قال الناقد الأدبي والشاعر شعبان يوسف: إن الأديب يحيى حقى ليس كاتب فكاهه، ولكن كتاباته تُقرأ دائما فهو متجدد وصاحب قراءات متجددة، وتعد جميع أعماله بشكل عام تُكتب على غير مثال ولم يكرر غيره، وتميل أيضا إلى فن البساطة والابتسامة.
وأضاف أن يحيى حقي ابن المدرسة الحديثة في الفن المصري وتأثر بالأدب الروسي، ويعد من أهم ثائرين ثورة 1919، وخلال عمله في النيابة اكسبته خبرة طويلة خلال فترات حياته منها: قصة "البوسطجي".
وأكد أنه لم يهاجم حقي بعد "قنديل أم هاشم"، بل تم إغفال حقه، حيث أن وجود يوسف إدريس كان مؤثرا في إضطهاد حقي حين قال: "إن يوسف إدريس هو رائد القصة القصيرة، وأن الأرض لا يوجد بها منجزات حقيقية"، فتعرض حقي للمهاجمة والاضطهاد وتم استبعاده عن الكتابه، ولم يكن مشاركاً في الممارسات السياسية فكان له أيدولوجية خاصة، ثم بعد ذلك أقام "حقي" العديد من المشاكل مع نجيب الريحاني في مقال وقال عنه: "إن أصوله غير مصرية فليس له انتماء".
وأوضح يوسف، أنه عندما درس حقي الدراسة الخاصة لصلاح جاهين بدأ بانتقاده، فكان من واقع معرفة حقي بالقصة القصيرة، والشعر، لم يكن سارداً بل مؤرخاً وله كتاب "صفحات من التاريخ"، فكان حقي يجب جلوس الصفوف الأخيرة ليأتي بالمعلومات في كتاباته.
وأشار إلى أن يحيى حقي قدم جيل الستينيات مثلما جاء في كتابه "عيش وملح"، ومن بينهم :"الدسوقي فهمي، وعباس محمد عباس، والسيد خميس"، كما يعد يحيى حقي أول من قدم نوال السعداوي في كتابات خطوات النقد.
جاء ذلك خلال ندوة شخصية المعرض الأديب يحي حقي تحت عنوان "مئوية جماعة الفن الحديث ومجلة المجلة"، والتي عقدت اليوم الأحد، بالقاعة الرئيسية في بلازا ١ بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 53، بحضور الشاعر شعبان يوسف، والكاتبة رشا عبادة، وأدار عمر شهريار.
يذكر أن الدورة 53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، تقام برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وافتتحها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، الأربعاء ٢٦ يناير الماضي، بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وتستمر حتى 7 فبراير الجاري، تحت شعار "هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل".
ويعد المعرض أحد أكبر التجمعات الفعلية للناشرين على مستوى العالم حيث يشارك فيها 1063 ناشرًا مصريًا وعربيًا وأجنبيًا وتوكيلا من 51 دولة، وتحل عليها دولة اليونان ضيف شرف، وتشهد إطلاق مشروع الكتاب الرقمي في الهيئة المصرية العامة للكتاب، الذي يبدأ بـ "موسوعة مصر القديمة" لعالم الآثار الشهير الراحل الدكتور سليم حسن، إلى جانب مجموعة من كتب الأطفال وسلسلتي "ما" و "رؤية"، ولأول مرة في تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقي "شخصية الدورة الحالية" بتقنية الهولوجرام في عرض تفاعلي مع الجمهور، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس، كما يمكن للأطفال ورواد قاعة الأطفال مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبد التواب يوسف "شخصية الدورة الحالية" مجسمة افتراضيًا باستخدام نظّارات 3D.
كما تشهد استحداث جائزة لأفضل ناشر عربي وزيادة قيمة جوائز المعرض في كل مجال ثقافي بالتعاون مع البنك الأهلي، المؤسسة المالية المصرية الرائدة في دعم ورعاية المواهب المصرية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفكر.
كما تشمل الفعاليات برنامجًا مهنيًا يهدف إلى دفع تنمية صناعة النشر وسرعة مواكبتها للعصر، وتوفير منصة مهنية ومتخصصة للناشرين والعاملين على صناعة الكتاب ترتقي بالمنتج الثقافي العربي، إلى جانب إتاحة البيع Online للكتب على المنصة الرقمية الخاصة بالمعرض، وتوفير خدمات التوصيل بالتعاون مع وزارة الاتصالات ممثلة في البريد المصري لأي مكان داخل مصر، كما أن هذه الدورة، ويبلغ عدد الأجنحة بالمعرض 879 جناحًا.