أطلقت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد حملة ترويجية لمحميات جنوب سيناء فى إطار الاستعداد لمؤتمر المناخ المزمع عقده بشرم الشيخ فى شهر نوفمبر القادم.
وفى إطار هذا أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن هناك حاجة ضرورية لوضع تشريعات جديدة تضمن حسن استغلال المحميات الطبيعية كمواقع مفتوحة للسياحة المحلية والعالمية دون الإضرار بها.
ويوضح ريحان أن المحميات الطبيعية خاضعة للقانون رقم 102 لسنة 1983 الذى يتضمن حظر القيام بأعمال أو تصرفات أو أنشطة أو إجراءات من شأنها تدمير أو تدهور البيئة الطبيعية، أو الإضرار بالحياة البرية أو البحرية أو النباتية، أو المساس بمستواها الجمالي بمنطقة المحمية، كما يحظُرُ صيد أو قتل أو إزعاج الكائنات البرية أو البحرية، أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها.
وأشار الدكتور ريحان إلى أن سيناء تضم سبع محميات طبيعة، 2 بشمال سيناء هما محمية الزرانيق والبردويل ومحمية الأحراش الساحلية برفح، والباقى بجنوب سيناء وهي محميات طابا وأبو جالوم وسانت كاترين ومحمية نبق ومحمية رأس محمد والمحميات المستغلة سياحيًا بها محمية نبق ومحمية رأس محمد ومحمية طابا ومحمية سانت كاترين وبعض المحميات لها رسوم دخول مثل رأس محمد ونبق يتراوح ما بين 3 – 5 دولارات للفرد الواحد و10 دولارت رسم دخول الحافلة السياحية.
وأوضح الدكتور ريحان أن محمية طابا تم الإعلان عنها سنة 1998 وتقع في المنطقة الجنوبية الغربية لمدينة طابا وتبعد بمسافة 75 كيلو متر عن مدينة نويبع، وتبلغ مساحتها 3590 كيلو متر مربع وتُصنّف بأنها محمية صحاري وتراث طبيعي.
وتكثر بالمحمية الأخاديد والفوالق والفواصل المتقاطعة بين الصخور والتي تُعرف (بالكانيونات)، وتتميز بالعيون الطبيعية، ويعد وادى بيوتى الذى يقع علي بعد 30 كم من مدينة طابا من المواقع السياحية الهامة لسياحة السفارى ويضم نقطة البانوراما وهي عبارة عن تل صلب من الحجر الرملي والشعاب المرجانية المتحجرة يصل ارتفاعه نحو 1100 متر فوق مستوي سطح البحر، والكانيون الذي يقطعه السائحون في زمن مدته 45 – 60 دقيقة، طوله 350 متر.
وأضاف الدكتور ريحان أن محمية طابا تضم قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون الذى أنشأها صلاح الدين عام 567هـ 1171م، وبنيت من الصخور المتحولة المأخوذة من محجر الجزيرة نفسها ومقومات سياحة الآثار والسياحة البيئية وسياحة السفارى ولها ذكرى عزيزة لدى كل المصريين حيث تم رفع العلم المصرى على طابا فى 19 مارس 1989.
ولفت الدكتور ريحان إلى أهمية بئر طابا كمزار ضمن سياحة السفارى وهو البئر الذى حفر هناك حين سلمت قلعة العقبة عام 1892م وكذلك شجرتى دوم طابا وهما شجرتين معمرتين كانتا من الأدلة المادية التي أكدتا أحقية مصر في طابا ومنطقة الفيورد التى تبعد عن طابا 10كم وقد صور بها فيلم الطريق إلى إيلات، وهى منطقة ساحرة لهواة الغطس بخليج العقبة في بقعة فريدة تتوسط خليج طبيعي من الشعب المرجانية.
كما يعد طريق وادى النقب – طابا وهوطريق السيارات الحالي الممتد طريق النقب – طابا من المعالم السياحية حيث يضم لوحات صخرية آية فى الجمال تشكّل مجموعة من المنحوتات التى تشكّل أشكالًا فنية وإبداعات من صنع الطبيعة وعوامل التعرية، علاوة على منطقة طابا هايتس ولها شهرة عالمية كمنطقة غوص تبعد 25كم عن مطار النقب الدولى، 200كم من شرم الشيخ.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن محمية سانت كاترين تقع على سطح هضبة مرتفعة عند نهاية ملتقى وادى الإسباعية مع وادى الأربعين وقد أُعلنت منطقة محمية طبيعية في عام 1988وتُصنّف بأنّها محمية تراث طبيعي وثقافي عالمي، وهي من أكبر المحميات الطبيعية في سيناء حيث تبلغ مساحتها حوالي 4300 كيلومتر مربع وأُدرجت 15% من مساحة المحمية ضمن مناطق التراث الثقافى العالمى عام 2002.
وتتميز بوجود أشهر أديرة العالم دير سانت كاترين ومجتمع رهبانى منذ القرن الرابع الميلادى وقد ألتقت الحضارات والأديان على هذه الأرض الطاهرة، وتغطى قممها الجبلية الثلوج فى الشتاء والذي يُشكل مع خُضرة الواحات الطبيعية المنتشرة بكثافة حول عيون وآبار المياه في المنطقة لوحة فنية بديعة.
وتشتهر سانت كاترين بالنباتات الطبية وبها مدارس متخصصة في طب الأعشاب لمعرفة خصائص النباتات العشبية وطرق التداوى بها.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن مشروع التجلى الأعظم الذى تتبناه الدولة حاليًا ممثلة فى عدة جهات بتوجيهات من القيادة السياسية ومتابعة من رئاسة مجلس الوزراء يعد ضمن المشاريع القومية الهامة للدولة ويضم تطوير منشئات الدير ومكتبته الهامة الثانية على مستوى العالم بعد مكتبة الفاتيكان من حيث أهمية مخطوطاتها وترميم كنيسة اسطفانوس ونظام حماية كامل ضد أخطار الحريق طبقًا لأحدث النظم العالمية وتطوير للموقع حول الدير وتأمينه وتيسير الدخول إلى الدير بكل الوسائل سيرًا على الأقدام وبواسطة الجمال أو السيارات الكهربائية وتمهيد مسار نبى الله موسى وتنظيم خط السير والحركة السياحية وتأمين الصعود إلى جبل موسى وإنشاء مركزًا للمعلومات على غرار المراكز الكبرى فى الدول السياحية مثل فرنسا وإسبانيا وفندق بيئى باستخدام الخامات المحلية وعلى غرار نظم العمارة البيئية السائدة بالمنطقة وبازارات للمنتجات السيناوية ومساكن لأهل المنطقة لائقة بطبيعتها الروحانية والسياحية وساحة مكشوفة للاحتفالات وقاعة للمؤتمرات وتطوير مطار كاترين لاستقبال طائرات شارتر على غرار مطار شرم الشيخ وتطوير الطرق المؤدية إلى سانت كاترين والأودية الشهيرة التاريخية مثل وادى حبران مسار الحجاج المسيحيين والمسلمين من ميناء الطور إلى سانت كاترين وتأمين المنطقة ضد أخطار السيول وتنشيط وتنمية كل مقومات السياحة بسانت كاترين لتشمل السياحة الروحية والأثرية والثقافية والبيئية المعتمدة على محمية سانت كاترين والعلاجية المتمثلة فى طب الأعشاب والسفارى من خلال تميز المنطقة بعدة جبال مثل جبل موسى وجبل التجلى وجبل سانت كاترين وجبل عباس وجبل الدير وعدة أودية تربطها بالمناطق حولها.
وتابع الدكتور ريحان أن محمية نبق تقع على الساحل الغربي لخليج العقبة وتبعد 35 كم شمال مدينة شرم الشيخ وتبلغ مساحتها 600 كم2 وقد أُعلنت محمية طبيعية سنة 1992 وهى مصنّفة كمحمية إدارة موارد طبيعية وبشرية وتتميز بأشجار المانجروف وبيئة نبات الآراك، بالإضافة إلي بيئة الشعاب المرجانية، ويستخدم البدو الآراك كمسواك لتنظيف الأسنان.
وتمتد أشجار المانجروف في محمية نبق علي مسافة نحو 8 كم والمانجروف هو أحد أجناس الأيكات الساحلية ومن عجائب قدرة الله في خلقه أنه سبحانه وتعالى هيأ لهذه الشجرة كل وسائل الحياة للتأقلم مع البيئة المحيطة، حيث لدي المانجروف آلية خاصة لتحلية مياه البحر، فتقوم جذور المانجروف بامتصاص الماء المالح من البحر ثم تتخلص من الملح الذى يظهر في شكل حبيبات أو بللورات صغيرة على أوراق النبات وتمنع تآكل الشواطئ نتيجة للأمواج.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن محمية رأس محمد تقع عند التقاء خليج العقبة بخليج السويس وتبعد عن شرم الشيخ بحوالي 12 كم وعن مدينة الطور بحوالي 70 كيلو متر وتم الإعلان عنها كمحمية تراث طبيعي عالمي سنة 1983 وهي تضم مساحات برية ومائية كبيرة تقدر بحوالي 480 كم2 منها 135 كيلومتر مربع في اليابسة و 345 كيلومتر مربع في النطاق المائي.
وتُعتبر رأس محمد أكثر المحميات الطبيعية شهرة وتفردًا في مصر والعالم، لما تحويه من ثراء وتنوع بيولوجي فهى تمثل أكبر متحف للأحياء البحرية علي وجه الأرض حيث تضم مائتي نوع من أصل الشعاب المرجانية الموجودة في البحر الأحمر، بالإضافة إلي عشرات الأنواع من الأسماك الملونة والدرافيل وسمك الموراي وسمكة نابليون الشهيرة والسلاحف البحرية والقروش وهى في قائمة الشواطئ العشرة الأولى علي مستوي العالم بالنسبة لرياضة الغطس.