شارك المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة، بالجزءين التاسع والعاشر لـ«موسوعة المسرح المصري المصورة»، والطبعة الثانية لكتاب «حسين رياض.. الفنان صاحب الألف وجه»، بخلاف وجود عدد كبير من الإصدارات السابقة بكل من منافذ الهيئة المصرية العامة للكتاب، والهيئة العامة لقصور الثقافة، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في في دورته الـ53، بمركز مصر للمعارض الدولية والمؤتمرات التجمع الخامس، تحت شعار «هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل».
ربطتهم علاقة صداقة وطيدة بين الأديب الراحل يحيى حقى ووالده الناقد فؤاد دوارة، وامتدت هذه الصداقة إلى الأبناء حتى وقتنا هذا، نتج عن هذه الصداقة وبدأب شديد وروح فدائية وفق خلالها الناقد المخضرم فؤاد دوارة في إضافة 12 كتابًا جديدًا لأعمال الأديب يحيى حقي ليصبح إجمالي الأعمال الأدبية الكاملة 28 كتابًا.
التقت «البوابة نيوز» بالمؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة، للتعرف على كواليس الجزئين التاسع والعاشر لموسوعة المسرح المصري المصورة، وعلاقة الصداقة الوطيدة التي جمعت الأديب يحيى حقي والناقد فؤاد دوارة، بالإضافة إلى كواليس الجزء الثامن والعشرون من مجموعة الأعمال الكاملة للكاتب الكبير يحيى حقي تحت عنوان «كناسة الدكان» إلى نص الحوار......
* كيف ترى الدورة ٥٣ لمعرض القاهرة الدولي للكتاب؟
- سعادتي لا توصف بهذه الدورة، وذلك لدقة التنظيم وجودة الاختيارات بصفة عامة، وخاصة اختيار دولة اليونان كضيف شرف للدورة لما يربطنا بها من ثقافة وتاريخ، وكذلك اختيار الأديب الكبير يحيى حقي لإطلاق اسمه كشخصية رئيسة لهذه الدورة، وقبل هذا وذاك الإقبال الكبير سواء من الناشرين الذين وصل عددهم إلى 1067 ناشرا، برغم أنها الدورة الثانية التي تنظم خلال 6 أشهر أو من أفراد الأسرة المصرية وخاصة الشباب، مما يؤكد على عمق الثقافة المصرية، وكذلك على أن التقنيات الرقمية الحديثة لم تسحب البساط من الكتاب والمطبوعات الورقية، وإن كان يحسب لإدارة المعرض إطلاقها للمنصة الرقمية، التي تستطيع وضع الكتب عليها والبيع من خلالها وتوصيل الكتب من خلال البريد المصري.
* الأديب يحيى حقى ربطته صداقة وطيدة مع الناقد فؤاد دوارة حدثنا عن ذلك.
- علاقة صداقة قوية جدا ربطت بين الأديب القدير يحيى حقي ووالدي الناقد الكبير فؤاد دوارة، حتى أننا كنا نعتبره بالأسرة بمثابة العم الأكبر، وأحمد الله أن تلك العلاقة القوية قد انعكست واستمرت حتى الآن أيضا بيني وبين ابنته الأديبة والإعلامية المثقفة نهى يحيى حقي، التي أعتبرها شقيقتي.
وتجدر الإشارة إلى أن تلك العلاقة القوية بينهما قد توطدت جدا خلال فترة عملهما معا بمجلة «المجلة»، التي كان يتحمل مسئولية رئاسة تحريرها الأديب يحيى حقي، وإدارة تحريرها الناقد فؤاد دوارة.
وبرغم مرور سنوات كثيرة على فترة عملهما معا إلا أن التواصل قد استمر بينهما بنفس القوة ولم يفرقهما سوى رحيل الأديب الكبير، وتجدر الإشارة إلى تكرار شكر وتقدير الأديب الكبير يحيى حقي لوالدي لمبادرته غير المسبوقة ودأبه وجهده الكبير في تجميع جميع مقالاته المندثرة والتي نشرت في بعض الصحف والمجلات وتوثيقها ثم إعادة تصنيفها ونشرها في إطار الأعمال الكاملة لهذا الأديب الكبير، ويمكنني التعليق على هذه العلاقة القوية بأن كل منهما كان يكمل الآخر فهدوء يحيى حقي بدبلوماسيته وحكمة حنكة السنين كانت تتكامل مع ثورية وجرأة واندفاع شباب فؤاد دوارة.
* ماذا عن كواليس «كناسة الدكان»؟
- «كناسة الدكان» هو عنوان الجزء الثامن والعشرون من مجموعة الأعمال الكاملة للكاتب الكبير يحيى حقي، تلك الأعمال التي أشرف على توثيقها وإعدادها والدي الناقد الكبير فؤاد دوارة، وكانت أول مجموعة من الأعمال الكاملة لأديب، وقد صدر هذا الجزء الأخير من المجموعة عام 1991، وتجدر الإشارة إلى أن الجزء الأول من مجموعة الأعمال الكاملة «قنديل أم هاشم والسيرة الذاتية للمؤلف» قد نشر عام 1975، وبالتالي فقد استمر إصدارها ما يزيد على خمسة عشر عاما توالى خلالها على منصب رئيس مجلس الإدارة كل من الأساتذة: د. محمود الشنيطي، صلاح عبدالصبور، د. عز الدين إسماعيل، د. سمير سرحان.
ويجب التنويه إلى أن الأعمال المنشورة سابقًا للكاتب الكبير يحيى حقي كانت 16 كتابًا فقط، ولكن بدأب شديد وروح فدائية وفق الأديب فؤاد دوارة في إضافة 12 كتابًا جديدًا ليصبح العدد الإجمالي 28، وذلك بعدما نجح في تجميع وتصنيف وتبويب جميع المقالات المندثرة للكاتب الكبير يحيى حقي، والذي برغم ذيوع شهرته كان يفضل الكتابة ببعض الصحف الصغيرة «المساء، التعاون، وطني»، بالإضافة إلى مجلة المسرح.
واستطاع فؤاد دوارة أن يصنفها تحت مسمى المقالات النقدية في عدة مجالات صفحات من تاريخ مصر، مدرسة المسرح، هموم ثقافية، في السينما، هذا الشعر، في محراب الفن والذي يتضمن الموسيقى والتشكيل والعمارة .. إلخ، وبعد الانتهاء من طباعة الأجزاء السبعة عشر تم اكتشاف عدة مقالات أخرى في عدة موضوعات، فقرر تقديرًا لقيمتها الأدبية وتعظيما للفائدة أن تجمع معا في كتاب أخير، وبعد الحيرة الشديدة في اختيار عنوان له اقترح الكاتب الكبير يحيى حقي هذا العنوان باستيحائه من التعبير الشعبي «كناسة العطار» والتي تتضمن كثير من البهارات والأعشاب المفيدة.
وجدير بالذكر أن هذا الجزء قد تضمن ثلاثة أقسام رئيسة وهي: أولا: من عالم الطفولة، ثانيا: من ذكريات الحجاز، ثالثا: في دروب الحياة.
* بمناسبة الدورة الـ53 لمعرض الكتاب صدور الجزءين التاسع والعاشر لموسوعة المسرح المصري المصورة ماذا عنهما؟
- أحمد الله أن صدر إلى الآن عشرة أجزاء من «موسوعة المسرح المصري المصورة»، وبالتالي فقد تضمنت الأجزاء العشرة من حرف الألف إلى حرف الظاء، وكل طموحي وأملي أن يتم استكمال إصدار الأجزاء السبعة المتبقية خلال هذا العام بإذن الله، خاصة وأن الجزء السابع عشر يتضمن خمسة فهارس متنوعة «باسم المسرحية، والفرقة، وتاريخ العرض، والمؤلف، والمخرج» مع الإحالة إلى رقم الجزء والصفحة لكل مسرحية من المسرحيات والتي بلغ عددها سبعة ألاف وخمسمائة مسرحية وهذا العدد يمثل جميع المسرحيات المنتجة من خلال فرق القطاع الخاص والدولة منذ عام 1870 وحتى عام 2015.
كذلك سعيد جدا بأحدث إصدار لي بالمعرض وهو الطبعة الثانية من كتاب «حسين رياض.. الفنان صاحب الألف وجه»، وذلك بخلاف وجود عدد كبير من إصداراتي السابقة بكل من منافذ الهيئة المصرية العامة للكتاب «الإخراج المسرحي، مسارح الأطفال، شموع مسرحية»، والهيئة لقصور الثقافة «مسارح الأقاليم، المسرح القومي، المسرح هموم وقضايا»، والمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية «فؤاد دوارة عاشق المسرح الرصين، مسرح أوبرا ملك، المسرح الكوميدي».
* ماهو العمل الأدبي الذي تعكف عليه الآن؟
- بعد الانتهاء من إعداد «موسوعة المسرح المصري المصورة» بأجزائها السبعة عشرة، وكذلك من كتاب «المسرح المصري ومئة عام من الإبداع» والذي صدر عن الدورة الثانية عشرة للمهرجان القومي للمسرح المصري - والذي تناولت من خلاله مسيرة جميع الفرق المسرحية بمصر منذ عام 180 وحتى الآن - أتفرغ حاليًا للإنتهاء من موسوعة «سيدات المسرح المصري» والتي تتضمن قوائم بألف سيدة مسرح، بالإضافة إلى تناول السيرة الفنية والمسيرة المسرحية لعدد 150 «مائة وخمسين» سيدة مسرح، تم تصنيفهم من خلال ثمانية أبواب وهي: «الرائدات، وسيدات المسرح الغنائي والاستعراضي، وسيدات المسرح الكوميدي، وسيدات المسرح التراجيدي والميلودرامي، ونجمات السينما والدراما التليفزيونية، ونجمات الأدوار الثانوية، ونجمات الظل، ونجمات المسرح المعاصر»، وأدعو الله أن يمنحني العمر والصحة حتى أستطيع أن أهدي أيضا لمسرحنا المصري بعد ذلك موسوعة «فرسان المسرح المصري».
* ما الرسالة التي توجهها لشباب كتاب المسرح؟
- النصيحة الأولى والثانية والثالثة هي القراءة، وليس بمجال محدد فقط بل بجميع المجالات، فكما تعلمنا في البدايات يجب على كل مثقف حقيقي أن يعرف معلومة عن كل مجال وأن يعرف كذلك كل المعلومات عن إحدى المجالات.
وكذلك أكرر لهم تلك النصيحة القيمة التي أفادتني كثيرًا وهي يجب على الشاعر الجديد أن يحفظ ألف بيت من الشعر لعدد كبير من الشعراء، ثم يحاول أن يتناساها كلها قبل أن يقتحم مجال الإبداع ويبدأ في كتابة قصيدته الجديدة.