حذر أحد كبار رجال الأعمال من زيادة هجرة المهنيين والتجار والمصنعين من إيران بسبب عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
وحسبما أبرزت تقارير أشارت لها شبكة إيران الدولية، يحاول الفنيون والسباكين والطهاة والكهربائيون والخبراء في مختلف المجالات العثور على وظائف في الخارج.
وأوضحت شبكة إيران الدولية أن هؤلاء لا يستطيعون الهجرة إلى أوروبا والأمريكتين، بسبب قيود مالية أو تأشيرة، ويختارون تركيا أو الإمارات العربية المتحدة كوجهة مفضلة لهم.
وغادر الملايين من الإيرانيين المتعلمين والمهنيين البلاد إلى الأبد منذ ثورة 1979 واستمر هذا الاتجاه على مدار العقود الأربعة الماضية، لكن الأزمة الاقتصادية الجديدة وعدم اليقين منذ عام 2018 شجع المزيد من الناس على المغادرة.
وقال حميد حسيني، عضو غرفة التجارة الإيرانية، لموقع خبر على الإنترنت يوم الإثنين إنه يعتقد أن جميع أنواع المهنيين يهاجرون، وذلك أساسًا لأن لديهم أمل ضئيل في حياة أفضل في المستقبل.
وأضاف حسيني، وهو ناشط تجاري بارز في قطاع البتروكيماويات، أن ما يسمعه من وكالات الهجرة هو أن عدد الأشخاص الذين يسعون للحصول على الخدمات قد تضاعف في الأشهر الأخيرة.
وبينما في الماضي كان كبار المتخصصين في الغالب يتطلعون إلى العثور على وظائف وتصاريح إقامة في الخارج، يسعى التجار والمهنيون العاديون الآن إلى الهجرة، ويقول معظم هؤلاء الناس إن دخولهم ستكون أعلى في الخارج وحياة أكثر راحة.
وأكد أن عبارة "حياة مريحة" هي نافذة مهمة على تفكير المهاجرين المحتملين، وقال إن ذلك يظهر أن الناس متخوفون من مستقبل البلاد.
وانخفضت الأجور والمداخيل انخفاضًا حادًا في إيران منذ 2018 عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية النووية لعام 2015 وفرضت عليها عقوبات، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم، لكن الأزمة الاقتصادية، على الرغم من أهميتها، ليست العامل الوحيد في تغذية التشاؤم. أصبح النظام السياسي الديني أقل تسامحًا وأكثر تقلبًا ولا يمكن التنبؤ به في السنوات الأخيرة حيث واجه مزيدًا من المعارضة.
وسئم الشباب من انتظار تخفيف القيود الدينية قليلًا والحصول على صفقة عادلة في الاقتصاد الذي تديره الدولة والذي يسيطر عليه المطلعون.
وجادل حسيني بأن الدول المجاورة مثل تركيا والإمارات العربية المتحدة لديها خطط لجذب المهنيين المؤهلين. اشترى عشرات الآلاف من الإيرانيين من الطبقة المتوسطة العالية بسهولة منازل في تركيا، وحصلوا على تصاريح إقامة ونقلوا جزءًا من عاصمتهم إلى الدولة المجاورة.
ويتصدر الإيرانيون قائمة مشتري العقارات الأجانب في تركيا، لكن حسيني خص الإمارات العربية المتحدة كوجهة جذابة جديدة للشركات الإيرانية الخاصة لأن حكومتها لديها خطة جادة لجذب المصنعين الصناعيين.
وأشار إلى أن الإمارات تقوم بإنشاء منطقة صناعية يحصل فيها المستثمرون على أراض مجانية وقروض بنكية مغرية لإقامة الأعمال.
وكان حسيني يشير إلى خطة طموحة أعلنتها الإمارات في مارس 2021 لتوسيع قطاع التصنيع، كتنويع اقتصادها من مصدر للطاقة ومركز تجاري إلى نقطة جذب إقليمية للصناعة. وتقضي الخطة بمضاعفة إنتاج التصنيع السنوي ثلاث مرات من حوالي 30 مليار دولار إلى أكثر من 80 مليار دولار بحلول عام 2031.
وحذر سعيد محمد، منسق الرئيس للمناطق الحرة، الثلاثاء، من أن هذا سيكون مدمرًا للاقتصاد حيث ستختار العديد من الشركات الحوافز التي تقدمها الدول المجاورة.
فيما حذر حسيني من أن إيران يمكن أن تخسر الكثير من المواهب والمعرفة ورأس المال لصالح الإمارات.
ولدى سؤاله عما إذا كان الاتفاق النووي ورفع العقوبات الأمريكية يمكن أن يساعد في الوضع، قال إن "المجتمع يحتاج إلى السلام والهدوء" وليس التدخل المستمر من قبل الحكومة.
وأشار إلى قيود الإنترنت في إيران والقوانين غير المنتظمة التي غالبًا ما تكون متناقضة وتجعل حياة المواطن العادي غير متوقعة.