تستيقظ يوميًا في الرابعة فجرًا، لتجهز أشياءه لتنطلق في رحلتها اليومية، من مركز الوسطى بمحافظة بني سويف قاصده حي بولاق الدكرور في محافظة الجيزة، لتباشر عملها في بيع الثوم والمِش، من أجل أن توفر أموالًا تستطيع أن تحقق حياة كريمة من خلالها لأولادها بعدما تركها زوجها تعاني الأمرين، وتزوج عليها.
سمر على محمد البالغة من العمر 45 عامًا، تفترش جانبًا من الطريق أعلى كوبري الخشب في منطقة بولاق بالجيزة، تبيع أشياء عدة من أجل أن تجمع مالًا تعيش من خلاله، من الثالثة بعد منتصف الليل تستيقظ السيدة الأربعينية من أجل أن تشتري متطلباتها التي تبيعها، ثم تستقل القطار متجهة إلى الجيزة حتى تبدأ عملها اليومي.
"يوم حلو على يوم وحش وأهي ماشية".. هكذا تعبر السيدة الأربعينية عن حياتها ورضاها بما قسم لها، إذ أنها تعول 4 بنات وولد، وذلك بعدما تركها زوجها وتزوج عليها، ويعيش في صفط اللبن: "أنا بصرف على عيالي من الحاجات اللي ببعها دي، وبجيب قرضات وعليا فلوس للناس".
وتقول السيدة: "عليا قرض 15 ألف جبته أشتغل بيه وخسرت، وبشتري البضاعة دي شكك من الناس، لحد ما أبيع وبعدين أسدد، ويوميًا باجي من الوسطى لحد هنا، وجوزي مبيسألش عليا حتى ولا العيال، وكلهم في المدارس من الثانوي لحد الابتدائي".
وتضيف سمر: "نفسي في ستر ربنا عايزة أربي عيالي وخلاص مش عايزة حاجة تاني، أنا اتنصب عليا 2200 جنيه ومش عارفة راحت فين ولا عارفة أسد حاجة، وبمشي الدنيا وخلاص.. عيشة تلزق، وبداين بجيب فلوس من هنا وأحط هنا وخلاص، ولكن نفسي أسد اللي عليا".
