نظرًا لأن اليوم هو عيد الحب (فلانتاين داي)، فسترى أن هناك قلوبًا وردية وحمراء تتطاير في سماء المحبين في كل مكان وتغمز إليك وتملأ حكايات من حولك بعد أن زاد الاهتمام بهذه المناسبة في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة. وسواء كان الحب في الهواء الذي تستنشقه (أم لا)، فإن هذه المناسبة والقلوب التي ترمز إليها يمكن أن تكون بمثابة تذكير مهم لنا جميعًا للاعتناء بقلوبنا ودقاتها بطرق أكثر من مجرد المشاعر الرومانسية.
القلب السليم مفتاح الصحة الجيدة وقائد بقية الأعضاء، وسلامته مهمة له في حد ذاته وفي محاولة تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض الأخرى في الجسم، أو خلال العلاج والتعافي السريع منها.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2013 من قبل جمعية القلب الأمريكية، فإن العادات الصحية التي تحمي من أمراض القلب هي نفسها تحمي أيضًا من أمراض عديدة أخرى وتحسن جودة الحياة، مما يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان على سبيل المثال بنسبة 38٪، والكلى 35%، والسكري 30%. وقد استمرت هذه الدراسة لمدة 13 عامًا وتابعت أكثر من 13000 متطوع سليم.
ونتيجة هذه الدراسة شديدة الأهمية لأنها تعني ببساطة أن الأشخاص الذين يتم تشخيص إصابتهم بأمراض عديدة يستطيعون المواجهة والتعافي أفضل من غيرهم، لأن القلب السليم قادر على التعامل مع علاج العديد من الأمراض بشكل أفضل من القلب غير السليم.
وتوصيات الأطباء في هذا الإطار هي دائما بالحفاظ على صحة القلب ليس فقط لأنه محور صحة الجسم ولكن أيضا لأنه المايسترو الذي يعزز الصحة العامة ويساهم في استرجاعها عند علاج أي مرض طارىء، ويقدمون عددا من النصائح التي بإمكان أي شخص تنفيذها ولا تحتاج إلى مال أو جاه أو سلطة.. سوى السلطة على النفس لكبح غرائزها وشهواتها والوعي بالعادات الجيدة.
والنصيحة التي تأتي في الصدارة هي الانتباه لما يضعه الشخص على طبق طعامه، حيث يمكن حماية القلب بيسر من خلال النظام الغذائي المتبع يوميا عن طريق تقليل كمية الملح والدهون المشبعة والكوليسترول الموجودة في الأطعمة.
والأفضل لصحة القلب اختيار وجبات تحتوي على الكثير من الخضر والفواكه والحبوب الكاملة. ويمكن أيضًا استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم، ولحم الدواجن، والأسماك، والبقوليات، والزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون.
ثاني النصائح ببذل نشاط متوازن في الروتين اليومي من خلال إضافة 30 دقيقة على الأقل يوميا من النشاط الرياضي الذي يجعل القلب يضخ الدم بيسر والتنفس بشكل أقوى ويفضل أن يتم ذلك على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، لتحسين الصحة العامة وفي مقدمتها صحة وسلامة القلب.
لكن كيف تعرف أن قلبك سليم معافى ويعمل بكفاءة؟ هذا سؤال مهم، حيث يجب أن تكون قادرًا على التحدث وفي كامل قوتك، حتى لو كنت تفضل عدم التحدث عادة. أيضا القدرة على المشي باعتباره وسيلة رائعة لتحفيز النشاط البدني، خاصة عند الشعور بالضيق والوجع في القلب. وتشمل الأشكال الأخرى من التمارين متوسطة الشدة التي تقيس قدرة القلب وكفاءته ركوب الدراجات والأعمال المنزلية والاهتمام بالحديقة واللعب مع الأبناء والأحفاد والتسوق مشيًا على الأقدام.
أما النصيحة الثالثة فتتمثل في الحفاظ على ضغط الدم في النطاق الصحي: وفقًا لجمعية القلب الأمريكية، يعد ارتفاع ضغط الدم هو العامل الوحيد الأكثر خطورة للإصابة بأمراض القلب. عندما يظل ضغط الدم ضمن النطاق الصحي (أقل من 140/90 وأعلى من 100/50)، فإنه يقلل من الضغط الواقع على القلب والشرايين والكلى، مما يحافظ على الصحة لفترة أطول. ومن المهم أن ندرك أن انخفاض ضغط الدم ليس مفيدًا للصحة أيضًا -كما هو الشأن عند الارتفاع-وقد يؤدي إلى الدوار والإغماء ونقص تدفق الدم إلى القلب وحتى احتمال الفشل الكلوي.
النصيحة الرابعة، خفض مستويات السكر في الدم حيث غالبًا ما يكون ارتفاع مستويات السكر في الدم (مرض السكري أو مقدمات السكري) ومشاكل القلب جنبًا إلى جنب. عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة للغاية لفترة طويلة، فإنها لا تلحق الضرر بالقلب فحسب، بل تتسبب أيضًا في تلف الكلى والعينين والأعصاب. ولمنع حدوث ذلك، من المهم تقليل كمية السكر المستهلكة للحد الأدنى أو حذفها تماما من النظام الغذائي، مما يعني الحد من كمية الصودا والعصائر والحلوى والشيكولاتة والحلويات.
وهذا يقود للحديث عن الوزن الصحي والحفاظ عليه، حيث أن زيادة الدهون، خاصة حول الخصر والبطن، تزيد من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، ومرض السكري، والتي تضر ضررا فادحا بالقلب.
وإذا أخبرك طبيبك أنك تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فإن العمل على فقدان خمسة أو عشرة كيلوجرامات يمكن أن يقلل ضغط الدم بشكل كبير.
ومن الضروري وضع خطة رعاية ومتابعة والحرص على الالتزام بها، خاصةً بعد سن الخمسين، أو منذ سن صغيرة إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة، ويحدد طبيبك في الحالة الأخيرة عدد المرات التي يجب أن تخضع فيها للاختبار لأنك قد لا تعاني من أي علامات أو أعراض.
وتشمل اختبارات الفحص الكشف البسيط وتخطيط القلب الكهربائي (EKG أو ECG) وتخطيط صدى القلب (اختبار يستخدم الموجات الصوتية لتقييم القلب).
كل عيد حب وأنتم تتمتعون بموفور الصحة وبقلب سليم معافى مليء بالمحبة والدفء والسلام النفسي.