الطيور والحيوانات وكل الكائنات الحية على الأرض من صنع الخالق، وطلبنا الله سبحانه وتعالى بالتعامل بالرحمة مع الحيوانات إلا البعض من الذي يؤي ويقتل الإنسان، وهناك طائر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله أينما وجد وهو "الحدأة" حيث أجاز بقتل الحيوانات التي تسبب الأذى في أي وقت دون استثناء.
وعن السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور”، وعن سعيد بن المسيب عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم الحية والغراب الأبقع والفأرة والكلب العقور والحدأة ) وقيل أن الكلب العقور يقصد به الأسد والنمر والذئب وفي أراء أخرى بأنه الكلب العادي إذا ما عقر أحد اذا لحق بك منه الأذى كالكلاب الضالة التي تلحق بك الضرر ولا يجوز قتل الغير مؤذ منها.
ويجوز قتل ما قد يؤذيك لقول المالكية استنادا لقول “النبي” وقد سئل عن حشرات الأرض قد تؤذي أحدا فقال (ما يؤذيك فلك أذايته قبل أن يؤذيك) ومنها البعوض والبرعوث وقد ذهب المالكية والحنفية لجواز قتل الحشرات المؤذية وليس من أجل العبث، أما تعذيب الحيوانات قد يكون سببا في دخولك النار فقالت دار الإفتاء المصرية: “ان الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن تعذيب الحيوانات وسوء معاملتها ومنع الطعام والشراب عنها سبب لدخول النار”، واستشهد الإفتاء بقول رسول الله: "عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار، لا هى أطعمتها ولا سقتها بل حبستها ولاهى تركتها تأكل من خشاش الأرض) متفق عليه.
والطائر الذي حذرنا منه النبي وأمرنا بقتله هي الحدأة التي تعد من الطيور الجارحة التى تعيش في المناطق الدافئة ودائما ما تعيش فوق البنايات والأشجار المرتفعة وتتميز بالنظر الثاقب والحاد الذي يمكنها من تحديد أهدافها من مسافات بعيدة ومن ثم الانقضاض عليها وتتغذى على الفئران والحيوانات والطيور الصغيرة، والسبب في أمر النبي محمد بقتل الحدأة في الحديث الصحيح “خمس من الدواب كلهن فاسق يقتلن في الحرم الغراب والحدأة والعقرب والفأرة والكلب العقور”.
والسبب في القتل أن طائر الحدأة طائر شرير وضار ويتعمد نشر الأذى، وتأكيدا لذلك فقد وجد باحثون استراليين أن الطائر يتعمد اشعال الحرائق في الغابات بطريقة احترافية حيث تستخدم الحدأة منقاره ومخالبه في توسيع الرقعة المحترقة مع زملائه عن طريق نشر عيدان الخشب أو الأغصان المشتعلة والقائها في حقول القش ليسهل على نفسه إيجاد فرائسه واصطيادها ولذلك لقب بالفاسق وقد تسبب الطائر في حرق مدن استرالية بأكملها.
كما أن هذا الطائر لقب بالسارق لأنه شوهد يسرق أسماك الصياد من الشباك ولها أسم علمي خاص بها وهو منتهزة الفرص ومنها الحدأة الحمراء والسوداء، ووصفته وكلات الانباء بالئيم وسارق ارزاق الاخرين.