عالم الحيوان مليء بالأسرار والعجائب فكل حيوان يمتلك أسرار تميزه عن أي حيوان أخر ولكن حيوان “الرنة” يمتلك ميزة لا توجد في أي حيوان أخر وربما لم تسمع عنها من قبل فهو يمتلك ميزة تغير لون عينيه حسب فصول السنة ففي الصيف تكون ذهبية لتعكس أشعة الشمس التي لا تغرب وفي الشتاء تتحول للأزرق لتلتقط المزيد من الضوء خلال أشهر الشتاء المظلمة وهذا يجعلها تستطيع الرؤية بوضوح في الظلام.
وحيوان الرنة يسمى أيضًا “كاريبو”، وهو حيوان ثديي من فصيلة الأيليات، يستوطن الأجزاء الشمالية من أوروبا وآسيا وغرينلاند وأمريكا الشمالية، ويتراوح وزن الذكور البالغين إلى 300 كيلوجرام، بينما وزن الإناث مقارنة مع الذكور صغير جدا حيث أن وزن الإناث يصل إلى 60-80 غراماً، ويصل طول الذكور من متر ونصف إلى مترين أو أكثر بقليل، مع ذيل يصل طوله حوالي 15 سم إلى 20 سم.
الرنة تلقب بـ"بقرة المناطق الشمالية"، وقام الانسان بتدجينها في منطقة (لابونيا) وكان سكان هذه المناطق يستخدمونها في جر عرباتهم الثلجية، ويقوم البشر بتربيتها من أجل لحمها وفرائها وجلدها أيضاً، ويستخدم جلدها في الدباغة لصناعة الأحذية، وحوافر حيوان الرنة عريضة وتتألف من إصبعين يمكن أن يبتعدا عن بعضهما، مما يساعدها في المشي على الثلج دون أن تغوص ومثل حيوان الأيل و الغزال، تنتمي الرنة إلى فصيلة الحيوانات الغزلانية.
يعتبر الوحيد الذي يحمل قروناً كبيرة تستعملها في فترة الشتاء لإزاحة الثلوج التي تخفي الطعام الذي تتغذى به، وتتعارك ذكور الرنة خلال موسم التزاوج، والذكر الأقوى هو الذي يترأس مجموعة الإناث، ويعد من الحيوانات الإجتماعية فهو موجود في شكل قطعان أو مجموعة كبيرة، ومن أهم أعداء الرنة الذئب والدب والبشر.
الرنة من الأيائل تستخدم لجر الزحافات على الثلج، ولحمل الأوزان، وهي تقدم للإنسان حليباً ولحماً وكساءً، فماذا يمكن طلبه منها أكثر من ذلك، فهذا الحيوان الأيلي الكثير الإفادة، الذي تطارده الدببة والذئاب والوشاق الجائعة في الشتاء، هو حيوان ناعم يعيش مجتمعاً في قطعان وثورته، وضربات القرون إلتي يكثر منها الذكر في مواسم غرامياته، غير كافية للنيل من الشهرة الطيبة التي يتمتع بها وسلاحه هو قرون متشعبة ضخمة وجسمه قوي (إرتفاعه عند العنق حوالي المتر)، يتدثر بمعطف ثمين من الفرو، ويستند إلى قوائم قوية محصنة بأظلاف وسيعة الفجوات تصلح للمسيرات الطويلة على الثلج.
هذا الحيوان يقتات بالحزاز (نبات يعيش على الصخور)، والأغصان الصغيرة، ولحاء الشجر والأشنة، و بالنسبة إلى سكان المناطق القطبية من بلاد إسکاندینافيا إلى أقصي سيبيريا الشرقية في الإتحاد السوفياتي، فإن إمتلاك رنة يوازي امتلاك بقرة، وحصان، وصديق كبير .