أعلن علماء فضاء، اكتشاف ثقب أسود هائل مختبئا داخل سحابة من الغبار الكوني في مركز مجرة على بعد 47 مليون سنة ضوئية من الأرض ، بعد أن لاحظ التلسكوب الكبير التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO's VLTI) سحابة من الغبار الكوني في مركز مجرة "ميسيه 77" التي تخفي ثقبا أسود هائلا.
وبحسب روسيا اليوم ، التقط العلماء صورا تفصيلية لسحابة الغبار هذه باستخدام مقياس التداخل الفلكي في التلسكوب الكبير جدا التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي (ESO's VLTI)، في تشيلي.
وكان مكان وجود الثقب داخل السحابة لغزا لعقود من الزمن، لكن الفريق استخدم الصور التفصيلية من المرصد لقياس درجة الحرارة في نقاط مختلفة داخل السحابة، وإنشاء خريطة لتحديد المكان الذي يجب أن يكمن فيه الثقب الأسود.
وأكدت النتائج التي توصل العلماء إليها أن التنبؤات التي تم إجراؤها منذ نحو 30 عاما، وتعطي علماء الفلك نظرة ثاقبة جديدة حول "نوى المجرة النشطة"، وهي بعض أكثر الأجسام سطوعا وغموضا في الكون.
وتعرف نواة المجرة النشطة (AGN)، بأنها مصادر حيوية للغاية مدعومة بالثقوب السوداء الهائلة وتوجد في وسط بعض المجرات، وتقوم السحابة المحيطة بالثقب الأسود بتغذيتها، ما يطلق ضوءا شديدا يمكن أن يتفوق على النجوم في المجرة.
وهذه بعض من أكثر الأشياء سطوعا وغموضا في الكون، وتقع في قلب المجرات - ويمكن أن تساعد النتائج في تحديد تاريخ الثقب الأسود الهائل في مركز مجرة درب التبانة، "منطقة الرامي أ" (Sagittarius A).
وقبل أن يلتهم الثقب الأسود الغاز والغبار في نواة مجرية نشطة، تدور المواد نحوه، وتطلق كميات هائلة من الطاقة في هذه العملية، وغالبا ما تتفوق على جميع النجوم في المجرة - كما تراه التلسكوبات على الأرض.
ويوصف العثور على الثقب الأسود، الذي لا يصدر أي ضوء خاص به، بأنه عملية صعبة تتضمن حل لغز مفصل.
ويقترح علماء الفلك أن الغبار الذي يوجد في قلبه الثقب الأسود يدعم نموذجا عمره عقود، يعرف بالنموذج الموحد للنواة المجرية النشطة.
وقالت فيوليتا جامز روساس، الباحثة الرئيسية في الدراسة الجديدة: "كانت الطبيعة الحقيقية لسحب الغبار ودورها في تغذية الثقب الأسود وتحديد شكله عند النظر إليه من الأرض أسئلة مركزية في دراسات نواة الخلية الحية على مدى العقود الثلاثة الماضية ، وعلى الرغم من عدم وجود نتيجة واحدة لحل جميع الأسئلة التي لدينا، فقد اتخذنا خطوة كبيرة في فهم كيفية عمل نواة المجرة النشطة".
ورصدت هذه الظواهر الساطعة لأول مرة في الخمسينيات من القرن الماضي، وكان علماء الفلك يشعرون بالفضول حيالها منذ ذلك الحين.
وباستخدام مقياس التداخل التلسكوبي الكبير جدا، اتخذ الباحثون خطوة نحو فهم كيفية عملها والشكل الذي تبدو عليه عن قرب.
ويتطلع العلماء الآن إلى استخدام تلسكوب VLTI للعثور على المزيد من الأدلة الداعمة للنموذج الموحد للنواة المجرية النشطة من خلال النظر في عينة أكبر من المجرات.