وقع خلال التاريخ القديم والحديث الكثير من عمليات النصب والاحتيال التي قدرت بالملايين والمليارات لكن لا يعرف الكثير من الناس ما هي أكبر عملية نصب وقعت في التاريخ وهي من نصيب “برنارد مادوف” الذى عرف عالميا بإنه صاحب هذه العملية، وهو مستشار إستثمارى وممول ورجل أعمال ومصرفى أمريكى والرئيس المؤسس لإحدى الشركات الإستثمارية الرائدة كما كان الرئيس غير التنفيذى لسوق الأسهم وأكبر محتال مالى معترف به فى تاريخ العالم والولايات المتحدة.
برنارد مادوف من مواليد 29 أبريل 1938 م ولد فى نيويورك من عائلة يهودية وتزوج وأنجب ولدان، تخرج من كلية هوفسترا عام 1960 تخصص علوم سياسية، أنشأ شركته عام 1960 باستثمار مبلغ 10.000 دولار، وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة لناسداك ومجلس محافظيها، عمل كرئيس مجلس إدارة معهد sy syms school of business بجامعة ياشيفا اليهودية ومركزها نيويورك وإسرائيل واستقال من منصبه هذا بعد إعتقالة، وشغل منصب أيضاً بمجلس مركز مدينة نيويورك الثقافى وتبرع بمبالغ إلى المسارح والمستشفيات، وهو أحد المساهمين الكبار للحزب الديمقراطى.
خلال الأزمة المالية بين عامي 2007 و2008 وفى 12 ديسمبر 2008 ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالى القبض عليه وتجميد كافة أصولة بتهمة تنفيذ أكبر عملية إحتيال عرفت باسم "بونزى" والتى قدرت النيابة العامة خسائرها بـ 64.8 مليار دولار أمريكى، وكان مادوف يقضى عقوبة بالسجن لمدة 150 عام فى مركز رعاية تابع لسجن فيدرالى بولاية " كارولاينا الشمالية " حيث كان يعانى من قصور كلوى حسب ما قاله أحد محاميه وكان مادوف اتهم بالإحتيال للإستيلاء على نحو 65 مليار دولار من أموال المستثمرين فى الصناديق الإستثمارية التى كان يديرها.
أقر مادوف ببعض التهم التى إرتكبها عام 2009 من بينها الإحتيال والسرقة وغسيل الأموال كما إحتال على المستثمرين من خلال خلق حسابات وهمية لإقناعهم بإمكانية تحقيق أرباح مرتفعة بينما كان يقوم بإعطائهم أرباح من حسابات مستثمرين قدامى، وإستهدفت عمليات إحتيال مادوف 37000 شخص فى 136 دولة على مدى 4 عقود قبل ان يتم إعتقاله عام 2008.
توفى برنارد مادوف العام الماضى 2021 الذى وصف بـ “العقل المدبر” لأكبر عملية إحتيال إستثمارى فى تاريخ الولايات المتحدة عن عمر يناهز 82 عام ، ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مصادر تقول أن برنارد مادوف توفى لأسباب طبيعية.