قال الدكتور الحسين عبدالبصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، إن علم دراسة الآثار الغارقة بدأ في الولايات المتحدة الأمريكية عندما اكتشف العالم الأمريكي جورج باس، مركباً غارقاً في تركيا، مشيرًا إلى أنه في مصر بدأت دراسة هذا العلم في ثلاثينات القرن الماضي عندما اكتشف ضابط في سلاح الطيران البريطاني أثناء طيرانه أعلى منطقة أبو قير شيئا أشبه بحدوة الحصان في المياه، وعندها بدأت الحفائر تحت المياه.
وأضاف "الحسين" في حواره لبرنامج "صباح الخير يا مصر" على فضائية "مصر الأولى" اليوم الأحد، أن مصر كان لديها غواص شهير يدعى كامل أبو السعادات وعمل في منطقة الميناء الشرقية أمام مكتبة الإسكندرية وبين قلعة قايتباي ومنطقة السلسلة وتم استخراج بعض الآثار في الميناء الشرقية ومنها تمثال شهير للإلهة إيزيس بالتعاون مع البحرية المصرية.
وتابع، أنه في عام 1996 تم تأسيس إدارة للآثار الغارقة في المجلس الأعلى للآثار وكان يتولاها الدكتور إبراهيم درويش وعدد كبير من شباب الأثريين المصريين ومنهم إيهاب فهمي الذي أصبح رئيس الإدارة.
وأردف مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية، أن هناك حفريات في البحر الأحمر والبحر المتوسط ومواقع مائية عديدة مثل خليج أبي قير والميناء الشرقية والشاطبي والمعمورة وجزيرة سعدانة وأسوان وذلك لاكتشاف حفائر تحت المياه واستخراج الآثار الغارقة، موضحًا أن الإسكندرية شهيرة بالآثار ومنذ أن أسس الإسكندر الأكبر هذه المدينة وأصبحت سيدة العالم، وغُمر جزء منها تحت المياه. وبالتالي فإننا دشننا أكثر من معرض أثري في هذا التخصص أحدثت صدى طيبا لمصر في كل دول العالم".
وأوضح: "نعمل بشكل منهجي وعلمي ونحفر ونستخرج الآثار ونسجلها وهذا أمر مهم جدا، فقد اكتشفنا في خليج أبو قير مركب غارق من القرن الثاني قبل الميلاد سقط عليه معبد كان مخصصًا لعبادة آمون وكان هذا المركب محملا بعدد كبير من القطع الأثرية، وهو مصنوع بالطرازين المصري القديم واليوناني وخشبه في حالة جيدة، وهناك فريق مصري فرنسي يعمل على هذا الاكتشاف منذ فترة بعيدة جدًا.