نعى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الطفل المغربي ريان الذي وافته المنية بعدما سقط في بئر عميقة وعلق فيها لخمسة أيام متواصلة.
وقال ماكرون عبر حسابه الرسمي على موقع "فيسبوك" الليلة، "أريد أن أقول لعائلة ريان الصغير والشعب المغربي إننا نشاطرهم أحزانهم"
وبدأت القصة عشية يوم الثلاثاء الماضي، عندما سقط الطفل ريان في بئر عميقة يبلغ عمقها نحو 32 مترا، في قرية أغران بإقليم شفشاون، شمالي المغرب.
وكان رجال الإنقاذ في المغرب قد تمكنوا من إخراج الطفل ريان، من البئر عبر نفق حفروه في منطقة شفشاون شمالي البلاد.
وأتت عملية إخراج ريان بعد طول انتظار وبعد توقف أعمال الحفر اليدوية ودخول فريق طبي يرأسه طبيب مختص في الإنعاش وممرضين إلى داخل النفق الذي كان يوجد به الطفل، وفق ما أكدته تقارير إعلامية مغربية.
وكان ريان، البالغ من العمر خمس سنوات، قد سقط في بئر للمياه عمقها 32 مترا قبل خمسة أيام.
واستمر العمال في الحفر طوال ليلة الجمعة وحتى اليوم السبت للوصول إلى الطفل الذي سقط في البئر يوم الثلاثاء الماضي.
وكانت فرق الإنقاذ قد عملت على تزويد الطفل ريان بالماء والأكسجين خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم تتأكد من أنه استعملهما.
وكانت عملية الحفر قد تباطأت بسبب طبيعة الأرض الصخرية التي كان يحفر فيها عمال الإنقاذ.
وساد اعتقاد بأن العملية اقتربت من نهايتها. لكن العمل تباطأ ولجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طيلة الليلة الماضية بسبب مخاوف من انهيار للتربة.
رجال الإنقاذ يقفون بالقرب من حفرة البئر التي سقط فيها ريان في مدينة شفشاون الواقعة على التلال الشمالية.
ونقل موقع هسربيس عن مصدر وصفه بأنه مسؤول قوله إن "صخرة توجد في عمق النفق الذي حفر للوصول إلى ريان، وقد تطلب هدمها 3 ساعات متواصلة".
وجرى التفكير في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليحُفر نفق مواز وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.
ونقلت هسربيس عن مصدر آخر قوله إن رجال الإنقاذ كانوا "يواجهون خطر الإغماء بسبب ضعف الأكسجين داخل الثقب الذي أحدث على عمق أكثر من 30 مترا".
وكان ريان يلعب بالقرب من البئر في بلدة تمروت القريبة من شفشاون.
وأنزل عمال الإنقاذ قناعا للأكسجين وطعاما وماء للطفل، في حين كان فريق طبي ينتظر في الموقع. كما وصلت مروحية إلى مكان الحادث لغرض نقله إلى المستشفى بمجرد إخراجه من البئر.
ونقلت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي صورا لعملية الإنقاذ، فيما تجمعت حشود كبيرة من الناس في مكان الحادث.
كان والد ريان يصلح البئر وقت وقوع الحادث، وقال إنه ووالدة ريان "قلقان للغاية" وإن نفسيتهما مدمرة.
وأضاف لوسيلة الإعلام المحلية الإخبارية، لو 360، بعد يوم من سقوط إبنه: "في اللحظة التي رفعت عيني عنه، اختفى الصغير. لم يغمض لنا جفن".
وقالت والدة ريان في حديث لوسائل إعلام مغربية: "خرجت الأسرة كلها للبحث عنه. ثم أدركنا أنه سقط في البئر.".
وعلى الرغم من سقوط الطفل إلى كل هذا العمق، أظهرت لقطات من كاميرا جرى إنزالها إلى داخل البئر، الطفل حيا وواعيا، رغم تعرضه لإصابات طفيفة في الرأس.