انعقدت الجلسة العلمية الثالثة لليوم الأول لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثاني والثلاثين بعنوان: "عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي" برئاسة الدكتور أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، وتحدث فيها الدكتور محمد خاطر عيسى، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتشاد، والشيخ نفيع الله عشيروف، مفتي ورئيس الإدارة المركزية لمسلمي القسم الآسيوي بروسيا، والقس جان أجاي رئيس الرابطة الأوروبية للقادة الرسوليين بالنرويج، والأسقف فارنادو تشومالي أسقف كونسيسيون بشيلي، والشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهاني لبيب رئيس تحرير موقع مبتدأ.
وفي بداية الجلسة قدم الدكتور أسامة العبد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ووكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب الشكر الأصيل والوافر لراعي هذا المؤتمر الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي طالما ما يرعى مؤتمرات وزارة الأوقاف لعلمه اليقيني أنها دائمًا تدعو إلى الوسطية، موجهًا الشكر للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف والذي دائما ما يختار الأمور التي تهم المجتمع والأمة بأسرها.
وفي كلمته أعرب الدكتور محمد خاطر عيسى، عن شكره لوزارة الأوقاف على هذه الدعوة للمشاركة في هذا المؤتمر الهام، مؤكدًا أن التسامح قيمة إسلامية سامية، وأن رسالة الإسلام دين عالمي يخاطب برسالته البشرية كلها، ويدعو إلى التعايش الإيجابي بين البشر تلك الرسالة التي تأمر بالعدل وتنهى عن الظلم، وتُرسي دعائم السلام في الأرض في جو من التعاون والتسامح بين كل الناس بصرف النظر عن أجناسهم، وألوانهم، ومعتقداتهم، مبينًا أن مجتمع المدينة كان يضم كل الأطياف والمعتقدات، وقد تضمنت وثيقة المدينة معاهدة سلام وأمان يعيش بمقتضاه الجميع في سلم وسلام.
ومن جانبه أكد الشيخ نفيع الله عشيروف مفتي ورئيس الإدارة المركزية لمسلمي القسم الآسيوي بروسيا أن الدين الإسلامي دين التسامح، حيث تنبع أصوله من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وأن الله (عز وجل) قد بعث نبيه (صلى الله عليه وسلم) بالهداية لجميع بني الإنسان، عبر رسالة وسطية معتدلة تشتمل على التسامح والرحمة والعفو وغيرها من الصفات الحميدة، والتي تهدف لنشر السلام بين المجتمعات جميعًا، حيث إننا جميعًا نشترك في الأصل الإنساني الواحد فنحن من آدم (عليه السلام)، لافتًا، أن الظلم والكراهية والأخلاق التي تدعوا إلى الشقاق بين الأفراد والمجتمعات حرمها الإسلام.
وفي كلمته أعرب القس جان أجاي، رئيس الرابطة الأوروبية للقادة الرسوليين بالنرويج، عن سعادته بالتواجد في مصر، قائلًا إنه يشعر وكأنه وسط أهله الذين رحبوا به في كل وقت ولم يشعر بأي وحشة أثناء مكوثه في مصر العظيمة التي ظلت على مدى القرون تعبر عن نفسها، فأينما ذهبت وجدتهم يشعرونك بالحب، وبدفء الأسرة، والتواصل باحترام دائمًا، مؤكدًا أنه يجب على كل مواطن أن يحترم القوانين التي تضعها الدول لتنظيم المعاملات بين أفرادها.
بدوره أعرب القس فرناندو تشومالي أسقف كونسيسيون بشيلي، عن عميق شكره للرئيس السيسي، والدعوة لحضور هذا المؤتمر الهام، كما عبر عن امتنانه لحسن اختيار عنوان المؤتمر، حيث سمح له بالتفكير والبحث المتعمق في هذا الموضوع الهام، مؤكدًا أن الأفراد في الدولة الوطنية لهم من الحقوق والحريات والواجبات والالتزامات التي تضمن سير المجتمع بطريقة سليمة، فالدولة الوطنية تضمن سير المجتمع بطريقة سليمة ما التزموا بعقد المواطنة.
و أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن التسامح واليسر ينبغي أن يكون عن عزةٍ وكرامةٍ لا عن ضعف وذلٍ ؛ فالإسلام يأبى الضيم ويرفض الذل، ومن هنا فعلى المسلم أن يتسامح مع غيره بشرط اعتزازه بنفسه، وحفظه لكرامته، ومراعاته لأحكام دينه ؛ يعفو عمن ظلمه لكن مع قدرته على ردِّ الإساءة بمثلها وإلا كان جبنًا ؛ يصفح عن المقصر مع زجره عن تقصيره وإصلاح ما أفسده ؛ فالتسامح إذن هو طيب النفس، وسلامة الصدر، ونقاء القلب، ولين الجانب، وبشاشة الوجه، وهو التيسير دون إفراط أو تقصير، وهو العفو من غير ضعفٍ أو ذلٍ.
مبينًا أن سماحة الإسلام تشمل جميع مناحي الحياة ؛ في العبادات والتشريعات والمعاملات، وقد أكَّد الإسلام على التعاون بين أصحاب الديانات المختلفة، ومع أصحاب الثقافات المتعددة، وأسَّس لمفهوم التعارف بين جميع شعوب العالم، فالناس بكل تنوعهم وتعددهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم وتباعدهم في المكان والأوطان إنما يرجعون إلى أصل إنساني واحد.