الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

إبداع| “زائر المقهى الحزين” قصة لـمصطفى عبدالله

مصطفى عبدالله
مصطفى عبدالله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ازدحام المقهى وكثرة المترددين ذلك اليوم جعل شخص لا اعرفه يجلس جوارى على منضدتي، في المقهى الذي اتردد عليه قبل ذهابي للعمل، أخرجت سماعة أذني ووضعتها في تليفوني وهممت بالتصفح في تليفوني لكي لا اشعره بالحرج أو لأشغل أمري به، إلا أنه الأخر أخرج قلم وورقة وكتب لها حبيبتي بعد التحية اعلم ان هذا الجواب لن يرسل لك ولكني ساكتبه.

أعلم انك ما أحببتني ولكني أحبك، كثيرة من القلوب حولي وأنا اتهرب، نعم ابتعدت عنك ولكن هذا لاتحسن من حبك الا ان مسألتي أصبحت معقدة فأنا بقربك وبعدك سيان، في عيد الحب حبيتي ، كل وِصَال دُونك قَطِيعَة، وَكُلّ أَنَس غَيْرِك صَخَب، فَالْقَلْب يَمِيد وَالرُّوح فِيه، وَغَيْرك لَا صَحِب وَلَا نُخب، ياحبيبا كلما ذكرتك، أبكى الشوق هواك، ظمأ القلب ووحدك، انت من تملك سقياه، قالوا مصابًا بالهوى عزَّ علاجُه، وسرى في قلبِه شغفٌ لايهجره، مجروحُ الفؤادِ معلقةٌ روحُه ورغم سنوات ماصفا حاليٓ.

وقعت تحت عيني تلك المقدمة وانا امسك هاتفي، يسترسل جوابا لحبيبته، التي ابتعد عنها، من طبيعتي لا أفضل التطفل على أحد، خصوصا لو كانت كتابة، فالورقة لها حرمتها، إلا انه عند لمحي تلك السطور، انتبهت عيني وإيقظت داخلي سمة مهنتي الصحفية، تذوقت تلك السطور او إن صح القول الأبيات وانا اشرب قهوتي، وذهبت بي لتأويل قصته، وأنا اسمع بعض المعزوفات لراجح دادو، كانت يده باب لقلبه، قال لي كل شيئ، دون أن يحدثني، هو يعلم انها ما أحببته والعجيب انه فضل ان يبتعد عنها ليوقف فرحته الوحيدة المتبقيه في القرب منها، عجيب أمره يكتب لها ولم تحببه، وأنا في نفسي كيف كل ذلك الحب وهي لم تحبه، كيف يكتب بهذه السرعة ارتجال كهذا دون حذف أو كشط وهو ميقن أنها لم تحبه، اي قلب كقلب حبيبته، هي حتى لم تصفو له او تعجب به، بعيدة تماما عنه، صاحب تلك الابيات ممزوج الاحساس تمتد اليه الايادي لترويه الا انه لايريد الا من كفها، وكأن المياه من يديها لها طعم آخر .

 تنهمر منه الكلمات ولا تتوقف في حبها، يواصل كتابته ويقول لها، فِي الْقَلْبِ متكؤك، وَفِي الرُّوح ثَنَايَاك العجيب كُلُّك كُلِّيٌّ وَأَنَا المُشْتَاق رؤياك، زائر المقهى الوافد، اتفق قلبه مع روحه وتركوا عقله ماعليه الا ليستجيب، والعقل يعلم ان الأمر بعيد كل البعد، الا انه قلبه يصرخ ويقول في جوابه فيا قلبي لو لان لنا، لبات الوجود الوانا، لنقشت لوحتي بنفسج وساع القلب وديانا، اختتم جوابه في عيد الحب ببيت طمح فيه رغم كبوته، فقال انتظرتك عند موعد لم يأتي وبين ظلال الرمال بين كل عسرة وعسرة وعند احلام الرجال.، تطوعه الأحرف وتلين له دون إرهاق، أجلس قربه، تتلصص عيني على ماكتب ولا أريد ان اكف عيني عن خطابه، افرغ ماداخله، واغلق جوابه وأخرج ولاعته وأحرقه، وذهب الى صاحب المقهى ليحاسبه وأخرج منديل من جييه وأمسح بعض رشقات الدمع من عينه ومضى، تاركا خلفه رمادا في طافئة السجائر، في المقابل اتضامنت عيني معه، وتراشقت بعض الأدمع مني، انهيت قهوتي وخرجت لعملي وانا اردد مال الحب جعلوا له عيدا وهو المأساة التي تهزم قلوبنا.