دعت المنظمة العربية للسياحة، برئاسة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، العالم العربي للاحتفال بيوم السياحة العربي الذي يتوافق مع مولد الرحالة العربى ابن بطوطة بتاريخ 25 فبراير، وذلك تحت شعار "نحو سياحة رقمية مستدامة".
وأوضحت المنظمة، في بيان لها اليوم، أن ما تعرضت له صناعة السياحة على مستوى العالم من تداعيات وخسائر جراء جائحة كورونا لن توقف جهود القائمين على هذه الصناعة الكبرى لإيجاد حلول متطورة وتكنولوجية تتناسب مع الواقع الذى فرض عليها تمكنها من التعافي سريعًا لمواجهة التحديات والمنافسات مع الأسواق العالمية بناءً على جودة الخدمات المقدمة ومدى تطورها هادفة من ذلك زيادة الوعي حول أهمية صناعة السياحة وما تحققه من مردود اقتصادي واجتماعي وثقافي عربيا وعالميًا.
وأكدت المنظمة أنه فى المستقبل القريب ستنتقل كافة خدماتها من نظام تقليدي إلى نظام رقمي قائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة مجالات العمل السياحي مما يدعو لأهمية وضع استراتيجية للتحول الرقمي ونشر ثقافته إقليميا مع تصميم البرامج السياحية الرقمية وإدارة وتمويل التحول الرقمي مع تنمية وتطوير وتدريب المتطلبات البشرية والتقنية والأمنية والتشريعية.
وأضافت أن صناعة السياحة بالمستقبل القريب لن تقيم فقط بالكم وأعداد السائحين بل ستقيم بالكيف حول ماقدم لهم من خدمات ومدى جودتها وتطورها تكنولوجيا عبر خدمات غير لمسية بداية من وصول السائح إلى بلد المضيف حتى استكمال كافة برامجه السياحية ومغادرته مما يستدعى تضافر جهود القطاعين الحكومي بدءا من ميناء الدخول والجمارك عبر توحيد البيانات البيومترية للمسافر وربطها عبر جواز سفره مع تذكرته وعلى المستوى الخاص من خلال الخدمات المقدمة عبر المقاصد والمنشآت السياحية سواء بالفنادق والمطاعم ووسائل الانتقال وكافة الخدمات التي يسعى السائح لاستخدامها أثناء رحلته.
وأكدت المنظمة أن التحول الرقمى أصبح هدف يجب أن يسعى إلى تحقيقه العالم العربي ليكون بمصاف الدول المتقدمة بهذه الصناعة الكبرى ليحظى بما يستحقه من خلال عودة للسياحة الآمنة سواء من الأسواق العربية أو الدولية.
وأشارت إلى آخر إحصائيات المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس والذى توقع أن يساهم التحول الرقمي في الطيران والسفر والسياحة إلى توليد قيمة مضافة لقطاع السياحة قد تصل إلى 305 مليارات دولار خلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2025م) ونقل ما قيمته 100 مليار دولار أميركي من القطاعات التقليدية إلى منافسين جدد، وتوليد فوائد غير مباشرة بقيمة 700 مليار دولار من خلال التقليل من الأثر البيئي وتعزيز السلامة والأمن والتوفير في التكاليف والوقت.
كما وأنه من المتوقع أن يشهد قطاع السياحة انتقالا انتقائيا للوظائف الحالية ويقابله تدريجيا خلق فرص عمل جديده تعتمد على مهارات العصر الرقمي الجديد داخل وخارج منظومة السفر سواء على المستوى الحكومي ممثلا بالوزارات أو على مستوى القطاع الخاص ممثلا بالمستثمرين أو العاملين فى هذه الصناعة الكبرى حيث إنه من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على تكنولوجيا المعلومات في ما يخص التحول الرقمي وحده إلى 7.5 تريليون دولار خلال الفترة القادمة.
وانطلاقاً من الأهداف الاستراتيجية للمنظمة والتى تتعلق بتعظيم العوائد الاقتصادية للسياحة من خلال تشجيع الأيدي العاملة المحلية في إشغال الوظائف المتاحة في قطاع السياحة، وبالهدف الثاني الذى يتعلق بتفعيل مشاركة المجتمعات المحلية ودمجها في عملية التنمية السياحية كشريك استراتيجي من خلال التوعية والتحفيز والتشجيع للانخراط بوظائف هذه الصناعة الكبرى بالإضافة للهدف الثالث الذى يتعلق باعتماد قطاع السياحة كأداة فاعلة لتحسين دخل المواطن للحد من الفقر والبطالة ، وايمانا من المنظمة بأن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية لتطور صناعة السياحة بعالمنا العربي فقد سعت لزيادة فرص التدريب والتأهيل للعاملين بصناعة السياحة والسفر على مستوى القطاعين الحكومى والخاص فى كافة مجالاته من خلال التحول الرقمي، وأطلقت فى بداية العام 2022 م المرحلة الاولى لبرنامج منحة جوجل العالمية للتميز الوظيفى والذى يستهدف أكثر من 20 ألف متدرب بمنحة مجانية كاملة مع الحصول على شهادات دولية تمكنهم ليكونوا قادة لهذه الصناعة مستقبلا من خلال الاهتمام بالابتكار والتجديد وإدخال التقنيات التكنولوجية الحديثة على الخدمات والمنتجات السياحية ومن أهمها المنصات الرقمية التي تعرف بالاقتصاد التشاركي لاعتماد تكنولوجيا التحول الرقمي في قطاع السياحة مما يجعل رقمنة السياحة وترويجها أكثر سرعة وسهولة وفاعلية مؤكدة بأنها ماضية فى تحقيق رؤيتها واهدافها الاستراتيجية فى تنمية وتطوير العاملين بهذا القطاع الهام إيمانا منها بأهمية التحول الرقمي في صناعة السياحة وأنه أصبح ضرورة ماسة لاستدامة هذه الصناعة الكبرى وتعزيز منافستها اقليميا ودوليا.