قال الناقد الدكتور يسري عبد الله، إن رواية «العمة نور» لـ الكاتب الصحفي «تامر أفندي» قد استخدم خلالها ثلاث مفردات تحيل إلى عوامل خارج النص وهي الثلاثية، فهذه المفردة تدل على إرث كامل من الكتابة الروائية.
وأضاف: "أن هذا الإرث الذي قد يحيلنا إلى الثلاثية الشهيرة في أدبنا الأدبي والثقافي؛ وهي ثلاثية نجيب محفوظ، هذا على المستوى المفردات المشكلة للرواية وهي التي تحيلنا على الفور كل ما يصنع داخل المتلقي عند سماع مفردة "ثلاثية" وهذه المدونة السردية المصرية التي تبرز فيها ثلاثية محفوظ، كما سنرى ثلاثية خيري شلبي وبعض الأعمال التي يطلق عليها أصحابها ثلاثية، فنحن أمام رواية تعتمد في عنوانها على ثلاثة دوال، فالمفردة المركزية الأولى فيها أحيلت إلى فكرة الثلاثية والإحالة إلى تاريخ من الكُتاب الذين يستخدموا هذا العنوان أو هذا المعنى، ثم العمة نور وهي بؤرة السرد وهي مركز الحكي، على الرغم من مساحات من الحكي على المستوى الكمي، وسنجد أن هذه العمة هي الشخصية المركزية وعلاقتها التي نستعيد من خلالها أزمنة فارقة من حياة الأمة المصرية وتاريخها".
تابع: "هذه الرواية التي تنشغل بما يسمى بالجدل الإنساني والحياتي، فهذه الرواية التي ربما سيكون مناسبًا إذا ما كان عنوانها نصبه العمة أو نور، خاصة وأن الرواية التي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء ستبدو وكأنها تنتمي إلى بنية سردية بعينها، وهو الأمر الذي قد يذهب بالرواية إلى منحنى آخر، وربما يرجع إلى الكتاب هذا الفضل لما تحويه الرواية من بنية سردية متناغمة فهذه الرواية تعتمد في تكنيكاتها المتعددة على ما يسمى بتقنية التجاهل الزمني".
وأضاف: "فقد مارس "تامر أفندي" تكنيك يسمى بـ "اللعب مع الزمن" وليس هذا فقط، وكان هناك مراوحة مستمرة ووعي شديد بهذه التقاطعات بين مساحات الماضي والحاضر واختيار فترات زمنية لها صلة بالسياق العام، كما اختار الريف المصري كأحد الفضاءات المركزية داخل الرواية وهو ما يعيد إلينا روح الكتابة المصرية عن الريف" .
جاء ذلك خلال احتفاء جريدة «البوابة نيوز» بمبدعيها الشباب الذين أثروا الحياة الثقافية بمجموعة من الإصدارات ما بين الأعمال الأدبية الإبداعية والأعمال البحثية والوثائقية، وهو التقليد الذي يُعد الأول من نوعه أن تقوم جريدة بتكريم كُتابها وتحتفي بإصداراتهم من خلال ندوة نقدية وعلمية تفند تلك الأعمال من الناحية النقدية والإبداعية عبر استضافة الناقد الدكتور يسري عبدالله وبحضور الكاتب الصحفي نصر عبده مدير عام تحرير البوابة، والكاتب الصحفي محمود الحضري مدير عام تحرير الجريدة، والكاتب الصحفي محمد لطفي رئيس القسم الثقافي بالجريدة، ومجموعة من أبناء الجريدة ومنهم المُكرمين الكاتب الصحفي ياسر الغبيري، الكاتب الصحفي، والباحث حسام الحداد، والكاتب روبير الفارس، والكاتب تامر أفندي، والكاتب أحمد صوان، والكاتب محمود عبدالله.
جاءت الاحتفالية برعاية الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي، رئيس مجلسي إدارة وتحرير البوابة نيوز، والكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم، رئيس التحرير التنفيذي. في بادرة أولى من مؤسسة صحفية خاصة، للفت الانتباه إلى المبدعين الذين ربما طغى عملهم الصحفي في كثير من الأحيان على الجانب الإبداعي من حياتهم.