في مثل هذا اليوم 9 فبراير من عام 1946 وقعت حادثة كوبري عباس، حيث خرج آلاف الطلاب في مظاهرة من جامعة الملك فؤاد الأول إلى قصر عابدين للمطالبة بجلاء الإنجليز وقطع المفاوضات، وقامت الشرطة المصرية بفتح "كوبري عباس" بأمر من رئيس الوزراء وزير الداخلية محمود فهمي النقراشي عندما كان يمر من فوقه الطلبة، وأدى ذلك إلى تساقطهم في نهر النيل ووفاتهم غرقا وإلقاء القبض على من نجى منهم.
وفي 9 فبراير من كل عام تحيا ذكرى شهداء كوبرى الجامعة، وشهرة حادث كوبرى عباس لم تأت بسبب كثرة ما وقع فيه من خسائر بشرية، وإنما بسبب درامية الحادث، فهو لم يأخذ شكلًا تقليديًا للمصادمات بين الشرطة والمتظاهرين استخدمت فيه العصي والحجارة، وإنما أخذ شكلًا غير تقليدى بمحاصرة المتظاهرين فوق أحد الكبارى على النيل ثم فتح الكوبرى عليهم ليسقطوا في النيل.
وتسبب الأحداث في وقوع احتجاجات واسعة على مستوى الجمهورية، من يوم 21 فبراير 1946 وهو الإضراب العام من طلاب مصر ضد الاحتلال البريطانى، ردًا على أحداث 9 فبراير، حيث أدى الإضراب إلى التحام الطلاب مع القوات البريطانية في ميدان التحرير التى فتحت النار عليهم، فقام الطلاب بحرق أحد المعسكرات البريطانية، وامتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا، وأسفرت تلك الأحداث عن 28 قتيلًا و432 جريحًا.
ولا يزال "كوبرى عباس"، الذى ينتسب إلى الخديوى عباس حلمى الثانى، يحمل نفس الاسم حتى الآن، رغم تغيير اسمه بعد ثورة يوليو 1952 إلى كوبرى الجيزة، إلا أنه لايزال يحمل نفس اسمه القديم الذى اشتهر به طيلة العقود السابقة.