بدأ العد التنازلي للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، ولعل أكبر دليل على ذلك هو تلك الزيارة المكوكية التي أجراها الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حيث أجرى جولة تفقدية موسعة، مؤخرًا لمتابعة سير الأعمال والإنشاءات في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، مشددا على أن هناك توجيهًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأن يتم تنفيذ الأعمال الإنشائية وفق الجداول المخطط لها؛ سواء من حيث الالتزام بأعلى معايير الجودة، أو التوقيتات الزمنية، وكذا معدلات ونسب الإنجاز الفعلي على أرض الواقع.
ودعا رئيس الوزراء إلى تكثيف الجهود من أجل الانتهاء من جميع المشروعات الجاري تنفيذها في التوقيتات المحددة، وبأعلى مستوى من الجودة، كما تفقد رئيس الوزراء منطقة الأعمال المركزية، مؤكدا ضرورة التواجد الفعلي لمسئولي الوزارات في مقار الوزارات المختلفة؛ لمتابعة سير العمل والتشغيل التجريبي للمقار الحكومية، والاطمئنان على جاهزيتها للانتقال الفعلي للعمل من الحي الحكومي وفق جدول المرحلة الانتقالية، حيث تابع رئيس الوزراء منظومة النقل الجماعي، ومن أبرزها القطار الكهربائي الخفيف.
وفي هذا الشأن وصف الخبير الاقتصادي رشاد عبده، الانتقال للعاصمة الإدارية بالخطوة الجريئة، وأكد أن ذلك سيكون له مردود كبير على العديد من القطاعات الاقتصادية الرئيسة، كما سيشجع الاستثمار في المشروعات الهائلة التي تضمها العاصمة.
وقال "عبده" في حديثه لـ"البوابة نيوز" إنه بجانب التخفيف في الضغط على شوارع ومرافق والبنية التحتية لمحافظات القاهرة الكبرى، سيكون للانتقال إلى العاصمة الإدارية انعكاس جيد بفضل التخطيط الجيد للعاصمة، بالإضافة إلى أنه سيعود بالنفع على قطاعات السياحة والاستثمار، فالقاهرة التاريخية تزخر بالكثير من الأماكن السياحية الجاذبة والتي بدأت تتأثر في السنوات الأخيرة نتيجة للتكدس السكاني والمروري، كما أن قطاع الاستثمار سيستقطب مستثمرين جدد حيث أن انتقال موظفي الحكومة للعمل من العاصمة سيجعل المستثمرين يستهدفون هذه الفئات من خلال تقديم خدمات سكنية وصحية لخدمة قطاع كبير من الموظفين وأسرهم المنتقلين للعيش في العاصمة.
وتابع: "كل هذه المشروعات بجانب الاستثمارات المباشرة ستوفر فرص عمل للآلاف من الشباب، كما ستعمل على تحسين عجلة الإنتاج من خلال جذب شركات محلية وعالمية للعمل في مصر، كما سيؤدي إلى انتعاش ونهوض المدن الجديدة المجاورة للعاصمة".
ووافقه الرأي الدكتور محمد عبدالحليم، أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر، الذي أكد أن بناء العاصمة الإدارية يتم وفقا لأحدث التقنيات الرقمية، كما يجمع جميع الجهات الحكومية في مكان واحد مما يوفر بيئة استثمارية مثالية للبدء في الأعمال، وهو ما يشجع المستثمرين على القدوم على مصر والاستثمار فيها بمختلف القطاعات.
وأضاف "عبد الحليم" في حديثه لـ"البوابة نيوز"، أن الخدمات التقنية العالية المتوفر في العاصمة يتوفر للمواطن الكثير من الوقت والجهد، ولن يكون في حاجة لايام طويلة من أجل تخليص مستند أو وثيقة معينة، بل ستمكنه هذه التقنيات من أنهاء هذه الخدمات "الكترونيا" مما يجعله غير مجبر على الذهاب للمصلحة الحكومية والانتظار في طوابير، بل يطلب الخدمة عبر الإنترنت وتأتيه حتى منزله، وبالتالي يقضي على الروتين ويكافح الفساد والرشاوى من خلال تقليل التعامل المباشر بين الموظف والمواطن.
وأكمل قائلا: "تخفيف الروتين والقضاء على الفساد من شأنه رفع قيمة مصر، على جانب الطفرة الاستثمارية التي من شأنها زيادة الإنتاج، وزيادة إجمالي الناتج المحلي ومعدل النمو الاقتصادي".