نَظم قصر ثقافة كفرالشيخ بالتعاون مع منطقة وعظ كفرالشيخ، اليوم الأربعاء، ندوة دينية بعنوان: "ولا تنسوا الفضل بينكم" تحدث فيها الدكتور صفوت محمد عمارة الواعظ بالأزهر الشريف، وعضو الاتحاد الدولي للغة العربية، عن أسباب كثرة الطلاق والحلول لتفاديه، بحضور الدكتورة جاكلين بشرى، وكيل وزارة الثقافة بكفرالشيخ، تنفيذا للحملة الدعوية التي أطلقها مجمع البحوث الإسلامية للحفاظ على الأسرة واستقرار المجتمع.
بدأت الندوة بتأكيد الدكتور «صفوت عمارة» على أنَّ جميع الشرائع السماوية حرصت على استدامة الزواج لبناء أسرة نافعة لمجتمعها، وبناء مجتمع إنسانى سليم، وقد وضع اللَّه لنا قاعدة ربّانية يجب أنَّ نأخذها معيارًا فى حياتنا الزوجية فقال تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة:229]، وهذه القاعدة توضح وتبينُ لنا منهجًا فى حياتنا الزوجية، فإمَّا الإمساك بالمعروف وإمَّا التسريح بالإحسان، ومن المعلوم أنَّ الحياة الزوجية لا تخلو من الخلافات نتيجة اختلاف الطبائع البشرية، والتفاوت فى النفوس البشرية وصفاتهم، وقد تعصف رياح الشقاق بين الزوجين، وإذا وقع بين الزوجين خلاف فينبغى أن يحلّ بالتفاهم والتراضى، وأمّا إذا استحكمت المشاكل واستحالت بينهما العِشرة، فقد أصبح من الحكمة مفارقة أحدهما للآخر، وهنا شرع الحق سبحانه الطلاق ليكون حلًا لمثل هذه الحالات.
وأضاف الدكتور «صفوت عمارة» أنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ وضع لنا قاعدة نورانية تتجلي في قوله تعالي: {وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة: آية237] أي أن وقع الطلاق والفراق بينكم فإياكم أن تنسوا الفضل والودَّ والإِحسان الذي كان بينكم، وهذه القاعدة الربانية التي جاءت في آيات الطلاق من سورة البقرة لا يُمنع من أن نأخذها معيارًا في كل حياتنا، فإِذا كان الطلاق قد تم لأسباب ضرورية قاهرة فلا ينبغي أن يكون قاطعًا لروابط المصاهرة؛ فالاعتراف بفضل الآخرين ومواقفهم الجميلة والكريمة خلق إنساني نبيل، أصبحنا نفتقده في مجتمعاتنا، فتجد للأسف كثير من بيوتنا عندما يقع الشقاق بينهما ويستولي الشيطان علي منصة القلوب، ويحل الفراق بعد الوفاق حتي يأخذ كل واحدٍ من الزوجين طعنًا ولعنًا وافتراءً على الآخر، فلا الزوج يذكر لزوجه حسنة ولا الزوجة تذكر لزوجها معروفًا.
وأوضح الدكتور «صفوت عمارة» أنَّ كثرة الطلاق يرجع لعدة أسباب منها: عدم الكفاءة بين الزوجين، والغش والخداع وعدم الوضوح بين الخاطبين، وتدخل أهل الزوجين الدائم في حياتهم الخاصة، وتعاطي الكحول والمخدرات، وعدم التسامح مع الأخطاء بين الزوجين، والسفر الطويل لأحد الزوجين، وعدم إنجاب الأولاد، والغيرة الزائدة عند أحد الزوجين، وعدم القدرة على الإنفاق، والتقصير في تأدية أحدهما لحقوق الآخر، وعدم التوافق الجنسي أو الاجتماعي، والإساءة الجسدية، والخيانة الزوجية، والزواج لمصلحة مادية، وسوء اختيار شريك الحياة.
وأشار إلى أن كل هذه الأسباب وغيرها من مسببات كثرة الطلاق، ولعلاجها يجب تفادي كل هذه الأشياء باتباع المنهج الإسلامي في عملية اختيار شريك الحياة، ونشر الوعي المجتمعي بعواقب الطلاق وأضراره، وما ينتج عنه من انعكاسات سلبية على الأبناء، وتشتيت للأسرة وتفكك للمجتمع.