عندما يسمع شخص عن سقوط نيزك بالقرب منه يشعر بالفزع والخوف، ولكن في المغرب يكون الأمر عكس ذلك تمامًا، فيشعر الناس بالسعادة عند سماع خبر سقوط نيزك في المغرب، فالأمر بمثابة اكتشاف كنز يحج إليه المئات من "صيادي النيازك" حول العالم، خاصة لاشتهار صحراء المغرب بكثرة سقوط النيازك فيها.
وينتشر صيادون النيازك وسط الصحراء، بحثاً عن أحجار نيزكية تثير اهتمام العلماء في مغامرة شبيهة بالبحث عن إبرة في كومة قش، لكنها تدر الملايين على من حالفه الحظ في العثور على قطعة من الحجر النفيس.. وصيد النيازك مهنة لا يعرف عنها الكثير، لكنها أضحت في السنوات الأخيرة حرفة لكثيرين من سكان الجنوب المغربي.
والصحراويين خصوصاً من الرحل، اكتسبوا مهارات في هذا الشأن؛ فانعدام التلوث في المنطقة يجعل سماءها صافية طوال السنة، ما يسمح برؤية النجوم والأجرام السماوية بشكل واضح ومكان سقوط النيازك.
فيقضي صائدو النيازك الليل وهم يراقبون النيازك، ويتعرفون بشكل تقريبي على اتجاه ومكان سقوطها، وما إذا كانت قد سقطت في مكان قريب لتنطلق بذلك رحلة البحث، وتبدأ الرحلة عادة عند الفجر، يقطع خلالها الباحثون عن النيازك عشرات الكيلومترات مشياً، ينقبون وسط صحراء ممتدة، عن أحجار مصدرها السماء، في مهمة شبه مستحيلة، فالنيزك ينشطر إلى أجزاء صغيرة عندما يرتطم بسطح الأرض.
تستمر الرحلة لأيام يبيت خلالها "صيادو النيازك" في الخلاء في انتظار فجر يوم جديد، لتنطلق بعد ذلك رحلة التفتيش الصحراوية عن كنوز السماء، وقد تستغرق رحلة البحث أسابيع عدة قد تتوج بصيد جيد بالعثور على حجر أو اثنين، وقد يخيب ظن الصيادين ويعودون أدراجهم في انتظار ما قد تجود به السماء في الأيام المقبلة.
تباع النيازك التي يعثر عليها في الجنوب المغربي بأسعار تصل إلى 1000 دولار للجرام الواحد، وذلك لندرتها وقيمتها العلمية، إذ يتهافت على شرائها وسطاء يبيعونها عبر الإنترنت على مواقع متخصصة، لتنتهي الأحجار السوداء في مختبرات الولايات المتحدة وأوروبا، حيث تخضع للتحليل والدراسة.
وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن قيمة هذه الأحجار، تكمن في ما تخزنه من أسرار حول تشكل النظام الشمسي قبل أربعة مليارات و500 مليون سنة، وظروف نشأة الأرض ومكوّناتها الجيولوجية.
ويسعى المغرب في السنوات الأخيرة إلى تشجيع البحث العلمي في هذه المجال، من خلال إنشاء أول متحف جامعي للنيازك في إفريقيا والعالم العربي، يتكون مهمته جمع ودراسة الأحجار النيزكية.