استضافت قاعة ضيف الشرف خلال فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ ٥٣ حفل تأبين الكاتب الصحفى ياسر رزق والذى رحل عن عالمنا منذ أيام قبل أن يحتفى بصدور كتابه “سنوات الخماسين” خلال فعاليات هذه الدورة الحالية بالمعرض.
حضر حفل التأبين الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية والسفير محمد العرابى الكاتب الصحفى أحمد الجمال والدكتور سامى عبد العزيز، والدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وزوجة الكاتب الراحل ياسر رزق الكاتبة الصحفية أمانى درغام، والدكتور أحمد بهى الدين نائب رئيس هيئة الكتاب ولفيف من الإعلاميين أصدقاء الكاتب الكبير ياسر رزق.
فى البداية أكدت الدكتورة إيناس عبد الدايم خلال كلمتها بالاحتفالية أنها ستبدأ على الفور فى ترجمة كتاب سنوات الخماسين للراحل ياسر رزق مبينة إلى أنها تدين بالكثير للكاتب الصحفى ياسر رزق والوقفة الجادة التى وقفها بجوارها خلال فترة توليها رئاسة دار الأوبرا المصرية فى ظل حكم الإخوان.
من جانبه قال السفير محمد العرابى، إنه قد جمعته صداقة قوية بالكاتب الصحفى ياسر رزق استمرت طوال ٢٢ عامًا، شهدت العديد من الاتفاقات والاختلافات ولكنها صداقة قوية، وعن أهم صفاته أوضح السفير العرابى إلى أن ياسر رزق قد تميز بأنه لا يزيد احتكار الحقائق وأنه كان يحث الجميع على القول ومشاركة الآراء مع الآخرين وأن يتم الكشف عن الحقائق لأنه حق للمجتمع أن يعرف.
وأضاف «العرابى»، أنه اختلف مع الراحل حول دور جبهة الإصلاح خلال ثورتى يناير ولكنه استطاع أن يخلد الثورتين فى كتابه من واقع معايشته لهذه الثورتين، وتابع: «من الممكن أن يكون ياسر رزق قد رحل عن هذا العالم ولكنه قد ترك لنا إرثا مهما لابد أن نستكمله وأكثر ما سنفتقده هو مقاله الأسبوعى المهم الذى كان يفتح مجالا للتحاور فى الشأن العام».
فى حين قال الكاتب الصحفى أحمد الجمال: «إننا نناقش اليوم كتاب وثائقى مختلف فنحن أمام وثيقة حية وعمل علمى من طراز رفيع يغنى الباحث عن البحث والتدوير، فهو يغنيه عن التردد على المراكز والدوريات العلمية المختلفة».
وتابع: «الكتاب يشمل سجل وثائقى بامتياز فالأستاذ ياسر رزق كتب ما رآه وما شاهده وعاش فيه، وأنه عمل توفر فيه المادة العلمية الكاملة للباحث تغنيه عن الذهاب والبحث»، لافتًا إلى أن الكاتب ياسر رزق ليس مجرد صحفى فقط وإنما نحن أمام صحفى متفرد ومتمكن وباحث بامتياز كسب ثقة مصادره ثم تجاوز ثقة مصادره وأصبح ياسر مصدر ثقة متجاوزا ذلك ما جعل مصادره تلجأ إليه لأخذ رأيه فى بعض شئونها فى مرحلة مقبلة وهو الأمر الذى لا يتوفر كثيرا فى صحفيى مصر، فنحن أمام قدرة فاذة وهى قدرة التفكير فى خطوة ما وراء الحدث فكان لديه قدرة التنبؤ الحقيقى للأحداث.
كتاب «سنوات الخماسين بين يناير الغضب وثورة الخلاص» هو آخرإصدارات الراحل ياسر رزق يتناول فيه الفترة منذ أحداث يناير ٢٠١١ يناير وحتى يونيو ٢٠١٣ ويعد جزء أول من ثلاثية عن «الجمهورية الثانية»، وقال الكاتب الصحفى ياسر رزق فى مقدمة الكتاب: «قبل أن أبدأ هذه ليست محاولة لكتابة تاريخ، إنما محاولة لقراءة حاضر، علنا نهتدى بها عند مفارق طرق قد تقابلنا فى المستقبل».
ويصاحب الندوة ترجمة إلى لغة الإشارة، فلا يمكنك أن تؤرخ لأحداث ماض قريب، بينما هى تنبض وتتحرك وتتفاعل، أو هى مازالت تدمى وتوجع وتؤثر، لكن يمكنك أن ترصد مجريات أمور تثرى، بعدما تنقصى مسبباتها وتفتش عن جذورها. ليس هذا أوان التاريخ لما جرى فى مصر فى العقد الثانى من الألفية الجديدة، الذى اعتبره. وهذا رأيى ـ أكثر الحقبات صعوبة وتقلبات، وأشدها جزرًا ومدًا فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر. ربما يحين الأوان عندما تكتمل كل مكونات «البازل» المصرى فى ذلك المنعطف غير المسبوق أمام من يتصدى لمسئولية التاريخ.
ثقافة
معرض الكتاب يحتفى بـ«سنوات الخماسين» للراحل ياسر رزق
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق