الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الطلاق.. «مفيش أسهل منه».. 88% من حالات 2021 «خلع».. أستاذ اجتماع: برامج التوعية ورسائل الأعمال الدرامية تفتقد للقدوة الحسنة.. و"فرويز" يوضح معاناة المجتمع من الانهيار الثقافي

ستاندر تقارير، صور
ستاندر تقارير، صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في ظل التزايد المستمر لنسب وحالات الطلاق في مصر مؤخرًا، وفقًا للإحصائيات الرسمية، تبذل الدولة جهودًا كبيرة في الحد من حالات الطلاق، ومحاولات الصلح بين الأزواج، بالتعاون بين الوزارات المعنية وتتضمن وزارات التضامن الاجتماعي والعدل والأوقاف، ودار الإفتاء.

وتواجه المحاكم يوميًا آلاف القضايا المتعلقة بالطلاق والنفقة وضمان حقوق الزوجة والأولاد، وهو ما تطلب تعديل قانون الأحوال الشخصية وإصداره بالنسخة الجديدة التي تضمن حقوق كافة الأطراف وإنهاء هذه النزاعات.

222 ألف حالة طلاق في عام 2020

أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، خلال النشرة السنوية لعام 2020، أن إجمالي عدد حالات الطلاق بلغ 222 ألف حالة خلال 2020، ووصلت عدد إشهادات الطلاق 213950 حالة في عام 2020، حيث بلغ عدد إشهادات الطلاق فى الحضر 116845 إشهادًا تمثل 54.6٪ من جملة الإشهادات، كما بلغ عدد إشهادات الطلاق فى الريف 97105 إشهادًا تمثل 45.4٪ من جملة الإشهادات.

وأوضح الجهاز، أنه طبقًا لفئات السن بالنسبة للمطلقين، حيث سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية (من 30 إلى أقل من 35 سنة)، فقد بلغ عدد الإشهادات بها 43739 إشهادًا بنسبة 20،4٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق في الفئة العمرية (من 18 إلى أقل من 20 سنة) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 403 إشهادًا بنسبة 0،2 ٪ من جملة الإشهادات، أما بالنسبة للمطلقات فقد سجلت أعلى نسبة طلاق فى الفئة العمرية (من 30 إلى أقل من 35 سنة) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 38865 إشهادًا بنسبة 18.2٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق فى الفئة العمرية (65 سنة فأكثر) حيث بلغ عدد الإشهادات بها 1362 إشهادًا بنسبة 0،6٪ من جملة الإشهادات.

أغرب 7 حالات طلاق في العالم العربي: مصرية تطلب الخلع بسبب ساندوتش شاورما وعصير - المصري لايت

واستكمل، أنه طبقًا للحالة التعليمية بالنسبة للمطلقين سجلت أعلى نسبة طلاق فى الحاصلين على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 77766إشهادًا تمثل 36.3٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق بين الحاصلين على درجة جامعية عليا، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 257 إشهادًا بنسبة 0،1٪ من جملة الإشهادات، أما بالنسبة للمطلقات سجلت أعلى نسبة طلاق فى الحاصلات على شهادة متوسطة، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 71145 إشهادًا تمثل 33.3٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق بين الحاصلات على درجة جامعية عليا، حيث بلغ عدد الإشهادات بها 180 إشهادًا بنسبة 0،1٪ من جملة الإشهادات.

وكشف التقرير السنوي، أن إجمالي عدد حالات الطـلاق ( إشهادات + أحكام الطلاق النهائية ) التى تمت خلال العام لكل ألف من السكان في منتصف نفـس العام، بلغ معدل الطلاق الخام 2.2 في الألف عام 2020، بلغ معدل الطلاق بالحضر 2،9 فى الألف مقابل 1،7 فى الألف بالريف، بلغ أعلى معدل طلاق 4.7 فى الألف بمحافظة القاهرة، بينما بلغ أقل معدل طلاق 0.9 في الألف بمحافظة أسيوط، موضحًا أن عدد أحكام الطلاق النهائية بلغ 8086 حكما عام 2020، وسجلت أعلي نسبة طلاق بسبب الخلع حيث بلغ عدد الأحكام بها 7065 حكمًا بنسبة 87.4٪، بينما سجلت أقل نسبة طلاق بسبب غيبة الزوج وحبس الزوج حيث بلغ عدد الأحكام بـها 3 أحكام تمثل 0،04 ٪ من جملة الأحكام النهائية.

88 % من حالات الطلاق "خلع" في 2021

قال الشيخ إسلام عامر، نقيب المأذونين، إن 88% من حالات الطلاق في مصر خلال عام 2021 كانت خُلعًا، وفقًا لإحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، منوهًا إلى أن تسجيل قرابة ربع مليون حالة طلاق العام الماضي نسبة كبيرة جدًا، موضحًا أن ارتفاع نسبة الطلاق يرجع إلى تسبب كل من الرجل والمرأة في فشل العلاقة الزوجية والأسرية، مشددًا على أهمية التريث قبل اتخاذ هذا القرار، وهو ما يجعل نسبة حالات الطلاق والخلع والطلاق للضرر في القرى أقل من المدن. 

وأضاف عامر، خلال تصريحات تليفزيونية، أن محاولة التوفيق بين الطرفين، من المهام الأساسية والاجتماعية للمأذون، متابعًا: "في القرى والريف نسير وفقًا للأصول ونجمع الأب والخال والعم أكثر من مرة قبل حدوث حالات الطلاق محاولة لتدارك المشكلة"، مشيرًا إلى أن غياب الدور الاجتماعي للمأذون يؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق في مصر إلى 40%، مؤكدًا أن تواجد المأذون في قريته بصفة مستديمة والعلاقة التي يكونها مع المواطنين يؤدي إلى الحد من عملية الطلاق، كما أن نسبة الطلاق بين الشباب ما بين 20 إلى 30 عامًا عالية، معقبًا: "أحمل المسؤولية على الأهل لأن أولياء الأمور هم من جهزوا، لو الشاب تعب وشقي عشان يؤسس أسرة هيتمسك ببيته وأولاده، لكنه بيرمي دي عشان يجيب تانية الصبحية، وزيادة النسبة ترجع أيضا إلى سوء الاختيار وعدم توافق الطباع بين الطرفين".

 

الدكتورة سامية خضر

الوعي داخل الإعلام والأعمال الدرامية

وبدورها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن وجود برامج التوعية للمقبلين على الزواج أمر جيد جدًا، ولكن هناك إجراءات عدة لمواجهة حالات الطلاق وتزايدها خلال الفترة الأخيرة، حيث أن البيئة المجتمعية مليئة بالخوف والرعب والمقالب والسرقة والنصب والقتل والذبح، وأصبحت هذه البيئة فاسدة، وبالتالي لابد من إصلاحها والبناء للأخلاقيات والقيم والأسس الاجتماعية والدينية السليمة على أرض صلبة، وتوفير الأساس الجيد لهذا البناء، مشيرة إلى أن الدولة تبذل جهود كبيرة لتوعية الشباب بأهمية الزواج والاستقرار الأسري. 

وأضافت الدكتورة سامية، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن وسائل الإعلام والأعمال الدرامية حاليًا تفتقد للقدوة الحسنة التي يقتدي بها الشباب والفتيات، عكس ما كان الوضع عليه قديمًا، فكانت الأعمال الدرامية تتحدث عن أهمية الأسرة والعائلة، وكذلك برامج المرأة القديمة التي كانت هادفة وتسعى لتوعية المجتميع بالتحديات الراهنة، فلابد من وجود القدوة الحسنة للمشاهدين، واتخاذ المناخ الإعلامي للاتجاه الإيجابي وتعظيم الأسرة المصرية من خلاله، فإن المجتمع المصري يعاني من الأمية بنسبة تصل لـ 25%، ويتغلغل الفكر الشيطاني للأسرة، لابد من نشر الوسطية والبعد عن الفجور والتعري والعمل على نشر الأخلاق والقيم المصرية الأصيلة.

 

الدكتور جمال فرويز

الانهيار الثقافي

فيما بين الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن المجتمع يعاني في الوقت الحالي من الانهيار الثقافي والقيمي والديني والأخلاقي والسلوكي، فإن المواطنين أصبحوا لا يقدرون قيمة الزوج أو الزوجة أو الأولاد أو المدير أو الزميل أو الصديق، كما أن الانهيار الديني ومواجهة الازدوجية الدينية من خلال التركيز على المظاهر والشكل الديني دون تطبيق ممارسات الدين، والانهيار الاجتماعي داخل الأسرة فإن الشباب والفتيات يتبادلون مشاعر الإعجاب ببعضهم البعض ويعتقدون أنه حب، ويسعون للزواج ومع أول مشكلة أو ضغط يواجهونه بعد الزواج تتفكك الأسرة.

وأكمل فرويز، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الأمهات قد تتعرض لضغوط اجتماعية أو تعليمية أو مادية ويدفعها الأمر إلى تزويج بناتهن سريعًا دون التفكير الجيد، كما أن وسائل الإعلام والأعمال الدرامية والأفلام تساهم في تصدير صورة أن الطلاق قرار سهل فعله والإقدام عليه.