لم تقتصر عظمة المصريون القدماء على تحنيط الملوك والأشخاص فقط، حيث قاموا بتحنيط بعض الحيوانات والتي وجدت في المقابل بحالة جيدة للغاية، ومنها مومياء لكلب صيد مصري عثر عليه بمقبرة ملكية بوادي الملوك، كان في مقبرة الملك رمسيس الثالث.
وقدر علماء الأثار أن عمر الكلب يتخطى أكتر من 3100 سنة، وأن حالة المومياء تدل على أن تم تحنيطه بشكل متقن، حيث تم لفه بلفائف كتانية محكمة جدا ساعدت فاحتفاظه بحالته المذهلة لوقتنا الحالي، ومن العادي في مقابر المصريين القدماء التي تم اكتشافها أن تكون المقبرة سواء لملك أو لا أن تحتوي على مومياء لحيوان أليف سواء كلب أو قطة أو قرد، لكن هذا الكلب من الحيوانات القليلة التي أبهرت حالته كل من رأها.
تحنيط الحيوانات عند قدماء المصريين كان له عدة أسباب: أولها تحنيط الحيوانات المدللة التي كانت تُدفن مع أصحابها، والسبب الثاني هو الحيوانات المحنطة التي كانت توضع كاملةً أو مجزأة في المقبرة كرمز لإطعام المتوفى في حياته الأبدية، مضيفةً أن ثالث الأسباب هو الحيوانات المقدسة، والسبب الرابع هو تحنيط الحيوانات المقدمة كنذور.
ووفقًا لخبراء المومياوات، كان المحنط يتخلص من الأحشاء بعد إخراجها من جسد الحيوان، على عكس ما كان يحدث في حالة تحنيط البشر، إذ كانت الأحشاء تحنط أيضًا بعد إخراجها من الجسد لتوضع في أواني خاصة تدعى الأواني الكانوبية (وهي أواني فخارية مخصصة لحفظ أحشاء المتوفى في أثناء عملية التحنيط وتوضع معه في القبر)، وكان الاستثناء من هذه القاعدة أحشاء الطيور التي كانت تعود إلى الجسد بعد تجفيفها، وكانت أحشاء الثور المقدس توضع في أواني كانوبية مثل البشر.
وبعد إخلاء جسد الحيوان من أحشائه كان الجسد يغسل ويجفف في ملح النطرون، وكانت عملية التجفيف تستغرق 40 يومًا، في حين يحتاج إتمام عملية التحنيط إلى 70 يومًا، ويرجح أن هذه المدة كانت تختلف في حالة الحيوانات الأصغر حجمًا، وبعد التجفيف كان الحيوان يدلك بزيوت مختلفة لإعادة الليونة إلى أعضائه، قبل لفه في اللفائف الكتانية وتحضيره للدفن.