رغم استمرار تأثيرات جائحة كورونا على كافة الأنشطة والفعاليات في الكثير من دول العالم، إلا أن شهر ديسمبر الماضي، شهد مشاركة 11 من رواد الأعمال المصريين في برنامج تدريبي في ولاية تكساس بالولايات المتحدة، في حاضنة أزياء كلية المجتمع في أوستن ، ضمن فعاليات النسخة الثانية من برنامج ATX-EGY، والذي ترعاه سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة.
شملت الفعاليات التي شارك فيها المصممون المصريون حضور اسبوع الموضة في أوستن. كما عرضوا منتجاتهم في واحد من أكبر متاجر الملابس.
نائب السفير الأمريكي: البرنامج أحد الجسور الثقافية بين مصر والولايات المتحدة
وقالت نيكول شامبين، نائب السفير الأمريكي بالقاهرة، إن البرنامج الذي ترعاه البعثة الثقافية بالسفارة يهدف إلى الاستفادة من نقاط القوة في قطاعي التصميم في مصر وأوستن، تكساس، وبناء الجسور الثقافية بين البلدين.
وأضافت في تصريحات للصحفين إن برنامج ATX-EGY II يدور حول الاقتصاد الإبداعي المزدهر في مصر ، ويعزز النمو الاقتصادي ، ويخلق فرص عمل في مصر.
وتابعت: تنفذ سفارة الولايات المتحدة في القاهرة هذا البرنامج بالشراكة مع إدارة التنمية الاقتصادية بمدينة أوستن ، وكلية مجتمع أوستن ، وغادة الطناوي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمنصة تأجير الأزياء في مصر ، La Reina.
وأوضحت أن سفر المصممين المصريين إلى الولايات المتحدة والتفاعل مع عالم الأزياء في أوستن مبني على مشاركتهم في تدريب لمدة 16 أسبوعًا حول إدارة الأزياء وريادة الأعمال ، والذي تم تقديمه افتراضيًا بالشراكة مع حاضنة أزياء أوستن كوميونيتي كوليدج "لقد أوجدت هذه الأنشطة روابط قوية بين محترفي الأزياء الأمريكيين والمصريين، وتساعدهم على توسيع آفاق تصميمهم ودرايتهم التسويقية لتعزيز أعمالهم".
وأشارت إلى أن المرحلة الأخيرة من ATX-EGY II ستأتي في مايو المقبل "عندما يزور المصممون المقيمون في أوستن مصر لمزيد من توطيد العلاقات ، وبناء علاقات جديدة ، وتجربة الموضة المصرية الغنية والمشهد الثقافي".
وقالت: ربما لا يعلم الكثيرون أن الولايات المتحدة، على مدار الأعوام الأربعين الماضية، قامت بالاستثمار في العديد ممن البرامج لتطوير القدرات الإبداعية للمصريين أصحاب الأعمال الصغيرة، والمبتدئين في هذا المجال. قمنا بدعم ما يقرب من 5 ملايين مشروع، وساعدنا أصحابهم على تطوير أعمالهم وقدراتهم وتحقيق المزيد. نحتفي بالثمرة الجديدة للبرنامج، وهم خريجي ديسمبر 2021. والذين نتحدث معهم حول كيف كان البرنامج فاعلًا ومؤثرًا في معارفهم وبالتالي على أعمالهم فيما بعد.
ولفتت نائب سفير الولايات المتحدة إلى أن المصممون المصريون الذين شاركوا في أسبوع أوستن للموضة صاروا قادرين على معرفة كيفية إدارة أعمالهم وشؤونهم المالية ولديهم المهارات اللازمة، وكذلك قادرين على الدخول للسوق الأمريكي.
منسقة البرنامج: يجمع مصممين من اتجاهات وأذواق مختلفة
من جانبها، لفتت غادة الطناوي المنسق المحلي للمشروع إلى أن البرنامج يضم مجموعة من المصممين من ذوي الاتجاهات المختلفة "سوف تجدون أعمالًا تناسب كل الأذواق، وكما قالت نيكول، فقد ساعد البرنامج هؤلاء ليعرفوا الكثير عن تسويق أعمالهم ومنتجاتهم، وكذلك تعرفوا إلى ثقافة وذوق مختلف".
وأضافت: بدأنا البرنامج بمحاضرات أونلاين حول التسويق وإدارة أعمال التصميم، بعدها التقينا لتقديم أعمالهم ورؤية تصميماتهم. كان هناك عرض أزياء في أسبوع أوستن للموضة، وقد قاموا بعرض نماذج من منتجاتهم هناك، وفي واحد من أكبر متاجر الأزياء في أوستن.
مها العزم: فرصة لصقل المهارات المهنية
وأوضحت مصممة الأزياء مها العزم أن البرنامج فرصة كبيرة للمصممين لاستكشاف الكثير من الأمور، وفرصة أخرى لعرض منتجاتنا في الخارج بعيدًا عن السوق المحلي "أرى أن هناك جانبين من الاستفادة، أولهما الجانب التعليمي، ثم الجانب المهني. لقد قضينا ما يقرب من العام في المحاضرات، قبل أن نقوم بزيارة أسبوع أوستن تكساس للموضة. الجانب التعليمي كان هامًا للغاية، فقد تعرفنا على الكثير من الخبرات في هذا المجال، وطرق عديدة تم إلقاء الضوء عليها للاستفادة منها، وتطوير المهارات".
وتابعت: الجزء الثاني كان بمثابة صقل لمهاراتنا والطريقة التي ننظر بها للأشياء. الرحلة نفسها، وزيارة أسبوع أوستن للموضة، وعرض منتجاتنا في أحد المتاجر الكبرى هناك. كل هذا لا يُمكن أن يُنسى، بل إن أثره سوف يمتد معنا إلى المستقبل أيضًا بعد أن تغيرت نظرتنا للكثير من الأمور. سواء طريقة العمل أو الإدارة أو تطوير عملنا. لا زالت هناك الكثير من الأمور الإيجابية التي لا زالت تحدث.
وتابعت مها أن هذا المجال تنافسي بشكل دائم "ونحن نخوض منافسة في عالم الموضة في مصر، وهو تاريخيًا كان مليئًا بالمنافسة والنجاح، والآن يعود إلى هذا التألق، ذلك أجد أن فرصتنا في هذا البرنامج تساعدنا كثيرًا على هذا" .
سارة فودة: عرفت أين تقف منتجاتي في السوق المحلي والعالمي
وأضافت المصممة سارة فودة بعد البرنامج أدرك كل منا ما الذي يمثله عمله في السوق المحلي ومن هم المنافسين. وأين تقف منتجاته في السوق. وعندما شاهد الناس المنتجات والتصميمات المصرية، سواء خلال عرض الأزياء أو في واجهات المتجر الكبير، أبدى الكثير منهم الإعجاب بالتصميمات المصرية. ما يعني أنه ليس هناك طريق أو مكان واحد لعرض الأفكار والثقافة المصرية.
وتابعت: بالنسبة لي، للعلامة التجارية التي أنشأتها، اكتشفت أن هناك جمهور آخر غير الجمهور المحلي معجب بهذه التصميمات ويسعى لاقتنائها، وأنهم أعجبتهم الخطوط والأفكار. كانت تجربة رائعة. كذلك صرت أعرف أين موضع علامتي التجارية من السوق، وما الذي يجب أن أعمل عليه وأقوم بتطويره من أجل تحقيق المزيد. الآن نبحث عن المزيد من الفرص مثل هذه من أجل تطوير قدراتنا ومعارفنا.
هند العقيد: الثقافة الأصلية تبهر الجمهور
أشارت المصممة هند العقيد إلى أن علامتها التجارية تحمل التصميمات النوبية وثقافتها. تقول: أحاول مزج الحياة العصرية والخطوط الحديثة بأشياء تدفع الجمهور لمعرفة المزيد عن الثقافة النوبية. ليس فقط النوبة، ولكن ربما لأنها جذوري فأنا أتحدث عنها، لكن هناك آخرين.
وتابعت: نجعل الملابس عصرية وحديثة وذات ألوان جذابة في نفس الوقت الذي تحمل فيه شيئًا من ثقافتنا. بالنسبة لي أضيف إلى قطعي بعض الأيقونات، مثل شال بتصميم تاريخي أو غيره. رأيت بنفسي رد فعل العملاء في المتجر في أوستن، كانوا سعداء ومنبهرين، وسألتهم عن رأيهم وما الذي يودون رؤيته. أعتقد أنه لا زال لدينا الكثير الذي يمكن أن نضيفه لعوالم التصميم.
سارة طولان: تصميماتي مستوحاة من تجربة الأمومة
أشارت المصممة سارة طولان إلى أن فكرة منتجاتها نابعة من تجربة شخصية. تقول: كأم تحب الموضة ولم تجد ملابس واسعة ومريحة بالقدر الكافي خلال فترة الحمل وما بعدها من مسؤوليات تتطلب أن أرتدي ملابس تساعدني على مهامي. كنت قلقة من التغيرات التي حدثت، لذلك فكرت في أن أجعل الأمهات الأخريات في تجربة أكثر راحة من التي مررت بها في البداية، وأن ترى المهتمات بعالم الموضة منهن أن الملابس الواسعة المريحة لا زال لها موضع في عالم الموضة. لدعمهن وزيادة ثقتهن في أنفسهن. وجعلهن يتقبلن كل التغيرات الجسدية التي تحدث جراء الحمل والولادة وما بعدهما.
وأضافت: هكذا جعلت منتجات علامتي التجارية صالحة للمرأة في العديد من الحالات، ويمكنها ارتداؤها بعد أن تنتهي فترة الحمل والولادة، هذا هو الهدف من التصميم، أن يظل وجوده ممتدًا.
وتابعت: عبر البرنامج، استعطت استكشاف سوق الموضة في الولايات المتحدة، وعما إذا كان يمكنه قبول أفكاري، ووجدت هناك العديد من العلامات الأخرى التي تعمل لنفس الهدف بطرق مختلفة، كانت تجربة هامة لمعرفة ردود الأفعال ومعرفة موقف السوق.