تستعد الكنيسة الارثوذكسية بالاحتفال بعيد دخول السيد المسيح الهيكل غدا الثلاثاء الموافق 15 فبراير الموافق 8 ابشير بالتقويم القبطي.
وهو يُعد احدي الأعياد السيدية الصغرى في الكنيسة القبطية.
ويرجع ذلك الاحتفال الي المرة الأولى التي دخل فيها السيد المسيح الي الهيكل "هيكل سليمان" كما ذكر بإنجيل لوقا احد الانجيل الأربعة بالعهد الجديد بالكتاب المقدس، ودخل السيد المسيح بعد ختانه في اليوم الثامن بعد ثلاثة وثلاثين يوما حسب شريعة موسى، أي بعد أربعين يوما من ولادته، صعد يوسف النجار ومريم العذراء إلى أورشليم وقدماه إلى الهيكل.
وبدخول السيد المسيح الهيكل تحققت امنية سمعان الشيخ كان رجلا بارًا تقيًا وهو أحد السبعين رجلا الذين كلفهم بطليموس الأول حاكم مصر في ذلك الوقت ، بترجمة العهد القديم "التوراة" من اللغة العبرية إلى اللغة اليونانية، وحينما وصل سمعان الشيخ بترجمته الي ايه "ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل" (إشعياء 7 : 14) ، تساءل في نفسه كيف يمكن لعذراء أن تحبل ؟ فهذا ليس منطقيا أي مسنحيل.
وخشي ان يترجم تلك الآية لأنه قد يسخر منه الملك بطليموس .فيما دفعه ان يفكر في ان يستبدل كلمة عذراء بكلمة فتاة، ولما تألم في داخله لهذه الترجمة غير الصحيحة ، اعلن الله له في رؤيا انه لن يري الموت حتي يري المسيح المولود من العذراء ، وتحقق ذلك حينما حمله بين ذراعيه في الهيكل، وقال حينها "الآن يا سيدي تطلق عبدك بسلام حسب قولك لأن عيني قد أبصرتا خلاصك" (لو 2: 29).
يذكر أن سمعان الشيخ قد عاش عمر طويل حيث بلغ عمره نحو 300 سنة حينما حمل السيد المسيح وقد توفي بعدها مباشرة.
فكيف تحيي الكنيسة هذا التذكار؟
تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تذكار هذه الحادثة في أكثر من مناسبة ، ففي دورة الحمل في القداس الإلهي يلف الكاهن الحمل في لفائف من كتان، ويرفعه فوق رأسه مع الصليب ويدور حول المذبح دورة واحدة كأنه يشارك سمعان الشيخ حمل المسيح والدوران به مسبحا وممجدا، وكذلك في كل دورة حول المذبح وقبل أن يقرأ الإنجيل، كما تذكر الكنيسة هذه الحادثة في إنجيل صلاة النوم وكأنها تحث أولادها أن يحملوا المسيح في قلوبهم في نهاية اليوم مرنمين مع سمعان الشيخ: "أطلق يا سيدي عبدك بسلام"، كما تذكر الكنيسة حادثة دخول المسيح إلى الهيكل في صلاة سر المعمودية والتسبحة والتمجيد.