حنا قلتة: وداعا ابانا الحكيم الفليسوف المفكر الأديب ( 1937 ـ2022 )
وداعا ابانا الحكيم الفيلسوف المفكر الأديب القامة والقيمة المتفردة
خسرنا من كان يربط بين الروحي والزمني بين العقيدي وتجسد ثقافة المسيح المعاش اديب اتي الي الكهنوت من قرية غرب النيل وكاهن علي رتبة ملكي صادق مصري جمع في قلبة كل الاطياف ومسيحي ادرك ابعاد عنصري الامة ومطران لن يكون علي مقاعد الغياب.. ذهبي القلم مستنير العقل من فيض محبة القلب.. ضمير وانسان وصديق ومعلم لا يجود الزمان بمثلة
ولد كمال قلته ببلدة القطنة- مركز طهطا- محافظة سوهاج، في 27 يناير 1937 من اسرة علمته المسيحية وحب الحياة، ادرك العلم مبكرا وبعد ان انهي الثانوية، التحق بكلية العلوم الإنسانية واللاهوتية بالمعادي، وتفوق في دراستة حتي نال السيامة الكهنوتية، وبدأ خدمته في الأرياف ككاهن وخادم ومثقف، في 25 سبتمبر 1960.
لم يتوقف الراعي الشاب عن طلب العلم وحصل على ليسانس في الدراسات العربية والإسلامية عام 1965، وواصل الدراسة حتي نال الماجستير عام1972 وقدم رسالته للماجستير عن أثر الثقافة الفرنسية في أدب طه حسين، وعلى الدكتوراه عن دراسات المستشرقين الفرنسيين للشعر العربى عام 1981. انتخبه السينودس البطريركي أسقفا معاونا لغبطة البطريرك إسطفانوس الثاني. وعمل أستاذا للآدب في أكاديمية الفنون والجامعة الآمريكية.
لعب دورا محوريا في إعادة النظر في شخصية الكاهن الراعي المسيحي بل امتدت محبته لكل انسان بغض النظر عن دينة او معتقدة او مستواه الاجتماعي، وتفرد ككاتب خاصة في رؤيته لفكرة أساسية.
إن “الإنسان هو الأهم واهم من أي شيء اخر وان كل شيء يجب ان يكون لخدمة الانسان”.
كتب العديد من الكتب في اللاهوت وكتب أيضا روايتين هامتين. وهما بعنوان ” يوميات كاهن بالأرياف” و“قرية غرب النيل”، وتجسد الروايتان رؤية للمواطنة مبكرا وقبل إن يكتشفها علماء السياسة والاجتماع، وتلقي الضوء علي حياة الكاهن في زمن الفقر، وارتباط الشر ببعضهما البعض بغض النظر عن الدين او الطبقة الاجتماعية.
صادق كثيرًا من الكتاب والمفكرين والصحفيين من كل التيارات الفكرية والسياسية. كما دَرَس فى أكاديمية الفنون والجامعة الأمريكية وكلية اللاهوت والعلوم الإنسانية بالسكاكينى التى درَّس فيها «الحضارة العربية والإسلامية» لسنوات طويلة، وكانت كما يراها الاب رفيق جريش، أقرب إلى دروس فى الحياة بجانب المنهجية الأكاديمية.
ومن أهم المناصب التى تولاها: رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط عن الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس اللجنة الأسقفية للإعلام والصحافة بالكنيسة الكاثوليكية، رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحى- الإسلامى، وعضو نقابة الصحفيين، وشارك فى حوارات مسيحية إسلامية رسمية وغير رسمية، وأيضًا حوارات مسيحيةـ مسيحية، والتى تسمى مسكونية، وعضو مجلس الأمناء لبيت العائلة المصرية.
من أهم مؤلفاته المسيح فى القرآن الكريم -أشواك الروح- أثر الثقافة الفرنسية فى أدب طه حسين (دار المعارف)- المسيح دعوة للحرية (مطبعة لوجوس)- الإنسان هو القضية.. الإنسان هو الحل (مطبعة لوجوس سنة 1991)- أرواح جائعة (مطبعة لوجوس سنة 1994)- قرية غرب النيل (دار الثقافة سنة 1996) ـ الثالوث (الحياة.. النور.. الحب) (دار الثقافة سنة 1998)- مذكرات كاهن فى الأرياف (مطبعة لوجوس سنة 2001)- المسيحية والألف الثالثة (دار مصر المحروسة سنة 2003)- المسيح لن يغادر العالم (دار الثقافة سنة 2007)- مذكرات كاهن فى العاصمة (سنة 2011)- الأقباط إلى أين؟ (دار الثقافة سنة 2014)- الإنسان معجزة الخلق (دار الثقافة سنة 2016).
لغب دورا ثوريا وكان نموذج لاجيال من الرعاة والعلمانيين كانوا تلاميذ له، ومن طليعة الاباء الكاثوليك الذين ايدوا ثورتي 25 يناير و30 يونيو، بالفعل والكتابة.
هذا مقطع من مقال له: “أعتقد أن ثورة 30 يونيو، إبداع مصرى خالص، وثمرة العبقرية التاريخية التى يختزنها الوجدان المصرى على مر العصور، إنها ثورة شعب لا يهتز أمام الصعاب ولكنه يثور إذا استشعر أن الوطن ـ مصر ـ فى خطر وأن هويته الحضارية أضحت فى مهب الرياح".
عرفت الانبا يوحنا في أروقة الفكر وندوات المؤسسات الثقافية، ومن منابر الكنائس، واعظ عظيم ومثقف حقيقي، وتعلمت منة خدمة الإنسان وكل الانسان، وان الانسان قبل الأديان، والله محبة.
عزاء للوطن والكنيسة والاسرة والاحباء، صلي لنا يا أبتاه امام عرش النعمة.