يتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت هاتفيا بالتزامن مع تحذيرات دول غربية من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ في أي لحظة.
وطلبت الولايات المتحدة أمس الجمعة من جميع الأمريكيين المتبقين مغادرة البلاد في غضون الـ 48 ساعة القادمة.
وقال مسؤول في البيت الأبيض إن بوتين طلب إجراء المكالمة الهاتفية بين الزعيمين يوم الإثنين، لكن بايدن أراد إجراؤها في أقرب وقت، حيث أفصحت واشنطن بالتفصيل روايات حية بشكل متزايد عن هجوم محتمل على أوكرانيا.
وقد أصبحت أستراليا ونيوزيلندا أحدث دول تحث مواطنيها على مغادرة أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، لتنضموا إلى بريطانيا واليابان ولاتفيا والنرويج وهولندا، وقالت إسرائيل إنها ستجلي أقارب موظفي السفارة، كما تستعد الولايات المتحدة لإخلاء سفارتها في كييف.
وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن وزارة الخارجية ستعلن في وقت مبكر من يوم السبت أن جميع الموظفين الأمريكيين في سفارة كييف سيُطلب منهم مغادرة البلاد قبل الغزو الروسي المخيف.
كانت الوزارة قد أمرت في وقت سابق عائلات موظفي السفارة الأمريكية في كييف بالمغادرة، لكنها تركت الأمر لتقدير الموظفين غير الضروريين إذا أرادوا المغادرة.
وقالت مصادر دبلوماسية إن الرئيس الأمريكي أبلغ الحلفاء في اتصال هاتفي بأن الزعيم الروسي اتخذ قرارًا بالمضي قدمًا في الغزو، لكن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، قال: "لم نر أي شيء يأتي إلينا يقول أنه قد تم اتخاذ قرار نهائي"
ووصف وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين الوضع بأنه "لحظة محورية" وقال إنه سيتحدث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف يوم السبت.
وقد أبلغ بايدن زعماء آخرين في الناتو والاتحاد الأوروبي أن الولايات المتحدة تعتقد أن بوتين قرر شن غزو لأوكرانيا، وهو ما قد يحدث في الأيام القليلة المقبلة، وفقًا لمصادر دبلوماسية.
وجاءت دعوة بايدن للحلفاء في أعقاب اجتماع في غرفة العمليات في البيت الأبيض لمناقشة أحدث المعلومات الاستخباراتية حول التعزيزات العسكرية الروسية، وتفكير بوتين.
وقال دبلوماسي أوروبي: "ستبدأ الأمور العملية على الأرض نتيجة لهذا القرار، لكن هذا لا يعني أن بوتين لا يزال قادرًا على الرد"، وأصر على أن الوقت لم يفت لردع الزعيم الروسي."
وقال سوليفان إن المواطنين الأمريكيين الذين ما زالوا في أوكرانيا يجب أن يغادروا في اليومين المقبلين.
وتريد روسيا ضمانات من الغرب، بما في ذلك وعد بعدم نشر صواريخ بالقرب من حدودها، وعدم عضوية أوكرانيا في الناتو، وتقليص البنية التحتية العسكرية للحلف.
يصف الغرب المطالب الرئيسية لروسيا بأنها "غير مبتدئة" لكنه مستعد للحديث عن الحد من التسلح وخطوات بناء الثقة.
في وقت متأخر من يوم الجمعة، اتهمت وزارة الخارجية الروسية الدول الغربية بنشر معلومات كاذبة بمساعدة وسائل الإعلام، من أجل صرف الانتباه عن أفعالها العدوانية.
وقال البيت الأبيض إن بايدن كان يتصل بزعماء عبر الأطلسي "لمناقشة مخاوفنا المشتركة بشأن استمرار تعزيز روسيا للقوات العسكرية حول أوكرانيا، واستمرار التنسيق في كل من الدبلوماسية والردع".
وقال دبلوماسي أوروبي إن الولايات المتحدة طلبت الاتصال العاجل مع حلفاء الناتو ورؤساء مجلس الاتحاد الأوروبي ومفوضيته لتبادل المعلومات الاستخباراتية الجديدة.
وفي سياق متصل، ووفقًا لموقع والا نيوز، أمرت إسرائيل أفراد عائلات الموظفين الدبلوماسيين بالخروج من البلاد، وذكرت صحيفة كييف بوست أن الولايات المتحدة دعت الأعضاء الأمريكيين في بعثة المراقبة الأوكرانية التي تديرها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمغادرة البلاد.
وقال نائب الأدميرال نيلس أندرياس ستينسون، رئيس جهاز المخابرات النرويجي، إن روسيا لديها الآن 150 ألف جندي محتشدون حول أوكرانيا، وقال إن القرار بشأن الهجوم يقع على عاتق فلاديمير بوتين.
