تتمتع مصر وجيبوتي بعلاقات تاريخية واستراتيجية متميزة، وتسعي مصر لزيادة تلك العلاقات في الفترة المقبلة حيث عقد اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لقاء مع الرئيس إسماعيل عمر جيله، رئيس جمهورية جيبوتي، الذي يزور القاهرة، حيث عقد الرئيسان في قصر الاتحادية مباحثات قمة لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشهدت العلاقات المصرية الجيبوتية على المستوى الاقتصادي تطورًا، لافتًا منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي ليسجل 48.01 مليون دولار خلال 2018، مقابل 37.99 مليون دولار خلال 2017، وفق تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجاري.
وأوضح التقرير، أن الصادرات المصرية إلى جيبوتي ارتفعت لتسجل 40.88 مليون دولار خلال 2018، مقابل 33.99 مليون دولار خلال 2017.
وأشار التقرير إلى ارتفاع الواردات المصرية من جيبوتي لتسجل 7.13 مليون دولار خلال 2018، مقابل 3.99 مليون دولار خلال 2017.
كما شهدت العلاقات بين مصر وجيبوتي علاقات متميزة على كل المستويات الرسمية والشعبية، وهناك تنسيق وتشاور دائم على مستوى جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي، وقد شهدت العلاقات السياسية بين مصر وجيبوتي تطورًا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما خلال ترأس مصر للاتحاد الإفريقي عام 2019.
وفي هذا السياق قال الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي: “العلاقات المصرية الأفريقية بشكل عام علاقة جيدة والعلاقة بين مصر وجيبوتي بشكل خاص علاقة متميزة على كل المستويات سواء كانت علاقاتى اقتصادية او الشعبية، بفضل التعاون المثمر بيننا وبينهم”.
وأضاف الشافعي في تصريحات خاصة "للبوابة نيوز"، أن الفترة المقبلة ستشهد تعاون أكثر وأكثر بفضل الجهود التي تبذلها الدولة في تلك الملفات مع الدول العربية والافريقية، لذلك طالبنا مرات عديدة بوجود بروتكولات وتعاونات مع تلك الدول لأن ذلك سيصب في مصلحة الاقتصاد المصري وأقتصاد تلك الدول الي جانب أن ذلك التعاون سيوفر العديد من المزايا ما بين فرص عمل وعملة صعبة وغيرهما.
واضاف الدكتور عادل عامر، الخبير الاقتصادي، أن العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر وجيبوتي شهدت تطورات عديدة خلال العشر سنوات الأخيرة وهي فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، موضحًا أن رئاسة مصر مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019 ساعدت بشكل كبير في تطوير تلك العلاقات.
وطالب عامر في تصريحاته لـ "البوابة نيوز"، بوجود سيتسم ونظام جديد بين مصر والدول الافريقية والعربية بأن تكون الصادرات والوردات بيننا وبينهم في تعاون مستمر موضحًا أن تلك الخطوة ستوفر علي مصر ملايين الدولارات خاصة وأن مصر تستورد منتجات من الدول الخارجية بأرقام كبيرة للغاية.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في لقائة بالرئيس الجيبوتي اليوم أهمية تطوير مشروعات التعاون الثنائي بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، مع تذليل كل العقبات في هذا الصدد، لاسيما في قطاعات البنية التحتية والطاقة والصحة والطيران والتعليم والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن زيادة الاستثمارات البينية والارتقاء بمعدلات التبادل التجاري بين البلدين، بما فيها من خلال تعزيز جهود إنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي إلى جانب تكثيف برامج الدعم الفني المقدمة إلى الجانب الجيبوتي، بالإضافة إلى تنويع وتعزيز أطر التعاون المشترك في المجالين العسكري والأمني بين البلدين، وكذا مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
من جانبه؛ أعرب الرئيس الجيبوتي “جيله” عن تطلع بلاده المتبادل لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، خاصةً في الوقت الراهن الذي تشهد فيه منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر تحديات متلاحقة، الأمر الذي يفرض تكثيف التعاون والتنسيق مع مصر وقيادتها على خلفية الثقل المحوري الذي تمثله مصر في المنطقة بأسرها على صعيد صون السلم والأمن، فضلًا عن حرص مصر المستمر على تلبية الاحتياجات التنموية لبلاده، مشيدًا في هذا الصدد بعمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تجمع بين البلدين، وبالمواقف المصرية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي، والتي انعكست على الدعم المصري الكبير لجيبوتي خلال المرحلة الماضية.
كما تطرق اللقاء إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بملفات القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر وكذلك قضية سد النهضة، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيمًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
وفي ختام المباحثات، شهد الرئيسان مراسم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين في مجالات التشاور السياسي، والطاقة والموارد المتجددة، وإنشاء المنطقة اللوجستية المصرية في جيبوتي.