الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خبير آثار يرصد رسائل الحب فى حياة كليوباترا وطه حسين

خبير الآثار يرصد
خبير الآثار يرصد رسائل الحب فى حياة كليوباترا وطه حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

فى يوم الحب يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مفردات الحب فى تاريخ مصر متنوعة ونرصد اليوم ثلاثة من رسائل الحب فى حياة كليوباترا وعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين وحكاية الحوض المرصود وكيف يشفى من آلام الحب.

فى البداية يكشف الدكتور ريحان عن أسرار بلسم الحب عند ساحرة النيل كليوباترا ومغازلة الشعراء لها حيث قال عنها بلوتارك أن سرها يكمن فى شفتيها وقال عنها بينى بأنها كالقيثارة العديدة الأوتار الكثيرة الأنغام والإيقاع والنبرات المثيرة وهى تتكلم بسبع لغات وقال سنيكا أنها الأنثى الخالدة الذى وجد فيها باحثى علم النفس والشعراء والفنانين أنشودته للتعبير عن مختلف نواحى الجمال ووصفها باسكال لو أن أنفها كان أصغر مما هى عليه لتغير وجه الأرض فى تلك الزمان ومدح مرسييه ذكائها وثقافتها وكشف شاعر يونانى جمالها من خلال حركات شفتيها ونبرات عينيها وقال عنها جانيميد إن لون عينيها الحالمتين يعكس زرقة ماء بحر الإسكندرية وعمقه فى هدوئه وثورته. 


ويوضح الدكتور ريحان أن كليوباترا اشتهرت بنوع من العطر يطلق عليه بلسم الحب تحدث عنه المؤرخين والكتاب وكانت تقوم بإهدائه فى آنية خاصة نقش عليه إسمها لضيوفها من كبار الزوار والحكام وقد أطلق عليه كتاب الرومان اسم بلسم الحب بعدما نسجوا حوله الكثير من الأساطير لما كان له من سحر خاص وتقوم بتحضيره فى معمل خاص ملحق بمعبد إيزيس ويحتفظ بسر صناعته كهنة معبد آمون وكانت زيوت صناعة ذلك العطر تستورد خصيصًا من جوديا بمنطقة أريحا وكان يطلق عليها أشجار البلسم المقدس.

ويضيف الدكتور ريحان بأن أنطونيو حقق حلم  كليوباترا بالإستيلاء على تلك الحدائق من زهور وزيوت عطرية وأخشاب معطرة للبخور وعملت كليوباترا على نقلها وزراعتها فى مصر فقامت بإنشاء حدائق البلسم الشهيرة فى المطرية وكانت تنقل إليها الأشجار الكبيرة النامية بواسطة السفن وقد ذكر عن  كليوباترا  بأنها كانت تكرم كبار ضيوفها بوضع حبات من اللؤلؤ النادر الذى يزينن صدرها فى كأس ضيفها العظيم والذى يفقد توازنه وقد فسّر الطبيب الإيطالى كارلو أنطونللو فى كتابه " شئ فى فم كليوباترا "  بأنها كانت تعتمد على شئ خفى يجعل الرجال يتساقطون عند قدميها من أول لمسة من شفتيها هو أنها كانت تقبّل الجميع وترسل مع ريقها مخدرًا وكانت تسرف فى استخدام قبلاتها لكل من تريد أن تستولى على عقله وقلبه وكان ذلك بفعل مادة الهلوسة أو سائل الهلوسة التى تضعه فى أفواههم.

وينوه الدكتور ريحان إلى أن عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين كان يختفى لمدة ثلاثة أشهر فى الشتاء من كل عام ونسجت إشاعات كثيرة حول هذا الاختفاء نكشف عن حقيقتها فى عيد الحب حيث كان هذا الإختفاء إختيارى ليقيم فى استراحته بتونة الجبل التابعة لمركز ملوى بمحافظة المنيا واشتق اسمها من الكلمة المصرية القديمة "تاحني" أى البحيرة إشارة إلى بحيرة كانت تتكون في المنطقة نتيجة لفيضان النيل وأضيفت إليها كلمة الجبل نظرًا لوقوعها في منطقة جبلية صحراوية.

وكانت استراحته بجوار محبوبته إيزادورا وهى قصة حقيقية لفتاة كان عمرها 18 عام رائعة الجمال عاشت فى مصر القديمة منذ القرن الثانى قبل الميلاد عشقت شابًا رفض أباها الزواج ثم وافق وحين ذهبت لرؤية المحبوب عبر ضفتى النيل اختل توازنها وغرقت وتم تحنيط جسدها ورثاها والدها بمرثية شعرية كتبت باليونانية وسجلت على جدران المقبرة وبقيت المومياء شاهدة على هذا الحب الذى سطر على صفحات النهر الخالد الذى شهد وفاء إيزيس لمحبوبها أوزوريس وجمع شتاته من أعماق النهر وكانت مقبرتها بتونة الجبل مصدر إلهام لعميد الأدب العربى الدكتور طه وأقام بجوارها استراحة كان يقيم بها ثلاثة أشهر فى الشتاء طلبًا للرومانسية وحياة الحب الخالد حيث كان يتوجه لمقبرتها قبل غروب الشمس لينير "المسرجة" الموجودة داخل المقبرة كما كان يفعل عشيق إيزادورا بعد وفاتها حيث كان يسير إلى مقبرتها لعدة كيلو مترات ليضئ الشموع ليشعل حرارة الحب الخالد من جديد. 


أمّا عن حكاية الحوض الذى يشفى من آلام الحوض.

فيوضح الدكتور ريحان من خلال دراسة أثرية للدكتورة رضوى زكي الباحثة بمكتبة الإسكندرية تحت عنوان "النقوش الهيروغليفية بآثار القاهرة الإسلامية في ضوء لوحات المستشرق لويجي ماير" أن هناك تابوتًا جرانيتيًا من عصر مصر القديمة أعيد استخدامه بأحد مساجد مدينة القاهرة كحوض أو مسقى للمياه نسجت حوله الكثير من الأساطير منها استخدام هذا الحوض سفينة فى قديم الزمان كان يركب فيها أربعة أشخاص يعبرون بها النيل من ضفة إلى أخرى فإذا ركبها خمسة فلابد أن تغرق بهم لأن الكهنة القدماء طلسموها هكذا ولقد بادر كافور الإخشيدي إلى جمع علماء مصر لديه وكلفهم بقراءة النقوش الهيروغليفية المدونة على هذا التابوت فعجزوا عن ذلك فاضطر كافور إلى إعادة السفينة إلى شاطئ النيل لاستعمالها كسابق عهدها حتى غرقت المركب بهم في النيل لفساد الطلسم وهى نقوش السفينة ومنذ ذلك الحين ألقى التابوت بجوار أحد مساجد قلعة الكبش بالقاهرة. 
ويتابع الدكتور ريحان بأن أوليا جلبي الرحالة التركي الذي زار مصر في القرن السابع عشر الميلادي روى تفاصيل أكثر عن تلك الأسطورة فقد رأي أن هذا الحوض مملوء بماء زلالًا براقًا يستسقي منها الرائح والغادي من الإنسان والحيوان ليل نهار دون أن ينقص من مائه شئ فهي مفعمة دائمًا ولا يفهم من أين يأتى إليها هذا الماء ومنذ ذلك الحين كما ترى الدكتورة رضوى زكى استخدم هذا التابوت كحوض أو مسقى للمياه  ولكن مياه هذا التابوت كان لها قدرات سحرية فهي تشفي من آلام الحب.

وتشير الدكتورة رضوى زكى  إلى أن علماء الحملة الفرنسية نظروا إلى هذا التابوت باعتباره يسمى "ينبوع العشاق" وأوضحوا أن هذه الأسطورة كانت على أرض الواقع حقيقية ورسموا التابوت وبه ثقب من أحد جوانبه لتصريف المياه التي به وكان ذلك سببًا فى تسمية المنطقة الواقعة بأحد شوارع منطقة قلعة الكبش باسم شارع الحوض المرصود وقد سجل علي باشا مبارك في خططه التوفيقية قصة هذا التابوت والذي سُمي الشارع باسمه قبل نقله إلى المتحف البريطاني ليستقر هناك كتابوت مصري قديم وسط مجموعة من الآثار المصرية الأخرى وقد كان مقدرًا لهذا التابوت أن ينتقل إلى فرنسا بعد أن نقله أعضاء لجنة العلوم والفنون المرافقة للحملة الفرنسية إلى الإسكندرية في طريقه إلى باريس لكن انتقل بموجب اتفاقية الإسكندرية عام 1802 مع العديد من الآثار المصرية الأخرى كحجر رشيد إلى بريطانيا.

ورغم خروج التابوت من مصر ظلت أسطورة هذا التابوت عالقة في أذهان المصريين فقد تعجب المستشرق الإنجليزي إدوارد وليم لين عن خرافة أخرى منسوجة حول هذا التابوت كان قد سمعها بالرغم من أن التابوت كان قد نُقل للمتحف البريطاني في وقته ففي يوم الاحتفال بذكرى عاشوراء يظهر الجن في هيئة الانس أمام ناووس قديم يسمي الحوض المرصود وكان كل من يصادفه حظه فيمر بسوق الجن ويشتري شيئًا من الفاكهة والكعك أو الخبز يري ما اشتراه قد تحول إلى ذهب في الحال والآن يطلق اسم الحوض المرصود على مستشفى للأمراض الجلدية بمنطقة السيدة زينب.