قال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، إن منظومة القيم فى الإسلام تمتاز بكونها بناءً حقيقيًّا تتعاون فيه كل العناصر وتتساند به كل المجالات، فهى مرتبطة بالعقيدة والعبادات وتسرى فى المعاملات ويمتزج خلالها المثالى بالواقع العملى، ويسير إطارها القطعى مع المرونة فى المضمون بطريقة حكيمة متكاملة لا متناقضة ولا متعارضة.
وأضاف مفتى الجمهورية خلال لقائه مع برنامج نظرة، أن الإسلام ركَّز على أهمية الأخلاق، وهى مرتبة الإحسان التى ذكرها المصطفى فى حديث سيدنا جبريل معه والإحسان من حيث استقرارُه فى القلب هو ما ينظِّم مسألة الأخلاق ويراقبها ليرقِّيها، كما أن طريق الإنسان فى المحافظة على حياة ضميره، وطهارة فطرته يحصل من خلال مراقبة الله تعالى فى جميع الأحوال، والأقوال، والأفعال، والحركات، والسكنات.
وأوضح شوقى علام، أن منظومة القيم والأخلاق هى العنوان الحقيقى للإسلام وللنبى محمد صلى الله عليه وسلم ولكافة الرسل والأديان السماوية التى اكتملت ببعثته صلى الله عليه وسلم وفى ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: «مَثَلِى وَمَثَلُ الْأَنْبِيَاءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا فَأَتَمَّهَا وَأَكْمَلَهَا إِلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَهَا وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا، وَيَقُولُونَ: لَوْلَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ»، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «فَأَنَا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، جِئْتُ فَخَتَمْتُ الْأَنْبِيَاءَ».
ولفت مفتى الجمهورية النظر إلى أن الأحكام الشرعية وأهدافها تكاد تتطابق مع رسالة منظومة القيم وأهدافها فى الإسلام، فموضوعهما يتلاقيان بصورة تكاملية حيث يختصَّان بأفعال الإنسان المكلَّف وضبط سلوكياته؛ من أجل أن يكون صالحًا لا مشوَّهًا، وأن يكونَ أداة بناء لا أداة هدم وتدمير وإشاعة الفساد وظهور الفوضى والاضطراب فى الأرض.