:
الكامل فى التاريخ لابن الأثير (الجزء السادس)/ دار الكتاب العربى ٢٠١٢/ بيروت – لبنان
البداية والنهاية لابن كثير (الجزء الثانى عشر)/ دار ابن كثير/ دمشق – بيروت
ونقرأ من مجموعة الأديب والمؤرخ يوسف زيدان عن أفظع رجل فى تاريخنا القديم، وربما الحديث أيضًا: الحجاج بن يوسف الثقفى.
كان عبدالله بن الزبير بن العوام «وابن أسماء بنت أبى بكر» ممن رفضوا مبايعة يزيد، وكان يتحصن بمكة «البيت الحرام» فحاصرها جيش يزيد وضرب الكعبة بالمنجنيق، فاحترقت، ولما علم الجيش بوفاة يزيد، فك الحصار عن مكة وعاد إلى الشام، فأعلن عبدالله بن الزبير نفسه أميرًا للمؤمنين، وأرسل أخاه «مصعب» ليكون واليًا على العراق، وأعاد بناء الكعبة المشرفة من جديد.. وفى مطلع العقد الهجرى السابع، أرسل الخليفة الأموى «عبدالملك بن مروان» جيشًا بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفى.
ذهب «الحجاج» إلى العراق فقتل «مصعب» وقهر الناس على طاعة الخليفة الأموى عبدالملك، ثم اتجه بجيشه سنة ٧٢ هجرية إلى مكة المكرمة «البيت الحرام» فحاصرها، ونصب المنجنيق مجددًا على جبل أبى قبيس، وقصف مكة فلجأ عبدالله بن الزبير إلى الكعبة، فضربها الحجاج بالحجارة والنار فانهدمت واحترقت.
يقول المؤرخون:
فلم يزل الحجاج وأصحابه يرمون بيت الله الحرام بالحجارة حتى انصدع الحائط الذى على بئر زمام عن آخره، وانتقضت الكعبة من جوانبها، ثم أمرهم الحجاج فرموا بكيزان النفط والنار حتى احترقت الستارات والحجاج واقف ينظر ويرتجز «يقول أبيات الشعر الحماسى» فانفض الناس من حول عبدالله بن الزبير، فقتله الحجاج وأرسل رأسه إلى «الخليفة الأموى» عبدالملك، وختم الحجاج رقاب أصحاب رسول الله بالرصاص كالعبيد، وكافأه الخليفة على ذلك بأن جعله واليًا على مكة.
«انظر: تاريخ الطبرى، تاريخ اليعقوبى، تاريخ الإسلام للذهبى، البداية والنهاية لإبن كثير، الكامل فى التاريخ لابن الأثير».
ومن موقع بين الكتب نقرأ للدكتور على الحبشى ملخصا لتاريخ مأساوى فى التعامل مع العلماء والمفكرين والمبدعين وهذه بعض من اسئلة لم يجب عنها احد حتى الآن بعضا منه:
هل تعلمون أنّ رجال الدّين أحرقوا كلّ كتب ابن رشد؟
هل تعلمون أنّ ابن سينا كان ملقّبًا بإمام الملحدين أو شيخ الملحدين؟
هل تعلمون أنّ الرّازى أعلن كفره بكلّ مذاهب شيوخ الدّين وكان يسخر منهم فى كلّ مجالسه؟
هل تعلمون أنّ التّوحيدى أحرق كتبه بنفسه بسبب القهر واليأس من رجال الدّين فى عصره؟
وأنّ المعرّى فرض السّجن على نفسه لنفس الأسباب؟
هل تعلمون أنّ ابن المقفّع مات مقتولًا وهو لم يتجاوز الثّلاثين من عمره؟
هل تعلمون أنّ إخوان الصّفاء كانوا لا يذكرون أسماءهم بسبب الخوف من إهدار رجال الدّين لدمائهم؟
هل تعلمون أنّ خيرة رجال الدّين، وفى مقدّمتهم الإمام الشّافعيّ، كانوا يعتبرون أنّ بعض علوم الطّبيعة والكيمياء والفلسفة من المحرّمات، مثلها مثل التّنجيم والضّرب بالرّمل والسّحر !!!
هل تعلمون أنّ الإمام الغزالى والذّهبى وابن القيّم وابن الجوزى وابن تيمية، وغيرهم من «كبار"رجال الدّين، أفتوا بتكفير وهدر دم كلّ من يمتهن أنواع العلوم العقليّة الّتى قد تتسبّب فى كفر المسلمين وابتعادهم عن دينهم الحنيف؟
هل تعرفون أنّ الغزالى الذى كفّر الفلاسفة تمّ تكفيره هو الآخر فى عهود متأخرة؟
هل تعرفون الطّبري؟
طبعا تعرفونه، ومن لا يعرف الطّبري؟!
صاحب أشهر كتاب تفسير للقرآن، وصاحب أشهر كتاب
تاريخ كتبه المسلمون.
هل تعلمون كيف مات الطّبري؟
الطّبرى مات كمدًا وقهرًا بعد أن رجمه الحنابلة واتّهموه بالكفر والإلحاد بسبب اختلافه مع مذهب الإمام ابن حنبل.
الحنابلة رجموا منزله بالحجارة إلى درجة أنّ باب منزله لم يعد يُفتح بسبب أكوام الحجارة المتراكمة عليه.
هل تعلمون من قتل المتصوف الكبير الحلاج؟
والنتيجة الطبرى قتل، والحلاج، صلب والمعرى الضرير حُبِس، وسفك دم ابن حيان، ونفى ابن المنمر، وحرقت كتب الغزالى وابن رشد والأصفهانى، والفارابى والرازى وابن سيناء والكندى والغزالى اضطهدوا وكفّروا وهدر دمهم.
وربما لا تعلمون إنّ السهروردى مات مقتولًا
وقطعوا أوصال ابن المقفع، ثم شويت أمامه ليأكل منها قبل أن يلفظ أنفاسه بأبشع أنواع التعذيب، وأن الجعد بن درهم مات مذبوحا، وعلقوا رأس (أحمد بن نصر) وداروا به فى الأزقة، وخنقوا (لسان الدين بن الخطيب) وحرقوا جثته،
وكفروا (ابن الفارض) وطاردوه فى كل مكان.
هذا هو التاريخ الذى يفتخرون به ويريدون بنا العودة اليه !!!!