الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يوم المرأة في العلوم.. حضارة القرب من النساء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

  احتفل العالم منذ يومين باليوم العالمي للمرأة في مجال العلوم. وهو يوم الحادي عشر من فبراير الذي أفردته الهيئة العامة للأنن المتحدة كي تدعو العالم كل عام للإحتفاء بالمرأة في مجال العلوم. هذا العام وصلت المرأة إلى مكانة أكبر من كل عام في التفوق في هذا المجال رغم سوء أحوال الكرة الأرضية، فمن بين كل ثلاثة مهندسين على كوكب الأرض توجد مهندسة أنثى مثلًا، وهكذا دواليك في الكثير من المجالات المشابهة، وسُجلت زيادات كبيرة من أعداد النساء في هذا المجال في بقع لم تكن تنتشر فيها ممارسة النساء لهذه الأعمال منها بعض الدول العربية، وهو ما ظهر جليًا في فيديو تم بثه على جوجل هذا العام في يوم الاحتفال.
   اعتمدت لجنة وضع المرأة (أصبحت الآن تعرف بهيئة الأمم المتحدة للمرأة) في 14 آذار/مارس 2011،) في دورتها الخامسة والخمسون تقريرًا اشتمل على استنتاجات متفق عليها بشأن تمكين المرأة والفتاة من الحصول على التعليم والتدريب والعلم والتكنولوجيا، فضلا عن تعزيز حق المرأة في العمل والعمل اللائق. وفي 20 كانون الأول/ديسمبر 2013، اعتمدت الجمعية العامة قرارا بشأن العمل والتكنولوجيا والابتكار من أجل التنمية. وأقرت الجمعية العامة في ذلك القرار بأن تمكين المرأة والفتاة (في كل الفئات العمرية) من الحصول على التعليم والتدريب والتكنولوجيا هو ضرورة لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة والفتاة. كان الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في مجال العلوم هذا العام، هو الاحتفال السابع على التوالي، إذ أطلقت الأمم المتحدة هذه الاحتفالية للمرة الأولى يوم 22 ديسمبر عام 2015م. أطلق هذا الاحتفال في سبيل عمل هذه الهيئة الدولية على تحقيق المساواة بين الجنسين عبر مشاركة المرأة في حياة المجتمع المدني، ليس فقط بصفتها مستفيد من الأعمال المدنية، بل بكونها مشارك في صنعها. لك يكن ذلك ليتحقق إلا بأن تصبح المرأة ضلعًا أساسيًا في حياة المجتمع العلمية. رأت الأمم المتحدة أن العالم لن يصل للتنمية المستدامة المستهدفة في عام 2030م إلا حين تصبح النساء مشاركات كتفًا بكتف مع الرجال في مجال العلوم. إذ يعد مجال العلوم من المجالات التي تضعف فيها مشاركة المرأة عما سواها في كثير من مناطق العالم. على المرأة أن تعمل في الهدنسة والطاقة الذرية والميكانيكا وعلةم الحاسب وعلوم الميكنة المختلفة حتى يمكن لها أن تحصل على تمكين يراعي مواهبها الإنسانية التي يجب أن ترى النور كحق إنساني.
  ركزت التقارير العالمية الصادرة بشأن هذا اليوم على عدد من الحقائق منها أنه عادةً ما تحصل الباحثات على منح ذات قيمة أقل من تلك التي يحصل عليها أقرانهنَّ من الرجال، وعلى الرغم من أنَّ نسبة الباحثات تبلغ 33،3% من مجمل الباحثين، فإنَّ 12% فقط من أعضاء الأكاديميات الوطنية للعلوم هنَّ من النساء، وأنه لا تزال نسبة النساء الخريجات من كليات الهندسة تبلغ 28% فقط والخريجات من كليات علوم الحاسوب والمعلوماتية تبلغ 40% فقط، على الرغم من النقص في المهارات في معظم المجالات التكنولوجية التي تقود الثورة الصناعية الرابعة، كما وأن المسيرة المهنية للنساء تميل إلى أن تكون أقصر وأقل أجرًا، ولا يظهر عملهنَّ بالقدر الكافي في المجلَّات البارزة، وغالبًا ما يجري تجاهلنَّ عند الترقية. وتعد هذه الحقائق مؤشرات على الطريق اتادي بأن يتم تمكين المرأة أكثر في مجال العلوم، إذ تترجم واقعًا يحتاج لدعم المرأة أكثر في كثير من دول العالم، وهذه الدول تركزت في الدول أكثر مما سواها في الدول التي تقع فيها حروب وصراعات، وتلك التي تتركز فيها الأفكار القبلية المتخلفة أكثر مما سواها، كالدول الأفريقية التي تدور فيها رحى الحروب الأهلية.
 إن المرأة استطاعت أن تثبت قدراتها في كل المجالات على نحو تفوقت فيه على الجميع في بعض الأحيان. وإذا كان الله قد وهبها عقلًا يستطيع أن يصل لذلك، فمن حقها أن يُفسح لها المجال لإظهار قوتها وإبداعها في المجالات كلها. الأرض تحتاج لكل من عليها كي يعمرها، وكل العمل الخير عمارة. وكما أحب أن أقول دائمًا "القرب من النساء حضارة" وهذا القرب يجب أن يكون خيرًا ودعمًا وحبًا ورقيًا كي يكون حضارة، ونحن نرى تلك الحضارة الناهضة في السنوات الأخيرة تنعم بالكثير من الازدهار في بلادنا.