السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

لماذا عام 536 ميلاديا كان الأسوأ في التاريخ؟

العام الأسوأ في التاريخ
العام الأسوأ في التاريخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت السنوات الاخيرة الكثير من الأحداث السيئة وانتشار وباء فيروس كورونا القاتل، ويعتقد البعض أن هذه السنوات هي الأسوأ في التاريخ .

ولكن بالرغم من تلك الأحداث التي شهدها العالم من تفشي الفيروس، وحدوث الفيضانات والأعاصير والأمطار والثلوج والحروب في أماكن متفرقة، لم تكن هي الأسوأ في التاريخ، حيث صنف عام 536م هي الأسوأ في التاريخ نظرًا لما شهده هذا العالم من أحداث.
وشهد ذلك العام بداية عصر ما يسمي بعصر الظلام، والمقصود بالظلام هنا هي العتمة أو الظلمه بالعاميه حرفياً، ففي أحد أيام هذا العام أستيقظ أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية الشمالي (أسيا وأوروبا وأمريكا والشرق الأوسط ) علي ظلام تام والغيوم والسحاب في كل مكان وكأن الشمس كانت في حالة كسوف دائم.

ووصف المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس أحداث عام الظلام في 536 أن السماء كانت ممتلئة بالغيوم والسحب طوال الوقت وكانت أشعة الشمس لاتصل إلى الأرض وكأنها في حالة كسوف دائم مما تسبب في إنخفاض درجة حرارة الأرض بصورة كبيرة وكانت لا تتعدي درجة حرارة الأرض الى 3 درجات مئوية لدرجة أن الثلوج كانت تتساقط في فصل الصيف وغطت الثلوج مساحات كبيرة من الأرض وخاصة في الصين مما أدي إلي تدمير المحاصيل الزراعية في الصين مسببة مجاعة أدت إلي وفاة أكثر من 70% من سكان البلاد.
ونتيجة لغياب الشمس بصفة عامة أصبحت الأرض لا تنمو بالنباتات نتيجة لغياب ضوء الشمس وضربت المجاعات بقاع الأرض لعدم نمو النباتات والحبوب والمحاصيل الزراعية مما أدي إلي حصد أرواح مئات الالاف من البشر، وأضاف المؤرخ والسياسي الروماني كاسيودوروس في وصف تلك الظاهرة العجيبة التي ضربت مساحات شاسعة من الكرة الأرضية أن الإنسان لم يعد قادراً حتى علي رؤية ظله وأصبحت فصول السنة جميعها متشابه.
وعلى مدار العام والنصف العام عاش العالم بلا شمس في برد وظلام وأمراض ومجاعات وبلا أبحاث ومن دون تكنولوجيا لدراسة الظاهرة ومعرفة السبب ومتى تنتهي وهل ستنتهي هذه الظاهرة حقاً وهل ستسطع الشمس مجدداً أم لا، وكان التفسير المنطقي وقتها أنها نهاية العالم.

ونتيجة لأحداث عام الظلام عام 536 وانتشار الظلام والبرد وعدم سطوع الشمس والجوع وتدني الحالة الصحية لغالبية البشر لقرابة العامين كان ذلك سبباً كافياً من أسباب ظهور مرض الطاعون في عام 541 بشكل جنوني وتسبب في مقتل نصف سكان أوروبا فيما عرف بطاعون جستنيان.

واستمر لغز الغيوم والظلام الدائم الذي تعرضت له الأرض ( لأكثرمن العام والنصف ولأكثر من نصف مساحة الكرة الأرضية) لسنوات وسنوات كثيرة، حتي عام 2018 عندما نشر مايكل ماكورميك أستاذ التاريخ في جامعة هارفر وبول مايوفسكي ومجموعة من الباحثين أبحاثهم في معهد تغير المناخ في جامعة ماي .
وقد توصل فريق البحث عن طريق تحليل الجليد في أحد أنهار الجليد في سويسرا، أن ذلك العام شهد إنفجار و ثوران بركاني ضخم وكارثي في إيسلندا مما تسبب ثوران انفجار البركان، ما أدى إلي انطلاق كميات هائلة وضخمة جداً قدرت بملايين الأطنان من الرماد والدخان والغبار البركاني والذي تسبب في حجب ضوء الشمس لقرابة العامين علي معظم بقاع الكرة الأرضية.

وقد صنف مايكل ماكورميك سنة 536 بأنها أسوأ فترة لإنسان ممكن العيش خلالها علي كوكب الأرض أن لم تكن الأسوأ علي الإطلاق، وأجمع الباحثين أن التغيرات المناخية قد تكون مميته، في حدوث بركان في مكان ما وانتشار الدخان والغبار البركاني في الجو مع وجود الرياح ساعد علي انتشار بقعة الكارثة .

وهذا الغبار والغيوم البركانية الكثيفة منعت وصول الشمس للأرض مما أدي إلي إنخفاض درجات الحرارة وموت النباتات وعدم نموها، مما جعل من العام 536 كارثي نسبة للظلام والبرد والجوع و اعداد مهوله من الوفيات.