كل عام يصوم أقباط مصر قبل الصوم اﻷربعيني بأسبوعين صوم أهل نينوي ثلاثة أيام وهو صوم للتوبة والاستعداد للحياة والزهد والتقشف ويحرص الكثير من اﻷقباط على صوم أهل نينوي بدون أكل أو شرب يطلق عليها العامة «صيام طي لي».
ويرجع البعض أن تاريخ هذا الصوم منذ عهد البابا إبرام بن زرعة السرياني «62» «979- 976م» وكان في كنيسة المشرق السريانية يصام ستة أيام وكان وقت الشدة يصام في القرن السادس الميلادي أصبح ثلاثة أيام، وعرف في الكنيسة الأرمنية «صوم مسروب» ومدته ستة أيام أما الكنائس اﻷرثوذكسية البيزنطية لا تعترف به حتي اﻵن .
* قصة يونان النبي في العهد القديم واﻷدلة التاريخية عليها:
يونان النبي بن أمتاي هو من جت حافر قرية في سبط زبلون شمالي اﻷرض المقدسة (يش 13:19)(2مل 25:14) ويميل البعض أنه ابن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه إيليا من الموت وهو النبي الوحيد الذي أرسله الله في العهد القديم لمدينة أممية
* الزمان الذي عاش فيه يونان النبي
نعرض تسلسل تاريخي لحياة يونان النبي والملوك واﻷنبياء المعاصرين - يربعام الثاني ملكا
- يونان يصير نبيا (793ق .م)
- عزيا ملكا علي يهوذا (792 ق.م)
- شلمنأصر الرابع ملكا علي أشور (783 ق.م )
- أشور دان الثالث ملكا علي أشور (772 ق.م )
- عاموس يصير نبيا (760 ق.م )
- يونان يبشر نينوي (759 ق.م )
- أشور نيراراي الخامس ملكا علي أشور (754ق.م )
- نهاية إرسالية يونان (753 ق.م )
- سقوط إسرائيل تحت حكم أشور (722 ق.م )
موطن يونان (Jonah) (اسم عبري يعني حمامة ) عاش في مطلع القرن الثامن أو التاسع ق.م من شمال الجليل ولد بالقرب من الناصرة قبل السيد المسيح ب 800 سنة ، وعاصر من ملوك يهوذا يؤاش وأمصيا وعزيا ومن ملوك إسرائيل يربعام الثاني
* سفر يونان هو السفر الخامس من أسفار اﻷنبياء عدد أصحاحاته أربعة، كتب حوالي 760 -785 ق.م تقريبا.
* نينوي هي عاصمة أشور «الموصل حاليا بالعراق» كان أهلها يعبدون اﻹلهة «عشتاروت» سماها ناحوم النبي «مدينة الدمار» وتنبأ صفنيا بخرابها، كانت أشور اﻹمبراطورية العظيمة والشريرة هي عدو إسرائيل المفزع وكانوا يستعرضون قوتهم الوحشية فعندما أمر الله يونان بالمناداة بالتوبة أسرع للاتجاه المعاكس وذهب إلي ترشيش (إسبانيا حاليا).
* قصة يونان كما جاءت في الكتاب المقدس
أمر الله يونان أن يذهب ويكرز ﻷهل نينوي التي صعد شرها أمامه وينادي أنه إن لم تتب تنقلب المدينة، ولكن يونان بدلا من اﻹتجاه شرقا نحو نينوي ركب سفينة ودفع إجرتها نحو ترشيش في أقصي الغرب فأمر الله نوء ورياح شديدة وهاج البحر فحاول الركاب والنواتية تخفيف اﻷحمال وصرخوا كل واحد ﻹلهه ولكن كان يزداد البحر هياجانا فألقوا قرعة ليعرفوا بسبب من هذه البلية فوقعت علي يونان فحكي لهم قصته وأنه هارب من الله خالق السماء واﻷرض وحاولوا التجديف وإنقاذ السفينة ولكن البحر زاد هيجانه فألقوا يونان في البحر فأعد الرب حوتا فأبتلع يونان وفي جوف الحوت صلي ووعد الرب بالطاعة والخضوع ومكث في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال وقذفه الحوت عند مدينة نينوي وأمره الرب أن ينادي بعد 40 يوما تنقلب نينوي فنادي يونان المدينة في يوم واحد وكانت تستغرق ثلاث أيام فآمن أهل نينوي من صغيرهم لكبيرهم حتي ملكهم وصام الناس والبهائم والرضعان و تذللوا في المسوح والرماد فسامحهم الله ،فغضب يونان ﻷجل كرامته الشخصية كيف أن الله غفر لهم وأراد الله أن يعلم يونان درسا فأنبت ليونان يقطينة شرق المدينة أستظل بها فأرسل الله دودة ورياح فسقطت اليقطينة فغضب يونان طالبا الموت لنفسه فقال له الله ﻹجل يقطينة غضبت أفلا أشفق علي نينوي التي بها اثنتي عشر ربوة «120000 نسمة».
* قصة يونس والحوت كما جاءت في القرآن الكريم يذكر القرآن الكريم ان يونان خرج غاضبا من قومه ﻷنهم عاندوه دون أن يستأذن الله عز وجل وهاج البحر فرأي ربان السفينة أنه يوجد رجل مذنب ويجب التخلص منه فأجروا قرعة ثلاث مرات وهي تقع علي يونس فالقوه في البحرليلا فأبتلعه الحوت وصارفي ثلاث ظلمات (ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ) فدعي ربه دعائه المشهور (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) وأوحي الله تعالي إلي الحوت ألا يكسر له عظما ولا يأكل له لحما وسار الحوت بجانب السفينة فأسلم ركاب السفينة وروي أن بدنه خرج كالوليد عندما يخرج من بطن أمه ،مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام وقيل 7أيام وقيل أربعون وأنبت الله شجرة يقطين تظله ويأكل منها حتي أستعاد عافيته. ويظن البعض ان حوت يونس مازال حيا ولكن لا يوجد في الفقه او التفسير ما يؤيد ذلك.
* مصادر أدبية محتملة لقصة يونان
اقترح جوزيف كامبل رسم مقارنة بين قصة يونان وملحمة جلجامش البابلية وكذلك اﻷساطير اليونانية «أسطورة جايسون» ويحدد جيلداس هامل عددا من الدوافع المشتركة «أسماء اﻷبطال- وجود حمامة -فكرة الهروب- وصف العاصفة- وجود وحش البحر أو تنين يهدد البطل» ويذهب هامل أن مؤلفا يهوديا غير معروف قام بتكييف مادة أسطورية يونانية ولكن القصة ظهرت بعد قصة يونان ولكن بعض علماء اليهود يرجعون أن المصادر ربما اﻷسطورة البابلية «اﻹله أونس» أصبح نموذجا أوليا لقصة حوت ابتلع يونان وصورة إله نصفه سمكة ونصفه إنسان.
* قصة يونان النبي حقيقية وقد ذكرها السيد المسيح
- استشهد بها السيد المسيح وشبه نفسه بيونان كما كان في بطن الحوت هكذا السيد المسيح في موته ودفنه وقيامته (مت12: 40-39) (لو 11: 30-29) (عب 15:13) وهذه شهادة تؤكد صدق القصة
- رموز في سفر يونان النبي
- يشير يونان النبي الي السيد المسيح من عدة وجوه هي:
1- اختاره الرب من شعبه لينادي ويعلم بين الامم الغريبة وينقذهم من نتائج شرهم.. واختار ابنه الحبيب وأرسله من أورشليم السماوية ليخلص به العالم من الهلاك اﻷبدي.
2- سمحت عناية الله بإلقاء يونان في البحر ليكون سبب خلاص لكثيرين.. وسمحت عناية الله أيضا بنزول ابنه الوحيد إلي أمواج هذا العالم ليصبح بذلك سبب خلاص للمؤمنين باسمه.
3- استمر يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام دون أن يصيبه ضرر واستمر السيد المسيح ثﻻثة أيام في قلب الأرض دون أن يعاين فسادا.
4- دعا يونان أهل نينوي إلي التوبة.....دعا السيد المسيح تلاميذه واليهود والبشرية كلها للتوبة والحياة اﻷبدية.
5- مكث يونان في جوف الحوت 3أيام.. بقي السيد المسيح في جوف القبر 3أيام.
6 - خرج من جوف الحوت بعد 3 أيام حيا..خرج من جوف القبر بعد 3أيام حيا.
7- مكث في جوف الحوت صائما....صام السيد المسيح قبل خدمته.
8- بسببه صار خلاص ﻷهل نينوي.. بسببه صار خلاص للبشرية.
نصلي قائلين..يونان النبي كان ف بطن الحوت كمثال المسيح ف القبر ثلاثة أيام.
* العلم يثبت صحة قصة يونان النبي
-هناك بحار قد ألتهمه حوتا قرش وبعد قتل الحوت وجدوا البحار علي قيد الحياة ومكث في بطن الحوت يومين
- كلمة حوت في العبرية (داغ ) وردت في العهد القديم 19 مرة وترجمت «Fish » سمكة في حين ان كلمة حوت بالعبري «تنين» وفي العهد الجديد باللغة اليونانية «كيتوس» ترجمت «Whale» «وحش من اﻷعماق» وتوجد أنواع من الحيتان طولها ما بين 95-75 قدما ووزنه حوالي 150 طنا وتتميز معدتها تتكون من عدة حجرات تصل لـ 6 حجرات، وهناك نوع من الحيتان عديم اﻷسنان طوله 50 قدما ويرجح أن حوت يونان من هذه النوعية حيث مكث في مكان بعيد عن المعدة.
* سفر يونان يعلن لنا الله لكل اﻷمم والله يطلب ويشفق علي بني البشر ويريد خلاص الجميع والله ليس حكرا علي شعب أو طائفة معينة ويحارب التعصب ويحارب كل فكر متطرف وأن نقبل بعضنا البعض كبشر دون النظر ﻷي انتماءات أو أفكار، ولكن الله يحب خليقته وكما قال ميخائيل نعيمة فيلسوف الرابطة القلمية «بالحب قد عرفت نفسي وبالحب قد عرفت الله».
