تحل اليوم الذكرى الـ44 على رحيل الكاتب يوسف السباعي "جبرتي العصر" و"رائد الأمن الثقافي"، الذي تم اغتياله في 18 فبراير 1978،عن عمر يناهز الـ 60عامًا، أثناء قراءته إحدى المجلات بعد حضوره مؤتمرًا آسيويًا أفريقيًا بإحدى الفنادق قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية القبرصية.
ولد الأديب يوسف محمد محمد عبدالوهاب السباعي في 17 يونيو 1917 بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهره ، كان يجيد الرسم في مدرسة شبرا الثانوية وأعد مجلة يكتبها ويرسمها وأصبحت تصدر باسم (مجلة مدرسة شبرا الثانوية) ونشر بها أول قصة يكتبها بعنوان (فوق الأنواء) عام 1934 وكان عمره 17 عاما ولإعجابه بها أعاد نشرها فيما بعد في مجموعته القصصية (أطياف) 1946، وأما قصته الثانية بعنوان (تبت يدا أبي لهب وتب) نشرها له أحمد الصاوي محمد في المجلة التي كان يصدرها باسم (مجلتي) عام 1935 إلى جانب أسماء الدكتور طه حسين وغيره من الأسماء الكبيرة وعام 1945 كانت تصدر في مصر كل يوم سبت (مجلة مسامرات الجيب) صاحـبها عمـر عبد العـزيز أمين صـاحب (دار الجيب) التي كانت تصدر أيضا روايات الجيب. ويرأس تحرير (مسامرات الجيب) "الأستاذ أبو الخير نجيب" الذي عرف بمقالاته الساخنة، وكان يوسف السباعي ضابطا صغيرا في الجيش يكتب قصة كل أسبوع.
وأطلق نجيب محفوظ على السباعي لقب "جبرتي العصر" لأنه سجل بكتاباته الأدبية أحداث الثورة منذ قيامها حتى بشائر النصر في حرب أكتوبر المجيدة عبر أعماله: "رد قلبي، جفت الدموع، ليل له آخر، أقوى من الزمن، العمر لحظة، وفي كتاب صدر ببيروت بعنوان " الفكر والفن في أدب يوسف السباعي "، وهو مجموعة مقالات نقدية بأقلام أجيال مختلفة على رأسهم طه حسين وقد أشرف الكاتب غالي شكري على تقديم هذا الكتاب وإعداده وأعلن أن أدب يوسف السباعي في مجمله ظاهرة اجتماعية فمن هنا تنبع الأهمية القصوى في إصدار هذه النماذج بين دفتي كتاب حول أدب يوسف السباعي.
أما توفيق الحكيم لفب السباعي "رائد الأمن الثقافي" وذلك بسبب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ونادي القصة، وجمعية الأدباء. وهذه المجالس وغيرها لها قصة كتبناها من قبل أمانة للتاريخ الأدبي وغير الأدبي، فيصف أسلوب السباعي بأنه سهل عذب باسم ساخر ويحدد محور كتبه بقوله أنه يتناول بالرمز والسخرية بعض عيوب المجتمع المصري ويتفق فريد أبو حديد مع توفيق الحكيم فيعلن أن أسلوب السباعي سائغ عذب سهل سليم قوي متين.
صدر السباعي العديد من الأعمال التي زخرت بها المكتبات الأدبية منها (نائب عزرائيل- رواية 1947، قصص يا أمة ضحكت 1948، رواية أرض النفاق 1949، رواية إني راحلة 1950، مسرحية أم رتيبة 1951، رواية السقامات 1952، قصص بين أبو الريش وجنينة ناميش 1950، قصص الشيخ زعرب وآخرون 1952، رواية فديتك يا ليل1953،رواية البحث عن جسد 1953، رواية بين الأطلال، رواية رد قلبي 1954، رواية طريق العودة 1956) .
كانت أعمال السباعي الأعلى توزيعاً، فضلاً عن تحويلها مباشرة إلى أفلام يصفها نقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها، وقد فرضت أعمال نجيب محفوظ نفسها على النقاد بعد ذلك وتراجع الاهتمام بروايات السباعي الذي ظل في بؤرة الاهتمام الإعلامي والسينمائي وإن أخذ كثير من النقاد تجنب الإشارة إلى أعماله باعتبارها نهاية لمرحلة الرومانسية في الأدب وإنها تداعب احتياجات مرحلة عمرية لفئة من القراء صغار السن، إلا أن كاتباً مصرياً وصف أعمال السباعي بأنها "واقعية ورمزية".
وفي صباح يوم 18 فبراير 1978 تم اغتيال السباعي، وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص، وذلك بعد قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في (مطار لارنكا الدولي) للقبض على القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم، مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن.