تسببت الأزمة الاقتصادية الطاحنة في إيران في إنهيار حاد لسعر صرف العملة المحلية، ما أخرجها من المنافسة المشروعة أمام العملات الأجنبية في الأسواق، فيما لجأت بعض المتاجر والمطاعم الإيرانية إلى التداول بالدولار ما وضع الحكومة الإيرانية في حرج بالغ.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية محسوبة على المعارضة، أن عدد من المطاعم والكافيهات في إيران لجأت إلى التداول بالدولار بعد انهيار قيمة العملة الإيرانية المحلية "التومان"، ما دفع السلطات إلى تحذير المطاعم والمحال المتعاملة بالعملة الأمريكية والعودة إلى التداول بالعملة المحلية، وتوعدهم بمحاسبة المطاعم المتداولة بالدولار والعملات الأجنبية.
يأتي ذلك فيما يعاني المواطنون الإيرانيون من تزايد واضح في أسعار السلع و المواد الغذائية الأساسية، التي تراوحت أسعارها بين 7 إلى 50 دولارا أي ما يعادل 190 إلى أكثر من 300 ألف تومان، وذلك بسبب إرتفاع نسبة التضخم بشكل فادح جراء الأزمة الاقتصادية والعقوبات المفروضة على إيران من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وتحدثت التقارير الاقتصادية حول حالة الأسواق الإيرانية المتردية، حيث لفتت إلى أن بعض الأطعمة التي تتذيل القائمة في أسعارها الزهيدة وصلت تكلفتها إلى 7 دولارات، وهو ما يشير إلى ارتفاع كبير في سعر السلع الأساسية للمواطنين.
يأتي ذلك فيما تزداد يوميًا التظاهرات العارمة في المدن الإيرانية والتي شارك فيها المتقاعدون بعد توقف صرف معاشهم، فضلًا عن المعلمون بعد تدني مستوى رواتبهم بشكل كبير، علاوة على الانهيار الاقتصادي الكبير في سعر العملة المحلية، والأسواق بشكل عام.