يحظى ملف الطاقة المتجددة باهتمام رئاسي واسع، حيث قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إننا نستهدف وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة فيما يتعلق بإنتاج الطاقة المتجددة .
وتفقد الرئيس السيسي الشهر الماضي مجمع بنبان للطاقة الشمسية وهو أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، والذي تم إنشاؤه بالشراكة مع القطاع الخاص والخبرات الدولية المتخصصة، كما يعد أحد أهم مشاريع البنية التحتية في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة
وأكد الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ، أن قطاع الكهرباء يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة السياسية للدولة التي وضعت قضية الطاقة الكهربائية على رأس أولوياتها باعتبارها الركيزة الأساسية للتنمية في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية واعتبار تأمين الإمداد بالكهرباء مسألة أمن قومي .
وأشار إلى الرؤية المستقبلية لقطاع الكهرباء المصري والتي ترتكز على التحول التدريجي للشبكة الحالية من شبكة نمطية إلى شبكة ذكية تساعد على استيعاب القدرات الكبيرة المولدة.
* محددات فنية وتشريعية تحكم المحطات *
وفي ذات السياق أوضح د. أحمد مهينة وكيل أول وزارة الكهرباء للبحوث والتخطيط والتعاون الدولي أن الطاقة الجديدة والمتجددة أصبحت هي المستقبل وليس هناك شك أنها ستشكل العديد من المشروعات الكبرى في مصر والعالم،وأن مصر أصبحت لاعب أساسي في مجال الطاقة المتجددة إقليميا ودوليا.
وأضاف أنه حدثت في مصر طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية في هذا المجال، فنجد انه من 2008 ل 2014 قابلنا مشكلة في الكهرباء نتيجة نقص امدادات الغاز والعجز كان 25 % من احتياجانا للطاقه، ولكن استطعنا في 2017 نتجة جهود الدله أن يصبح لدينا فائض في الكهرباء
وتابع أن جميع مشروعات التنمية الان داخل في مصر تحتاج الى الكهرباء، وقد بدانا نتعاطى مع المفهوم العالمي للطاقة والتوجه العالمي وبدانا في 1987حيث تم انشاء هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة ولكن للأسف حتى 2014 كانت تنمو ببطء بسبب بعض التحديات الكثيرة وتمكنت من انتاج حوالي 540 ميجاوات فقط من طاقة الرياح ومحطة توليد الطاقة الشمسية لإنتاج لطاقة كهربائية، ومن 2014 حصلت طفرة كبيرة في الطاقة المتجددة وذلك بسبب تمهيد البيئة التشريعية وللسماح لهيئة الطاقة التعاون مع شركات القطاع الخاص وجذب الاستثمار الدولي والمحلية بالإضافة إلى اصدار العديد من الحوافز للقطاع الخاص وتم تحديد مساحات 7 الاف متر مربع لمشروعات طاقة الرياح لتنتج بإجمالي 90 جبجاوات.
وأشار إلى أنه من اهم مشروعات التي تمت في مصر في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة هو مشروع هو بنبان للطاقة الشمسية وهو أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم، والذي تم إنشاؤه بالشراكة مع القطاع الخاص والخبرات الدولية المتخصصة، كما يعد أحد أهم مشاريع البنية التحتية في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، وقد فاز المشروع رقم واحد في مشروعات البنك الدولي وجائزة جامعة الدول العربية.
وأكد مهينة أنه مع التوجه العالمي لهذا المجال فإن هناك الكثير من مؤسسات التمويل الدولية بدأت في الإحجام عن تمويل أي مشروعات تعمل بالطاقة الإحفورية ولذلك أصبحت الطاقة الجديدة واقع لابد منه من اجل مستقبل أفضل للعالم كله من الناحية الاقتصادية والبيئية والصحية خاصة مع التوجة لخفض الانبعاثات.
واستطرد أن هناك محددات فنية وتشريعية تحكم المحطات حيث ان تواجد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يعتمد على وجود الشمس والرياح ، وهذا يحتاج تواجد شبكة كهربائية قوية جدا لضمان عدم وجود تذبذب في أداء الشبكة لدخولها عند وقوف المحطات الأخرى، والعالم الان متجه لحل هذه المشاكل ولذلك هناك نمو غير مسبوق للشبكات الذكية مع العمل على تخزين هذه الطاقة وهناك تطور كبير في هذا المجال في العالم كله، وذلك من خلال بطاريات تخزين هذه الطاقة وكانت المشكلة في العمر الافتراضي لتك البطاريات وكذلك قدرتها التخزينية ولكن الان ومع الوقت اصبح هناك بطاريات تصل ل100 ميجا ، وقامت شركة تسلا مؤخرا بمفاوضات مع الحكومة لعرض بطارية جديدة لتخزين الطاقة يصل عمرها ل20 عام وهو ما يقارب عمر محطة الطاقة الشمسية، حيث أنه في الماضي تكلفة التخزين كانت 5 اضعاف تكلفة توليد الطاقة نفسها والان مع هذه البطاريات أصبحت 1.25 فقط
وتعمل مصر أيضاً بقوة في ملف الهيدروجين الأخضر وتوليد الطاقة من الهيدروجين، وكثير من دول العالم الان في مرحلة الهيدروجين الرمادي وهي توليد الطاقة من الهيدروجين ولكن مع وجود انبعاثات كربونية ضارة ثم التحول الى الهيدروجين الأزرق وهي تولد انبعاثات ولكن يتم جمعها والاستفادة منها في مشروعات أخرى وصولا في النهاية الوصول لاستراتيجية الدولة في توليد الطاقة من الهيدروجين الأخضر
وتسعي أوروبا مع عام 2035 للوصول الى 20% من الطاقة هيدروجين أخضر ونحن في مصر نعمل وفق مسارين اساسين الأولى الإنتاج والاستخدام والتخزين والمسار الثاني إقامة مشروعات ريادية مع الشركات الدولية.
ومن المشروعات الكبرى التي تعمل الدولة بقوة لإدخال الطاقة المتجددة بها السيارات الكهربائية وتعميمها وهناك العديد من دول العالم أعلنت ان جميع سياراتها مع عام 2030 او 2050 ستعمل بالطاقة الكهربائية، وكذلك مشروعات تحلية المياه التي تساهم الكهرباء المتجددة فية وبشدة مثل مشروع بنبان في اسوان.
*تحديات يوجهها العالم في الكهرباء *
قال أحمد مدكور نائب رئيس قطاع الصناعة بشنايدر إلكتريك مصر والمشرق العربي إن هناك العديد من التحديات التي يواجها العالم حاليا في مجال الاستدامة ومنها تغير المناخ وتتركز الحلول كما يظهر من خلال التحول الرقمي وتوظيف الطاقة البديلة او الطاقة المتعددة، وتعتمد شنايدر في استراتيجيتها على الاستدامة وحرصت على أن يكون مبناها في مصر وفق اعلى معايير الاستدامة وحاصل على شهادة بهذا المجال.
كما أشاد مدكور بتوجهات وخطط الدولة الحالية في مجال الاستدامة واستخدامات الطاقة المتجددة في المشروعات الكبرى مثل مشروعات المياه، الذي يعتبر قطاع مستهلكًا رئيسيًا للطاقة، مضيفاً أن العالم كله حاليًا يتجه نحو مصادر الطاقة المتجددة كبديل مستدام بيئيًا وصديقًا للمناخ لتوليد الطاقة. ومستقبل أخضر.
* الطاقة والتنمية*
قال المهندس صابر عثمان خبير تغير المناخ والتنمية المستدامة بأن الطاقة هي روح التنمية في العصر الحديث ونظرا لأنها الأساس في التنمية، فقد تسببت الانبعاثات من الوقود في خلل وتغير المناخ و70% من الانبعاثات الكربونية تصدر من قطاع الطاقة ولذلك كان هناك أهمية كبيرة لتغير نمط التنمية من خلال تغيير اليات الطاقة من طاقة تعتمد على الوقود الاحفوري الى طاقة متجددة.
وفي إطار اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ تستضيف مصر اجتماعها في نوفمبر القادم cop27 ، وتأتي هذه الندوة اليوم كجزء من التوجه العام ولعمل حوار مع القطاع الخاص والحكومة فيما يخص التوجه نحو الطاقة المتجددة
* لوائح تنظيم الطاقه المتجدده *
من جانبه طالب المهندس حاتم توفيق الرئيس التنفيذي لشركة كايرو سولار الحكومة بدعم شركات الطاقة من خلال تعديل بعض اللوائح التنظيمية لدعم شركات الطاقة المتجددة المحلية، وأن الشركات تريد أيضا زيادة الحصص الأخيرة إلى 5% للسماح لكل واحدة من شركات توزيع الكهرباء الثماني في مصر باستخدام الطاقة الشمسية فقط بنسبة 1.5% من إجمالي إمداداتها.
وطالب توفيق بضرورة إعادة النظر في التعريفات والرسوم فيما يخص الطاقة الشمسية ومنها إلغاء رسوم الدمج المقترحة بقيمة 0.10-0.40 جنيه / كيلووات ساعة لأنظمة الطاقة الشمسية الصافية التي أعلن عنها العام الماضي، وذلك لمحطات الطاقة الشمسية الأقل من 500 كيلووات، وتحديد ما ستكون عليه رسوم الدمج لمحطات الطاقة الشمسية التي تزيد عن 500 كيلووات،
وأضاف حاتم توفيق أن الطاقة الشمسية لم تعد من الأمور المترفة لكنها باتت ضرورة اقتصادية في ظل غلاء الطاقة التقليدية مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أنواع للطاقة الشمسية في مصر، والتي يمكنها أن توفر لك ما يصل إلى 100% من فاتورة استهلاك الكهرباء. ويوفر تركيب اللوحات الشمسية في المنزل من 20-25% من تكاليف الكهرباء الإجمالية. وفي أماكن مثل المزارع يمكن توفير من 30- 45% من تكاليف الكهرباء ويمكن للمنشآت متوسطة الاستهلاك مثل المصانع والمدارس وغيرها توفير 20-30% من تكاليف الكهرباء بتركيب الألواح الشمسية.
وأكد أن مصر تمتلك فرصة كبيرة للغاية لتكون من أكبر دول المنطقة فى الطاقة المتجددة، نظرا لعدة عوامل أبرزها نسبة سطوع الشمس والمساحات الشاسعة فى الصحراء وغيرها، بالإضافة إلى جاذبية السوق المصرية بما يخدم مخطط .الدولة للتحول إلى مركز إقليمى لنقل .
ومن جانبه صرح محمد النجار الرئيس التنفيذي لشركة راية أوتو أن الشركة تعد من أحدث شركات راية القابضة باستثمارات 200 مليون جنية وكان الهدف من انشاءها اتاحة سيارات كهربائية في السوق المصري مع التوجه العالمي لهذا المجال
وأضاف النجار بدأنا في عام 2019 من خلال عربيات الجولف والسكوتر وبدأنا العام الماضي مرحلة مفاوضات مع شركات كبرى في الصين ودول أوروبا للدخول في شراكات خاصة بالسيارات الكهربائية واتاحتها قريبا في السوق المصري، ونحن حاليا في مرحلة المفاوضات الأخيرة مع 2 من الشركاء الأنسب للسوق المصري، ومن المتوقع هذا العام ان يتم الاتفاق النهائي وتوقيع العقود مع تلك الشركات.
* خطة لزيادة مشاركة الطاقات المتجددة لـ 10 آلاف عام 2023*
وأشار الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة ، إلى التحدياتِ الكبيرةِ التي واجهتها مصر في توفير الطاقةِ للسوق المحلى خلال مرحلةٍ سابقة ، والجهود التى يبذلها قطاع الكهرباء المصري لتأمين واستدامة الامداد بالطاقة الكهربائية للوفاء بمتطلبات التنمية.
وأكد علي الإهتمام الذى يوليه القطاع للطاقات المتجددة من خلال خطة طموحة لزيادة نسبة مشاركة الطاقات المتجددة لتصل إلى حوالى 10 آلاف ميجاوات فى عام 2023.
كما اشار إلى الجهود التى يقوم بها قطاع الكهرباء ليعمل على تحسين وتطوير كافة الخدمات بقطاع الكهرباء من إنتاج ونقل وتوزيع .
* الربط الكهربائى *
وتابع شاكر أن مصر تشارك مصر بفاعلية في جميع مشروعات الربط الكهربائي الإقليمية حيث ترتبط مصر كهربائياً مع دول الجوار شرقاً (مع الأردن) ويتم حالياً إعداد دراسات لزيادة قدرة الربط الحالية ، والربط وغرباً (مع ليبيا)، وجنوباً (مع السودان) ويجرى حالياً العمل على زيادة القدرة المنقولة بين مصر والسودان من القدرة الحالية 80 ميجاوات إلى 300 ميجاوات، وجارى استكمال الخطوات النهائية لمشروعات الربط مع السعودية ويجرى العمل حاليا على دراسة رفع قدرات الربط الكهربائي مع دول المشرق والمغرب العربي وجارى حالياً الانتهاء من دراسة الربط الكهربائي مع العراق عن طريق الأردن.
كما أكد على الاهتمام الذى يوليه قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة لمشروعات الربط الكهربائي حتى تصبح مصر مركز إقليمي لتبادل الطاقة مع أوروبا والدول العربية والأفريقية حيث تم توقيع مذكرات تفاهم مع كل من قبرص واليونان في هذا الشأن ويجرى التنسيق مع كافة الاطراف المعنية لتسريع الخطوات التنفيذية لهذا المشروع الهام
* الهيدروجين الأخضر *
وأكد شاكر أن الهيدروجين الأخضر يحظى أيضًا باهتمام كبير باعتباره مصدرًا واعدًا للطاقة فى المستقبل القريب، حيث تعمل حالياً لجنة وزارية على المستوى الوطني لدراسة الهيدروجين كمصدر للطاقة في المستقبل القريب في مصر والبحث في جميع البدائل الممكنة لتوليد واستخدام الهيدروجين مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية في هذا المجال.