"إذا كانت زوجتك سترافقك في زيارتك لمصر فلتأمرها بأن تحتجب، مصر بلد لا تعرف السفور"، تلك هي رسالة الملك فؤاد الأول في برقية لملك أفغانستان قبيل زيارته الي القاهرة عام 1928م.
فلم يكن غطاء الوجه دينا لعامة الشعب فحسب، بل حتى الخواص من الملوك والأمراء والقادة ووجهاء المجتمع ، فقد كانوا يرونه فريضة وواجبا شرعيا يحرصون عليه أشد الحرص، وهناك قصة طريفة تتعلق بهذا الشأن حدثت عام 1928، حين قرر ملك أفغانستان الملك “أمان الله خان” أن يزور مصر وهو في طريقه إلى أوروبا فاصطحب زوجته الملكة “ثريا” معه.
ورحب الملك فؤاد بملك أفغانستان ، لكن عندما ورد الى سمع الملك فؤاد أن الملك "أمان الله" دعى نساء أفغانستان إلى نزع الحجاب إقتداءا بكمال أتاتورك الذي ألغى الحجاب في تركيا وجاءت البرقيات تفيد بأن الملكة ثريا سترافق الملك في رحلته " سافرة " دون حجاب، عندئذ قرر الملك فؤاد الغاء استضافة ملك أفغانستان في قصر عابدين بحجة أن البرتوكول يحول دون اشتراك الملكة "ثريا" في الزيارة الرسمية ، وعُرف أن الملك فؤاد لا يريد أن تقيم ثريا في قصر عابدين حتى لا تسمم أفكار الملكة نازلي.
الموافقة على أمر الملك فؤاد الأول
ووافق الملك "أمان الله" على أن تكون إقامة "ثريا" في مصر إقامة غير رسمية فلا تشترك في الحفلات والاستقبالات التي يدعى إليها ولم يكتفي الملك فؤاد بذلك بل أبلغ الملك “أمان الله” أنه يرجو ألا تظهر زوجته سافرة أثناء إقامتها في مصر مراعاة لتقاليدها فمصر بلد لا تعرف السفور، وخضعت "ثريا" لرغبة الملك وأصدر الملك فؤاد أمره إلى وزارة الداخلية بعدم محاولة تصوير ملكة أفغانستان وبالفعل لم تظهر صورة واحدة للملكة ثريا في الصحف المصرية طوال مدة إقامتها.
وعندما انتهت الزيارة وصعدت ملكة أفغانستان إلى الباخرة الإيطالية التي أقلتها إلى أوروبا أسرعت ونزعت الحجاب بحركة عصبية وقالت للصحفيين : " أظن أننا لم نعد مقيدين بأوامر الملك فؤاد".