عاش الطلاب حالة من الترف والراحة بدون مذاكرة أو دروس، مع قضائهم فترة إجازة نصف العام، حيث السهر واللعب وأجواء شتوية مثالية للبعض، وآخرون يجدونه وقتًا لطيفًا للذهاب للأندية أو للسهر مع باقات الأفلام والمسلسلات، خاصة مع السماح بزيارة السينمات والمتاحف وأماكن الترفيه مثل الكافيهات والحدائق العامة وبعض المسارح التى ما زالت تقدم أعمالها للجمهور، ولكن هل اختلفت الإجازة فى ٢٠٢٢ عن نظيرتها فى الثمانينات وما سبقها؟
يقول معاذ السيد، الذى يبدو عليه علامات عدم الرضا، بعدما اصطحبه والده إلى حديقة الحيوان بالجيزة، حيث يقول والده: «وجدت أن ابنى معاذ بلغ من العمر ١٤ سنة، ولم يزر حديقة الحيوان ولا مرة واحدة، ولذا قررت أن اصطحبه فى يوم إجازتى الأسبوعية إلى حديقة الحيوان، وهو ما لم يلق إعجابه بالمرة».
ويقول الطفل: «أنا لا أحب الحيوانات، ولم أحب حديقة الحيوان بالمرة، فلم أجد ما يشدنى لأنى أشاهد كل ذلك عبر قناة ناشيونال جيوجرافيك، وبالتالى كان من الممكن أن نشاهد حلقة من الحلقات أو عبر اليوتيوب، وبالتالى نوفر الجهد والبرد فى آن واحد، أو من الممكن أن نستغل الوقت فى النوم أو مشاهدة فيلم أو لعب فيفا مثلا».
وعلى جانب آخر، يتحدث مروان عبدالهادى، ١٣ سنة، من أمام المتحف المصرى حيث يقول: أنا سعيد بزيارة المتحف المصرى مع والدى، خاصة أننا دائمًا ما أعمل vlogs مستمرة على حسابى عبر موقع تيك توك، واضطر دائمًا إلى تصوير السيلفى أو التعليق الصوتى والبقاء خلف الكاميرا، وبالتالى زيارتى مع والدى للمتحف المصرى فرصة عظيمة لكى أصور ولكن من أمام الكاميرا هذه المرة بشكل احترافى وليس على طريقة السيلفى، خاصة أن أبى يجيد طرح التعليقات والإفيهات من خلف الكاميرا.
أما عن والده فيقول: «للأسف ابنى من مهاوييس التيك توك، وأنا أحاول جاهدًا أن أشاركه ما يحب لكى أتقرب منه، فأنا لم يرزقنى الله بغير مروان، وأحاول أن أكون صديقه قدر المستطاع، فهو الحل الأمثل فى هذا الزمان، والحقيقة أحاول بقدر المستطاع إبعاده عن الشاشات، سواء التليفزيون أو الموبايل أو حتى اللاب توب، ولذلك أجد أن مرافقته فى الرحلات التى يصورها بموبايله أفضل طريقة الآن، خاصة أنى أحاول ربطه بآثار بلده مثل زيارتنا الآن للمتحف المصرى».
ومن متحف الفن الإسلامى، تقول تقى زيدان، ١٤ سنة، إن زيارة متحف الفن الإسلامى أمر لا تحبذه بالمرة، وتوضح: «ولكن والدتى تصر على زيارة العديد من المتاحف».
وأشارت إلى أن والدها ووالدتها أكدا أن شرط استخدام الإنترنت هو الخروج أسبوعيًا فى نزهة عائلية، خاصة أن متحف الفن الإسلامى به تصميمات للملابس التى كان يستخدمها الناس قديمًا، و«هو ما أهتم به وأنشر صورا كثيرة من هذا النوع عبر تطبيق إنستجرام».
وتقول هويدا محمود، والدة تقى: «أحاول أن أربط بين اهتمام ابنتى بـ"إنستجرام» وبين الحياة الحقيقية، خوفًا من انفصالها عن الواقع، الأمر الذى دائما ما يؤرقنى باستمرار، خاصة أننى أجد كثيرا من المراهقين مرضى بالسوشيال ميديا، وليس مجرد ارتباط، وهو ما يجعلنى أصر على خروجنا سويا لأماكن مثل المتحف الإسلامى».