الكرة الأرضية مليئة بالحفر الطبيعية والصناعية التي قام البشر بحفرها من اجل أهداف معينة، تتفاوت عمق ومساحة تلك الحفر ولكن هناك حفرة بعينها تعد أكبر حفرة من صنع الإنسان في التاريخ، حيث حاول الإنسان مراراً حفر الأرض لاكتشاف طبقاتها على غرار غزوه للفضاء، وبينما كان سباق السفر إلى القمر على أشده بين أمريكا والاتحاد السوفياتي في ستينيات القرن الماضي، بدأ السوفيت عام 1970 في حفر أعمق حفرة حفرها الإنسان في تاريخ البشرية تحت اسم حفرة "كولا" أو كما يعرف ببئر كولا.
تقع الحفرة في شبة جزيرة كولا حيث محطة الأبحاث العلمية السوفيتية حيث بدأ العمل في مشروع بئر كولا لاستكشاف القشرة الأرضية والذي أنتهي به المطاف إلي أن تم تغطيتة بغطاء معدني وكتب عليه العمق التي تمكنت المعدات من حفرة قبل توقف العمل نهائيا في بئر كولا، ويصل عمقها إلى 12.2 كيلومتر كأكبر ثقب أو حفرة أو بئر من صنع البشر في التاريخ، وعلي الرغم من العمق الذي قد يبدو كبيرا إلا أنه لايمثل إلا ثلث سمك القشرة الأرضية ناهيك عن سماكة باقي طبقات القشرة الأرضية السابعة التي تصل إلي مسافات سحيقة.
وبعد قرابة العشرين عاما من العمل من ١٩٧٠م حتي عام ١٩٨٩م توقف مشروع بئر كولا بعد أشاعات تقول أن السبب الرئيسي لتوقف المشروع هو سماع أصوات بشرية تحت باطن الأرض وكأنه صوت الجحيم لأشخاص يعذبون في جهنم، وبعد ذلك تم إثبات كذب السوفيت بعد ما إتضح أن أصوات المعذبون في جهنم هي مجرد أصوات مقتبسة من فيلم سينمائي وقتها.
وأشيعت أخبار أخري عن سبب توقف الحفر في أعمق حفرة علي كوكب الأرض من صنع الإنسان بئر كولا تفيد بأن الماء تسرب إلي الحفرة من الأعماق السحيقة وهو ما كذبه العلماء مفسرين ذلك باستحالة تسرب الماء إلي القشرة الأرضية البالغ سمكها قرابة الـ40 كيلومتر مربع، رافضين تشبيه الأرض بالبصلة التي ينتشر الماء بين طبقاتها، وبعيداً عن الحجج والإشاعات يرجع السبب في توقف العمل والحفر في بئر كولا بشكل قصري هي الحرارة المفرطة التي بلغت حوالي 200 درجة سيلسيوس، فبسبب درجة الحرارة الخيالية توقفت المعدات وأصابها أعطال تقنية من المستحيل إصلاحها عن بعد.
وهذه الحفر العميقة كان الغرض منها خرق الأرض لمعرفة تكوينها الباطني، لكن عليك أن تتخيل أن هذه الحفر التي سافرت إلى أعماق ليس لها مثيل على الأرض بلغت فقط ربع القشرة الأرضية التي يقدر العلماء سمكها بحوالي 42 كيلومتر (فقط القشرة الأرضية ).
وتوصل العلماء أن المسافة بين سطح كوكب الأرض الذي نعيش عليه ونقطة الوسط تبلغ حوالي 6380 كيلومتر فإن نسبة ما تم حفره في أعمق حفرة حفرها الإنسان تمثل حوالي 0.19٪ فقط من شعاع الأرض فقط وتوصل العلماء وفقًا لنص بالقرآن الكريم أن البشر مهما توصلوا لعلم وتكنولوجيا ومعدات وغيرها لن يتمكنوا من خرق الأرض أو حتى عمل حفر سحيقة تتجاوز ولو قليلا مما وصلوا إليه في بئر كولا أقصى عمق قد وصل إليه البشر .