أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أنه لا بديل عن الدبلوماسية في التغلب على أزمة أوكرانيا، معربا عن قلقه البالغ إزاء التوترات المتصاعدة والتكهنات المتزايدة بشأن صراع عسكري محتمل في أوروبا، مشددا على أن جميع القضايا - بما في ذلك الأكثر استعصاء - يمكن ويجب معالجتها وحلها من خلال الأطر الدبلوماسية.
وأشار جوتيريش - خلال اجتماع غير رسمي مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة ـ إلى ثمن المعاناة الإنسانية والدمار والضرر الذي قد يلحق بالأمن الأوروبي والعالمي، إذا ما وقع هذا الصراع، قائلا: "نحن ببساطة لا يمكن أن نقبل حتى احتمال وقوع مثل هذه المواجهة الكارثية".
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن الوقت قد حان الآن لنزع فتيل التوترات وتخفيف الإجراءات على الأرض، مضيفا:"لا مكان للخطاب التحريضي. ينبغي أن تهدف البيانات العامة إلى خفض التوترات وليس إلى تأجيجها". وبصفته الأمين العام للأمم المتحدة، من واجبه أن يطالب بالاحترام الكامل لميثاق الأمم المتحدة، الذي يعد أحد الأركان الأساسية للقانون الدولي.
وذكّر جوتيريش الدول الأعضاء بما جاء في ميثاق في مجال حلّ النزاعات، وقال مقتبسا من الفصل الأول، المادة الثانية: "يفض جميع أعضاء الهيئة منازعاتهم الدولية بالوسائل السلمية على وجه لا يجعل السلم والأمن والعدل الدولي عرضة للخطر".
كما استشهد بما ورد في الميثاق عن سلامة أراضي الدول واستقلالها، فقال:"يمتنع أعضاء الهيئة جميعًا في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق ومقاصد الأمم المتحدة".
ورحب الأمين العام بسلسلة الاتصالات والالتزامات الدبلوماسية الأخيرة، بما في ذلك بين رؤساء الدول، وقال إنه "يتعين القيام بالمزيد"، معربا عن أمله في أن يكثف الجميع جهودهم، مؤكدا أنه سيظل منخرطا بشكل كامل في الساعات والأيام القادمة، وأن الأمم المتحدة لن تدخر وسعا في البحث عن حل سلمي.
واختتم بالقول "إن التخلي عن الدبلوماسية من أجل المواجهة لا يعني تجاوز الحدود وحسب، بل هو قفز من فوق الهاوية" مناشدا بالالتزام بقضية السلام قائلا: "باختصار، ندائي هو التالي: "لا تخذلوا قضية السلام".