يترقب العالم أجمع نتيجة التصريحات المتضاربة بين روسيا وأوكرانيا حول احتمالية توجيه غزو روسي لكييف وسط احتمالات أمريكية بحدوث ذلك الأسبوع الجاري، فيما تسود حالة من القلق لدى القطاع السياحي في مصر، خاصة شرم الشيخ والغردقة، من نشوب تلك الحرب التي ستوقف توافد اكبر الأسواق المصدرة لمصر.
في البداية قال سامح حويدق، عضو جمعية مستثمري البحر الأحمر، أن الحركة السياحية للمدينة بدأت تتراجع نسبيا منذ نوفمبر الماضي تأثرا بانتشار المتحور أوميكرون، فيما يترقب القطاع باهتمام بالغ نتائج التوتر القائم بين روسيا وأوكرانيا، واحتمالية توجيه ضربات عسكرية سوف تؤثر بالطبع على الحركة من البلدين والدول المجاورة.
وأكد حويدق، أن أوكرانيا وروسيا ليست في مقدمة الدول المصدرة للغردقة حاليا، بل لا تزال ألمانيا تتصدر الحركة الوافدة والنصيب الأكبر من إشغالات الفنادق البالغة حاليا بشكل عام نحو 40% في وقت تنحصر فيه حركة السياحة الدولية وتتمدد بناءا على الوضع الوبائي بشكل يومي، وموقف المتحورات الجديدة، وقدرة الدول على التعامل معها.
ورفض حويدق القلق حول مصير السياحة المصرية حال نشوب حرب بالشمال الأوروبي، موضحا أن مصر سوق مفتوح يستقبل الحركة من عدة أسواق مختلفة وقد حدث هذا التنوع في السنوات الأخيرة الماضية، وجعل أسواق مثل ألمانيا تحتل الصدارة بعدما كانت لسنوات مرهونة بروسيا وإنجلترا فقط، لافتا إلى أنه يجب التريث في اتخاذ قرار المشاركة بالمعرض السياحي الدولي في العاصمة الأوكرانية كييف، نهاية مارس المقبل، انتظارا لما ستسفر عنه المشاحنات الحالية، والتأكد من صفو الأجواء لتحقيق المكاسب المرجوة من المشاركة وأهمها زيادة الحركة من روسيا وأوكرانيا والبلقان.
وأكد أن مبادرة الإحلال والتجديد، وأجور العمالة التي أطلقها البنك المركزي، لا تزال سارية، وتقبل البنوك في الغردقة كافة الطلبات التي تقدم إليها من شركات الإدارة والمالكة، متوقعا تزايد الحركة الوافدة لمصر في الصيف المقبل.
فيما أكد طارق شلبي، رئيس جمعية مستثمري مرسى علم، أن الحركة الوافدة من السوق الأوكراني تراجعت بنسبة ٣٠٪ خلال الفترة الأخيرة، رغم أنه كان يمثل نفس النسبة من الحركة الوافدة لمرسى علم لإجمال نحو ٣٠ منشأة فندقية تعمل بالمدينة، بنسبة إشغالات ١٨٪.
وأضاف شلبي، أن لم تحدث إلغاءات للرحلات المقررة، ولكن لا تتلقى الفنادق حجوزات جديدة، وينطبق ذلك أيضا على السوقين البولندي والتشيكي اللذان يحتلان مرتبة متقدمة في الحركة الوافدة لمرسى علم نظرا لتفشي متحور أوميكرون الذي يعرقل قرارات السفر بالخارج.
وطالب وزارة السياحة بتأجيل قرار تعيين مديرا للتدريب بالفندق، خاصة وأن نحو ٧٠٪ من العمالة تركت القطاع خلال فترة الكساد التي خلفتها كورونا، علاوة على استمرار توقف بعض الفنادق عن العمل انتظارا للتوافد المعتاد للحركة السياحية، مشيرا إلى تزايد مخاوف مواطني روسيا وأوكرانيا من السفر نظرا لتصاعد التوتر على الحدود بين البلدين، فيما كانت أوكرانيا تتصدر الحركة الوافدة لمرسى علم.
من جانبها، أكدت وكالة السياحة الحكومية الأوكرانية أن الرحلات السياحية إلى الخارج التى قام بها المواطنون الأوكرانيون فى عام 2021، بلغت 14.7 مليون رحلة سياحية أجنبية، وأن أكثر وجهتين حصلتا على نصيب الأسد من هذه الرحلات هما تركيا بنسبة 28%، تليها مصر بنسبة 21%، فيما بلغ إجمالى الرحلات التى قام بها مواطنو أوكرانيا إلى مختلف الدول الأوروبية 42%.
وأوضحت الوكالة أن 25% من المسافرين كانوا من فئة الشباب حتى سن 34 سافروا خارج البلاد، فيما بلغت نسبة من هم دون الخامسة والستين الذين سافروا للخارج 7، وأن هذه الفئة العمرية فضلت السفر إلى الشواطئ البعيدة، وأن (56٪) من هذه الفئات سافرت من خلال منظمى الرحلات ووكالات السفر، فيما خطط 44٪ من المواطنين رحلاتهم بأنفسهم.
وبحسبها فإن 4.5 مليون أوكرانى زاروا بولندا، و2 مليون تركيا، و1.72 مليون هنغاريا، و1.46 مليون مصر، فى المقابل ارتفع عدد السياح الذين دخلوا أوكرانيا فى عام 2021 بنسبة 26.3 ٪ مقارنة بعام 2020، وبلغ حوالى 4.3 مليون شخص.
من جانبه أكد أوليكسى دوبرفيسكى المدير العام لمطار بوريسبيل الدولى فى أوكرانيا، أن إجمالى عدد المسافرين من المطار فى عام 2021، بلغ 9.4 مليون مسافر ليصل إلى 62٪ من مستوى ما قبل الأزمة لعام 2019 وطار معظمهم إلى مصر وتركيا.
واستقبل المطار 64507 رحلة دولية وهو ما يمثل 68.5٪ من المحقق فى عام 2019، وكانت الوجهات العشر التى تضم أكبر حركة للركاب هى مدن: أنطاليا، شرم الشيخ، الغردقة، إسطنبول، دبى، تل أبيب، أمستردام، دالامان، أنقرة وأوديسا.