الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف : أمن الإنسان على نفسه وماله وعرضه من نعم الله

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن السلام يعنى الأمان، وهو نعمة من نعم الله "عز وجل" التي امتن بها على خلقه، حيث يقول سبحانه: "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"، ويقول: "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة ، ويقول نبينا “صلى الله عليه وسلم “: “من أصبح آمنا في سربه معافى.”.
وأوضح، أن الأمن كالصحة، فكما أن الصحة تاج على رءوس الأصحاء لا يعلمه قدره إلا فقد صحته أو جانبا منها فإن أمن الإنسان في وطنه على نفسه وماله وعرضه  تاج على رءوس الوطنيين الشرفاء لا يستشعر عظمته إلا من ابتلوا بالخوف والتشرد داخل أوطانهم أو خارجها، فلا حياة حقيقية بلا وطن، ولا وطن بلا أمن، نسأل الله السلامة، وأن يحفظ لنا أمننا وأوطاننا ودماءنا وأعراضنا وأموالنا . 
مرفًا: الأمن والأمان و السلم والسلام غاية كل نبيل وشريف، وتحقيق السلام مطلب ديني ووطني وغاية إنسانية مشتركة، فألفاظ (السلم ، والسلام ، والسلامة ، والإسلام)، كلها تنبع من جذر لغوى واحد هو "سلم".
وأوضح"جمعة"، أن ما يميز هذا الجذر اللغوي دلالته على معاني السلم والمسالمة، وفي هذا السياق يأتي حديث نبينا (صلى الله عليه وسلم) : "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ"، وهو ما يعني انتفاء وقوع أي أذى منه لأى إنسان على ظهر البسيطة.
وأسار الى أن الأذى إما أن يكون قولًا وإما أن يكون فعلًا، واللسان رمز للقو ، واليد رمز للفعل "كتابة أو رسمًا أو ضربًا" أو نحو ذلك.
وتابع، "انتفى وقوع الأذى قولًا أو فعلًا انتفى وقوعه مطلقًا" وهكذا يكون المسلم مفتاحًا لكل خير مغلاقًا لكل أذى أو شر، سلما مع الكون كله، مع البشر والحجر والشجر، مع الإنسان والحيوان والجماد، فديننا دين السلام، وربنا (عز وجل) هو السلام، ومنه السلام، "الملك القدوس السلام"، ونبينا (صلى الله عليه وسلم) هو نبي السلام الذي أمرنا بإفشاء السلام و جعله ثقافة أمة، يقول ( صلى الله عليه وسلم ): " لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا"، ويقول ( صلى الله عليه وسلم ): "أيها الناس أذعنوا الطعام"، وتحيتنا في الإسلام هي السلام، والجنة هي دار السلام، وتحية أهل الجنة في الجنة سلام، وتحية الملائكة لهم فيها سلام، وفي الحديث عن ليلة القدر يقول الحق "سبحانه": "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ" ولم يقل: هي سلام فجعل السلام عمدة وأصلًا تدور عليه حركة الكون والحياة، ونهانا ديننا الحنيف أن نسيئ الظن بمن ألقى إلينا السلام ، فقال سبحانه : "وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ ‌أَلْقَى ‌إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا"، بل نهانا أن نقبض أيدينا عمن مد يده وبسطها لنا بالسلام، فقال "سبحانه": "وَإِنْ ‌جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لها وتوكل على الله " .
وشدد على أن السلام الذي ننشده ونبحث عنه هو السلام العادل، سلام الأقوياء الشجعان الذي له درع وسيف وقوة تحفظه وتحميه، فقراءة السياق القرآني تؤكد أن السلام لا يتحقق إلا للأقوياء فقبل قوله تعالى: "وَإِنْ ‌جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا" جاء قوله تعالى: "‌وَأَعِدُّوا ‌لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"، و "ما" هنا هي ما الغائية وليست الابتدائية، والمعنى هنا أقصى ما تستطيعون من إعداد، و نبينا (صلى الله عليه وسلم) قد قال : "ألا إن القوة الرمي" و كان الرمي في سياق عصره ( صلى الله عليه وسلم ) رميًا بالنبال والسهام، فإنه قد أضحى في عصرنا الحاضر  رميًا بالراجمات والقاذفات وعابرات القارات والمُسيرات، مما يُحتم علينا الأخذ ببناء قوة عصرية حديثة تحمي ولا تبغي، فقوة الردع أهم من مواجهة الحرب، فالدول التي تمتلك القوة تحقق ردعًا قد لا يُدخلها حربًا أصلً، ما دام هدفها هو السلام وحماية أمنها لا البغي ولا العدوان على غيرها، وما دامت قوتها قوة رشيدة تحمي ولا تبغي، ثم بعد ذلك كله تأتي آية السلام لتؤكد أن السلام الحقيقي هو السلام القائم على العدل، والذي له قوة تحميه فيقول "سبحانه": "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
 

وتابع  أن السلام هو البديل الحقيقي للحرب ولظلم الإنسان لأخيه الإنسان سواء أكان ظلمًا مباشرًا أم غير مباشر، بقصد أو بدون قصد، فالسلام لا يعني فقط عدم المواجهة في الحروب التقليدية والسلام الإنساني الذي ننشده أوسع من ذلك بكثير، فاحتكار بعض الدول للدواء مثلًا في أزمة كورونا أو للغذاء ظلم فادح لمن يحتاج إليه، وعدم احترام بعض الدول لاتفاقيات المناخ غير عابئة بتأثيرات التغيرات المناخية على الدول المعرضة لمخاطر هذه التغيرات ظلم فادح من الإنسان لأخيه الإنسان ولأبناء هذه الدول . 
وأكد وزير الأوقاف، أن السلام لا يصنعه ولايملكه أصلا الجبناء ولا الصعفاء ، إنما يحمل السلام ويصنعه الأقوياء، فشجاعة السلام لا تقل أبدًا عن شجاعة الحرب، وهو ما نبعث به رسالة واضحة لكل عقلاء العالم، نقول لهم : تعالوا لنعالج معًا تداعيات انتشار فيروس كورونا والتأثيرات السلبية للتغيرات المناخية ، ونجعل من مبادرات السلام الحقيقية بديلًا لظلم الإنسان لأخيه الإنسان بقصد أو بغير قصد ، تعالوا معًا لكلمة سواء لننبذ كل مؤججات الحرب والاقتتال ونُحل محلها أُطر التعاون والتفاهم والتكامل والسلام .