لم تبالي لكبر سنها الذي وصل السبعين ربيعًا، ولكنها تعمل جاهدة ولا تكل ولا تمل كي تجني قوت يومها، "ام أشرف" صاحبة الـ٧١ عامًا، والتي تقطن في قرية صغيرة بشبين الكوم بمحافظه المنوفية، مصدر دخلها الوحيد الذي تعيش من خلاله هو بيع النعناع بعدما خطف الموت فلذة كبدها.
تعيش السيدة السبعينية مع أحفادها الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 عامًا للصغير، و12 عامًا للثاني، والتي تتولى رعايتهم برفقة والدتهم عقب موت نجلها.
عكازها هو رفيق دربها طوال الوقت، لا تستطيع التحرك دونه، حتى أن تلك الأجواء المتغيرة من البرد القارص لن تتسبب في إقافها عن ممارسة عملها، حتى أثناء المطر تتجول في الشوارع بحي مصر القديمة، وتحديدًا في شارع المعز لدين الله الفاطمي.
فمن السابعة صباحًا تستيقظ السيدة السبعينية، تركب القطار من المنوفية قاصدة قاهرة المعز لممارسة عملها، إذ أنها تشتري النعناع وتتجول حتي تنتهي من بيعه حتى تجني قوت يومها، لتتمكن من إطعام إحفادها، لأنها لا تمتلك غير المعاش الذي لا يكفي احتياجات الأسرة، إذ أنها تحلم بعمل مشروع يؤمن مستقبل احفادها وزوجة ابنها الراحل لكي لا يحتاجوا لأحد ما .
