في خطوة لتحديد معالم المستقبل السياسي في ليبيا، اختار مجلس النواب الليبي، ومقره طبرق شرق البلاد، اليوم الخميس، فتحي باشاغا رئيسًا جديدا للحكومة، خاصة أن "المجلس" لم يعد يرى أي شرعية أو صلاحية لحكومة عبدالحميد الدبيبة المؤقتة بعد فشل إجراء الانتخابات الرئاسية.
وتثير خطوة اختيار "باشاغا" العديد من التساؤلات حول شخصية وزير داخلية حكومة الوفاق الوطني التي قادها فايز السراج، والمعروفة بميولها للميليشيات الإخوانية وفتحها الطريق أمام التدخل العسكري التركي في الأراضي الليبية.
تحالفات جديدة في ليبيا
قال الدكتور إدريس أحمد، رئيس التجمع الوطني الليبي للمصالحة، إنه ينتظر الأيام المقبلة ليرى كيف ستتعامل القوى الفاعلة في غرب ليبيا مع قرار البرلمان الليبي باختيار وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا رئيسا للحكومة الجديدة بدلا من الرئيس الحالي عبدالحميد الدبيبة، حيث ستكون حكومته في طرابلس وإلا فستكون حكومة ثانية وأقرب مقر لها سيكون في سيرت.
ورجح "أحمد" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن تتجه الأمور للتسوية والتراضي في المنطقة الغربية.
وحول ميول "باشاغا" لجماعة الإخوان الإرهابية وما يثار حول علاقات وزير الداخلية السابق بتركيا، قال "أحمد": لا أدري هل هو ينتمى لأحزاب الإخوان أم لا، ومع هذا فالجماعة في ليبيا لها أحزاب عدة تحمل نفس التوجه، خاصة بعدما تفككت إلى أكثر من حزب سياسي وحصلت على تراخيص بحكم قانون الأحزاب في ليبيا.
وأضاف الأكاديمي والسياسي الليبي: أن "باشاغا" حاول بناء علاقته مع مصر مؤخرا، خاصة أنه أعلن مرار في أكثر من مناسبة عندما كان وزيرا للداخلية، أنه لا ينتمى للإخوان؛ ورغم ذلك فهو الآن مدعوم منهم، وهذا الاختيار أعطى انطباعًا لدى الشارع الليبي أنه تحالف جديد مع عقيلة صالح رئيس البرلمان، ومع مجلس الدولة أيضا، وغيره من القوى.
وتابع، أعتقد أنه ابتعد الآن عن محور تركيا واقترب كثيرًا من محور مصر، خاصة أن بعض المصادر تقول إن رؤى الحكومة التي سيقودها "باشأغا" ستكون متوافقة مع مصر وفرنسا والإمارات.
واستكمل "أحمد" أن ما يحدث ما هي إلا اصطفافات تجري دائما عند قرب أي مراحل انتخابية في أي دولة من دول العالم، خاصة الدول ذات الأنظمة الهشة مثل ليبيا التي تعاني معاناة كبيرة على الصعيد السياسي.
انسحاب وعودة للظهور
وشغل فتحي باشاغا، عام 2018، منصب وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني التي كان يقودها فايز السراج، ثم وقع خلاف مع رئيس الحكومة بعد مطالبة بإجراء تحقيقات مع وزير الداخلية بخصوص إطلاق نار على متظاهرين في العاصمة الليبية طرابلس، وتم إيقافه عن العمل في العام 2020 قبل العودة مرة أخرى.
يشار إلى أن باشاغا من مواليد مصراته، تخرج في الكلية الجوية، وعمل بالسلاح الجوي إلى أن استقال ليتجه إلى مجال الأعمال الحرة، ليعود إلى المشهد مجددا بعد انطلاق الثورة الليبية، ليشارك مجددا في المجالس العسكرية بمصراته ثم مجلس النواب الذي انسحب منه في العام 2014 وسط مقاطعة بعض نواب مصراتة للمجلس.
وتوقعت وسائل إعلام محلية، في ديسمبر الماضي، بعد تعثر إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد أن يتوجه "باشاغا" الذي رشح نفسه لخوض الانتخابات، إلى زيارة مصر لإجراء بعض المشاورات حول المرحلة المقبلة في ليبيا، خاصة وأن "باشأغا" أرسل رسائل إيجابية إلى القاهرة حول الحفاظ على كافة الاتفاقيات التي وقعتها مصر مع حكومة الوحدة الوطنية.