الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ريان.. وإيلان.. يا قلبي لا تحزن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تألمنا بما فيه الكفاية بسبب سقوط الطفل ريان فى حفرة الإهمال وملأ الحزن قلوبنا بموته وحيدًا مقطوع الأنفاس وخوفًا من الوحدة وقلة الهواء والماء.

ومن قبل ملأ قلوبنا الغضب والحزن بسبب موت الطفل إيلان الذي غرق سقوطًا من يد والده الذي كان يريد الهجرة بحثًا عن الأمل والاستقرار بعيدًا عن الحروب والدمار.. حيث جارفته الأمواج إلى الشاطئ ملقيًا على وجهه الملائكي البريء.

وكما تألمنا فى ضمائرنا وخزًا بكلمات الطفل العربي الذي شاهد الدمار والدم قبل موته وقال " سأخبر الله بكل شيء.. وسوف اشتكيكم إلى ربنا.. " تلك الكلمات القاسية التى انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

ومنذ أيام قليلة وبعد حادث ريان نشرت الصحف العربية ومواقع التواصل الاجتماعي كلمات الطفل فواز المخطوف من قبل عصابة إجرامية طلبًا للفدية حيث استغاث الطفل بقوله " علشان الله لا تضربوني " وهو يصرخ ويبكي ".

ولعل الأمر المؤلم ممتد الى الطفولة البائسة فى الوطن العربي التى تعيش بين تساقط الثلوج والأمطار والبرد القارس فى خيام وفى مهاب الريح بسبب الحروب والصراعات الاقليمية والسياسية الاستعمارية المتوحشة وتحويل الوطن العربي لساحة للصراعات والعنف والإرهاب والتخلف والظلامية وما ينتج عنه من أوضاع اجتماعية واقتصادية وبيئية غير إنسانية.

والمشهد ممتد إلى ارتفاع نسب الطلاق فى بلادنا واستخدام الأطفال دروع بشرية فى الصراع بالانتقام المتبادل بين الأم والأب والأهل مما يتسبب فى فواتير خطيرة لها آثار مدمرة على الطفولة.

ولعل الصورة والحادث الأقدم تلك التى شاهد فيها اطفال مدرسة "صنبوة" فى الصعيد حيث تم اغتيال المعلم أثناء تواجده فى الفصل الدراسي وسقط قتيلًا بسبب أعمال الإرهاب والتطرف.

للأسف صور مؤلمة ومؤسفة تقطع قلوبنا بالمرارة والحسرة على الأطفال الذين ماتوا صعقا بالكهرباء بسبب الأسلاك المكشوفة أو السقوط غرقًا فى بالوعات المجاري وأبيار الصرف الصحي أو الذين يمتون بسبب الأعمال الخطرة التى تهزم الطفولة فى أسواق العمل الرخيصة واللإنسانية.

ولعل العنوان الأكبر لتلك الحوادث هو الإهمال وانعدام الضمير والفساد والتطرف والتوحش غير الآدامي.

وقد يظهر ذلك من خلال سياسيات او مواقف خاطئة مقصودة أو غير مقصودة فى الأسباب التالية:

• الاهمال للاطراف فى عمليات التنمية بالقري والحواري والمدن البعيدة بينما الاهتمام بالمراكز فى العواصم وبعض المدن الحديثة.
• عدم المحاسبة والردع في مواجهة جرائم الاطفال.
• الفروق في تقديم الخدمات بين الحضر والريف أو الشمال والجنوب او المراكز والأطراف.
• التفرقة بين الحقوق والواجبات وفى الإتاحة والجودة للخدمات الانسانية والاجتماعية بشكل عادل.

وغيرها من الاسباب.

كما تظهر الاسئلة المهمة الاتية:

• اين دور مراكز الطفولة والأبحاث والدراسات الإنسانية والاجتماعية ؟؟
• اين مكتبات الأطفال والأنشطة الثقافية والإنسانية ؟؟
• أين المعاهد والكليات التى تضع المناهج عن الطفولة والاهتمام الأدبي والفني والإنساني لهذه الطفولة؟؟
• واين المجلس الأعلى للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب التى تتشدق بأنها لها أمانات للمرأة والطفولة ؟؟

لقد نسي الجميع الدستور المصري والمادة 80 التى تؤكد على حقوق الطفل فى الرعاية الصحية والأسرية والتغذية الأساسية والمأوى الأمن وتربية ذهنيًا ووجدانيًا ومعرفيًا وبالرعاية الصحية والاطمئنان من جميع اشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسي والتجاري.

كما اكد الدستور على حق التعليم المبكر حتي سن السادس عشر من عمره مع حظر التشغيل للاطفال فى اي اعمال وبعيدًا عن المخاطر التى تهدد حياته.

إن الأطفال هم مستقبل الاوطان ولعلنا نتذكر مقولة المثاق الوطني المأثورة " أن الطفولة هي صانعة المستقبل " وكذلك الشعار الوطني "أن الشباب هو نصف الحاضر وكل المستقبل".

ومن هنا يجب أن تكون هناك دروس مستفادة من تلك الحوادث من أجل إنقاذ أطفالنا وشبابنا باعتبارهم مستقبل بلادنا التى نريدها أفضل وأرقى.