لا يخفى على أحد حجم الخطر الذي بات يشكله الحوثيون المدعومون من إيران ليس على اليمن فحسب، بل على المنطقة والسلم والأمن الدوليين. فكما داخل اليمن، نفذت جماعة الحوثي المئات من العمليات الإرهابية على الملاحة الدولية والدول المجاورة لليمن كالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال حقوقي يمني، " لدى الحوثيين سجل ثقيل من الجرائم الإرهابية ضد المدنيين اليمنيين وضد الدول المجاورة للبلاد.. طالت الهجمات أيضا الملاحة الدولية على البحر الأحمر".
وذكرت الحكومة اليمنية، أن الحوثيين جندوا اكثر من ثلاثين الف طفل، وزجت بهم إلى الجبهات العسكرية. وأضافت أن الحوثيين يقومون "بغسل أدمغة الأطفال عبر ما تمسى الدورات الثقافية وتعبئتهم بالأفكار المتطرفة قبل الزج بهم إلى الجبهات العسكرية.
كانت هذه أحدث إحصائية تكشف عن عدد الأطفال الذين جندهم الحوثيون على مدى سنوات القتال الذي يدخل عامه الثامن في البلاد.
واتهمت 95 منظمة يمنية وإقليمية ودولية بينها الائتلاف اليمني للنساء المستقلات، الحوثيين بـ "غسل أدمغة ما لا يقل عن 60 ألف طفل جرى استقدامهم من المدارس والمساجد والمخيمات إلى مراكز صيفية". وقالت إنهم يشكلون خطرًا حقيقا على السلام في اليمن وتهديد السلم والأمن الدوليين.
ودعت المنظمات في خطاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، وسردت عديد انتهاكات مارستها الجماعة ضد المدنيين كقصف الأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في المدن اليمنية المكتظة بالسكان وفي السعودية والإمارات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.
وقال وزير الإعلام اليمني في تصريح صحفي سابق، إن "الحوثيين قاموا بأوسع عمليات لزراعة الألغام الأرضية منذ الحرب العالمية الثانية". وأضاف أن الألغام الأرضية أوقعت 7000 مدني بين قتيل وجريح غالبيتهم من النساء والأطفال.
وذكر خبراء الأمم المتحدة في تقريرٍ مقدمٍ لمجلس الأمن الدولي، أن الحوثيين مسؤولون أيضا عن هجمات دامية وقعت في ميناء ومدينة المخا الواقعة على الساحل الغربي، ومطار عدن الدولي.
كانت الإدارة الأمريكية السابقة أدرجت الحوثيين في قوائم الإرهابي قبل أن تقوم الإدارة الجديدة في فبراير من العام الماضي بإلغاء قرار تصنيف جماعة الحوثي في قوائم الإرهاب.
وقال خبراء في شؤون الإرهاب إن رفع الحوثيين في قوائم الإرهاب شجع الجماعة المدعومة من إيران على توسيع رقعة العمليات العدائية أكثر خارج الحدود. كان المصدر يتحدث عن العمليات "الإرهابية" التي نفذها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعلى الملاحة الدولية.
وقالت إحصائيات يمنية إن الحوثيين نفذوا 32 عملية إرهابية ضد الملاحة الدولية. وأضافت، أن جماعة الحوثي اتخذت محافظة الحديدة قاعدة لتنفيذ هذه العمليات العدائية ضد السفن التجارية التي تبحر في مياه البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وذكر مصدر ملاحي يمني، إن الحوثيين أطلقوا مئة زورق مفخخ لاستهداف الملاحة الدولية، وإن" 22 سفينة من جنسيات سعودية وإماراتية وتركية ويونانية وجزر مرشال وأمريكية تعرضت للاستهداف من قبل الحوثيين خلال السنوات السبع الماضية".
ووثق فريق خبراء الأمم المتحدة قيام الحوثيين بتجميع الأجهزة المنفجرة في مينائي الحديدة والصليف وإطلاقها منهما.
وأطلق الحوثيون مرارًا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه منشآت مدنية، حصدت أرواح ضحايا مدنيين هناك. وفي فبراير الجاري، أصيب 12 مدنيًا بقصف صاروخي شنه الحوثيون على مطار أبها في السعودية. وقبل ذلك، كان الحوثيون نفذوا هجمات إرهابية طالت منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حصدت أرواح ضحايا.
وقال الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، إن العلاقة تنامت بين تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والحوثيين المدعومين من إيران خلال السنوات الماضية. وقال مركز صنعاء للدراسات في ديسمبر الماضي، إن الحوثيين أفرجوا عن عشرات المعتقلين من تنظيم القاعدة في صفقات تبادل أسرى بين الجانبين بين عامي 2016، و 2021.
وذكرت المركز، أن تنظيم القاعدة والحوثيين اتفقا أيضا على تحسين أوضاع السجون التي يتواجد فيها ما تبقى من معتقلين من تنظيم القاعدة. ومن بين العناصر المفرج عنها، أفراد من أخطر قيادات التنظيم الإرهابي، التي القت عليها الأجهزة الأمنية اليمنية قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء وطرد الحكومة اليمنية منها.
وقال مصدر قانوني يمني، إن جميع شروط تصنيف الحوثيين في قوائم الإرهابي قد توفرت. وأضاف " ارتكب الحوثيون مجازر دامية ضد المدنيين، واستهدفوا بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة دول الجوار". وأضاف " العلاقة التي تتنامي بين الحوثيين وتنظيم القاعدة قد توسع من نشاط التنظيمات الإرهابية في اليمن إلى درجه قد تخرج عن السيطرة.. لابد من إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية والعمل على تحييدها في اليمن".