صرخات تدمي القلوب أطلقتها الطفلة "ملك م" التي لم تبلغ عامها الثاني مستغيثة وحيدة داخل شقة سكنية كائنة بدائرة قسم شرطة ثان طنطا بمحافظة الغربية، حتي فاضت روحها البريئة إلي خالقها، تاركة تلك الأم القاسية "ياسمين ن" التي اعتادت علي تركها وحيده داخل الشقة للبحث عن "جلسة الكيف" المعتادة والتي باتت همها للهروب من مشاكل الحياة، آهات وصراخات اعتاد على سماعها الجيران منذ شهور مضت، حينما انتزعت الرحمة من قلب الأم لتترك صغيرتها في كل صباح والخروج لتعاطي المواد المخدرة بعد إدمانها، وتظل الطفلة وحيدة على فراشها تنتظر عودة الأم حتى تطعمها وتهدأ أمعائها وتبتل عروقها لتدخل في النوم العميق بعد يوم شاق من المعاناة والصراع مع الجوع.
حاول الجيران مراراً وتكراراً منع الأم من ترك الطفلة وحيدة داخل الشقة وأخبروها بالبكاء المستمر والصراخ الذي يسمعوه من الطفلة ولكن هيهأت أن تتوقف عن فعلتها فقد وقعت تحت براثن تلك المواد المخدرة وقادتها إلي السير بدون عقل، لتعود في يوم وتجد الشرطة في انتظارها وتكبل يدها بالكلابشات ووبالعرض علي النيابة العامة والتي أمرت باحالتها إلي المحاكمة الجنائية والتي قضت بإعدامها.
تعود تفاصيل تلك المأساة إلي 27 فبراير من العام المنقضي عندما وردت إشارة إلي ضباط مباحث قسم شرطة ثان طنطا بمديرية أمن الغربية من غرفة عمليات النجدة تفيد بتلقيها بلاغاً من الأهالي يفيد بوجود طفلة داخل شقة سكنية كائنة بدائرة القسم، بمفردها واطلاقها صراخ مستمر ثم توقف هذا الصراخ، وعلي الفور إنتقلت الأجهزة الأمنية وتم فتح الباب ليتم العثور علي جثة الطفلة "ملك م" التي لم تكمل عامها الثاني بمفردها، لفظت أنفاسها الأخيرة جوعاً وعطشاً، وكشفت تحريات الأجهزة الأمنية أن والدة الطفلة اعتادت علي تركها وحيدة لساعات طويلة دون تقديم طعام أو شراب وكذا تبين من التحريات أن المتهمة تتعاطي المواد المخدرة وتذهب يومياً لتعاطي تلك السموم وتترك الطفلة حتي سلبت منها حياتها وأزهقت روحها باهمالها، ونجحت القوات في ضبط المتهمة وبحوزتها مواد مخدرة، وتم اتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وبالعرض علي النيابة العامة والتي أمرت بحبس المتهمة واحالتها إلي محكمة الجنايات، وقضت الدائرة الخامسة بمحكمة جنايات طنطا في حكمها الصادر أمس الأول برئاسة المستشار نبيل محمد ربيع، بمعاقبة المتهمة "ياسمين ن" بالإعدام شنقاً لتسببها في قتل رضيعتها "ملك م" بعدما تركتها في مكان منعنزل دون طعام أو شراب وحرمانها من وسائل الحياة وتركتها بمفردها فترة طويلة مما تسبب في وفاتها جوعاً وعطشاً وعدم الرضاعة، واحالة أوراق القضية إلي فضيلة المفتي لأخذ رايه الشرعي في تنفيذ حكم القصاص من المتهمة، كما عاقبت المتهمة ذاتها بالسجن 10 سنوات وغرامة مالية 10 الاف جنية عن تهمة تعاطي المواد المخدرة.