رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

يحدث في الصعيد.. مشروع «ابنتي الغالية» تجربة عملية لقبول الآخر يجمع فاطمة ودميانة.. أصرت على عدم إتمام زفافها إلا بعد انتهاء دراسة صديقتها

فاطمة ودميانة
فاطمة ودميانة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فاطمة شابة جامعية فى إحدى قرى صعيد مصر، ودميانة فتاة فى المرحلة الابتدائية تسكن فى نفس قرية فاطمة. لم تتعرض أى منهما لخبرة التعامل عن قرب من أقرانهم المختلفين فى العقيدة. فكلًا منهما منعزل مع أقرانه من نفس مجموعته وكل ما يعرفونه عن بعضهم هو مجموعة من القصص والمواقف السلبية التى تتردد عن ديانة الآخر. إلى أن سمعت فاطمة عن إعلان الجمعية المحلية بقريتها لطلب فتيات جامعيات ليقمن بدور «الأخت الكبرى» لمساعدة بعض فتيات المرحلة الابتدائية «الأخت الصغرى» فى الاستذكار ورفع تحصيلهم الدراسى وهذا كان سبب التقاء فاطمة بدميانة.

عندما علمت كل من فاطمة ودميانة أنه تم اختيارهما لتكونا سويًا كأخت كبرى وكأخت صغرى فى مشوار تطوير التحصيل الدراسى لدميانة،شعرت كل منهما بعدم الراحة نظرًا لاختلاف ديانتهما. فلم يسبق لفاطمة أن تعاملت مع مسيحيين واعتادت أن تسمع تفضيل تجنب التعامل معهم. ومن الجهة الأخرى كانت دائمًا دميانة تتلقى تعليمات من أسرتها بعدمالاختلاط مع زميلاتها من المسلمات. فكيف لهما أن تصبحا أختينمرافقتين لبعضهما البعض؟!! لذلك طلبت كل منهما من إدارة الجمعية أن يتم توفيقهما مع شابات أو فتيات من نفس الديانة، ولكن شجعت إدارة الجمعية كلًا من فاطمة ودميانة أن تستمرا مع بعضهما لفترة ٣ شهورإلى أن تتم إعادة تقييم الوضع على شرط.. أن تتعامل كل منهما معالأخرى بمنطق وطبيعة الأخت، فهما أخت كبرى وأخت صغرى فىمشروع ابنتى الغالية.

وجدت فاطمة ودميانة أنهما أمام أمر واقع ولابد أن تتعاملا مع الأمر بحذروحرص حتى تتعرف كل منهما على الأخرى. استمر ذلك لمدة ثلاثة شهور،كانت فاطمة تتقابل مع دميانة مرتين فى الأسبوع لمدة ساعتين وتشتركًانمعا فى أنشطة اجتماعية وترفيهية ساعدتهما على التقرب لبعضهمابالتدريج وإزالة الحاجز النفسى.

بعد ثلاثة أشهر التقت إدارة الجمعية مع فاطمة ودميانة تسأل كلًا منهماعلى حدة عما إذا ما زالت كل أخت ترغب فى تغيير أختها، ولكن تفاجأت الإدارة بالردود. فعبرت دميانة بطريقتها البسيطة «هو فى حد بيغيراخواته؟ أنا حبيت أختى فاطمة وعايزة أكمل معاها». وعند سؤال فاطمة أجابت «أنا مبهورة بتطور وتغيير دميانة للأفضل فى الدراسة وسلوكها أصبح  أهدى عن الأول.. وأكتر حاجة أثرت فى هو حبها ليّ.. أنا عايزاها معايا». اندهشت إدارة الجمعية من الردود لأنها كانت غير متوقعة بسبب معرفتهم بالعادات والأعراف المجتمعية السائدة فى قريتهما ولكنهما استحسنتا الوضع وعندما أخبرتا المدير المشرف عن الأمر قالت مديرةالجمعية «لما دميانة تروح تقول لأمها أختى فاطمة ذاكرت ليّ النهاردةولاعبتنى.. دى حاجة ماكناش نصدقها لولا إننا شوفناها بعنيناوعشناها».

استمرت علاقة فاطمة كأخت كبرى لدميانة لمدة عامين على التوالى اشتركتا فيهما مع باقى الأخوات فى العديد من الأنشطة التعليميةوالاجتماعية والترفيهية. كما احتفلتا سويًا بالمناسبات الدينية المتميزة مثل الاحتفال بصيام شهر رمضان، وعيد الاضحى والمولد النبوى وعيد الميلادوعيد القيامة. صنعتا سويًا فوانيس رمضان ولعبتا بالسعف وصنعتاأشجار الكريسماس وارتديتا شكل بابا نويل.

فى العام الثانى من المشروع كان وقت القيام برحلات لزيارة الأماكن الدينية والسياحية للتعرف على التاريخ المصرى لمنطقة فاطمة ودميانة فأعلنت الجمعية عن زيارة دير السيدة العذراء الأثرى فى المنطقة. أرادتفاطمة الاشتراك فى الرحلة لأنها يجب أن ترافق دميانة، ولكنها خشيت ألايوافق والدها على ذلك ولكنها اتخذت القرار بإخباره والاستئذان منه. اندهشت فاطمة لردة فعل والدها وأخبرت مديرة الجمعية «أنا ماكنتش مصدقة اللى بسمعه من أبويا، قال لى على اللى شوفته عليكى بعد مااشتركت معاهم فى المشروع يخلينى أوافق وأنا متطمن». رافقتا كل منفاطمة ودميانة بعضهما فى الرحلة وزارتا مع الأخريات دير السيدةالعذراء وأحد المساجد الكبيرة واستمتعتا بزيارة الأماكن الأثرية فىمنطقتهما.

بعد مدة من اشتراكها فى المشروع، تمت خطبة فاطمة ولكنها حرصت على ألا يتم الزفاف إلا بعد انتهاء السنة الدراسية لدميانة وانتهاءالمشروع حتى تتأكد أن دميانة أنهت العام الدراسى بتفوق. وقد كان لها ما طلبت. وبعد أن أنهت دميانة العام الدراسى استعدت فاطمة للعُرس ودعت أسرة دميانة للاحتفال كما دعت القس رئيس الجمعية التىاستضافت المشروع لمدة عامين. وعند دخول القس قاعة المناسبات،استقبله والد فاطمة بحفاوة وقال له «شرفتنا يا أبونا.. البت كانت هتزعل لو حضرتك ماجتش» كما صاحبه إلى مقعد العروسين لتحية فاطمة وزوجها، وأثناء ذلك كان هناك أحد الأطفال الذى ينظر إلى القس ببعض الخوف ولكن لاحظت والدته ذلك فأسرعت إليه بقولها «ماتخافش ياحبيبى، ده أبونا جاى يبارك للعروسة تعالى نسلم عليه وناخد بركة».

بدأت القصة بمقاومة الرفض وتشجيع التعرف على المجهول، فكما قالسقراط قبلًا «الخير الوحيد هو العلم، والشر الوحيد هو الجهل». لذلك،نجتهد فى مشروع ابنتى الغالية أن نوفر المساحة الآمنة التى تمنحالفتيات الحرية للتعبير عن أنفسهن والتعرف والانفتاح على الآخر فىأنشطة تظهر الجانب الإنسانى لكل منهما وتمنحهما الفرصة لقراءةالآخر بشكل صحيح.

لم تواجه مصر يومًا مشكلة فى التعددية والاختلاف أو قبول الآخر علىمر العصور. ولكن غياب الوعى بشكل عام وغياب الوعى بالآخر وعدمالانفتاح عليه مشكلة حقيقية تهدد العالم. ولكن مصر دائمًا وأبدًا قويةوقادرة على تخطى الصعب بإرادة كافة مؤسساتها وشعبها. وتاريخهايشهد لها بريادتها فى السلام والتآخى. لذا، فإننا نهتم فى هيئة كوبتكأورفانز أن نكرس مشروعاتنا من أجل خدمة العلم. العلم بأهمية التعليم،العلم بقيمة الإنسان، العلم بقيمة التعايش السلمى واحترام الآخر وقبولالاختلاف. لذا، نحرص أن يشترك الشباب فى أنشطة تعزز التفاهمالمتبادل والانسجام والتعاون بين الناس، وتشجع على نشر قيم التسامحواحترام التنوع والاختلاف.

كوبتك أورفانز هيئة تنموية مسيحية دولية حائزة على العديد من الجوائزالتقديرية هدفها إطلاق العنان للإمكانات التى وهبها الله للأطفال المهمشين فى مصر، وإعدادهم لكسر حلقة الفقر لكى يصبحوا صناع التغيير فى مجتمعاتهم. تعمل كوبتك أورفانز من خلال شركاء ومجموعة من المتطوعين لتعزيز المجتمعات المحلية من أجل إحداث تأثيرمستدام. منذ عام ١٩٨٨، غيرت كوبتك أورفانز حياة أكثر من ٦٥٠٠٠طفل فى مصر. يوجد المكتب الرئيسى لكوبتك أورفانز فى العاصمةالأمريكية واشنطن، كما توسعت الهيئة بتأسيس مكاتب فى مصر،وأستراليا، وكندا والمملكة المتحدة.

96B738CB-C5BD-4370-BC48-D68CC1F3CDEC
96B738CB-C5BD-4370-BC48-D68CC1F3CDEC
A96C3600-D55B-43D6-8C9D-43A265A68628
A96C3600-D55B-43D6-8C9D-43A265A68628
D6E55A0B-1D92-4960-8D21-A42C8ACF2952
D6E55A0B-1D92-4960-8D21-A42C8ACF2952
EDF3C175-2896-465A-BCC6-56A61B84CD2B
EDF3C175-2896-465A-BCC6-56A61B84CD2B