في أغسطس من العام 2001، اشتبه ضباط مطار ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، أن المسافر محمد القحطاني، سعودي الجنسية، يرغب في إقامة غير قانونية، لذا تم توقيفه وترحيله إلى دبي، ثم كشفت تحقيقات هجمات 11 سبتمبر تورطه في مخطط العمليات، ونجحت السلطات الأمنية في اعتقاله في ديسمبر من العام 2001 في أفغانستان، ونقل بعدها إلى معتقل جوانتانامو في يناير 2022.
القحطاني، الذي أوصت السلطات الأمنية الأمريكية مؤخرا بالإفراج عنه، تم اعتقاله بناء على الاشتباه بتورطه في مخطط هجمات سبتمبر، ويعتقد أنه المهاجم رقم 20، بعد التأكد من تورط 19 مهاجم جرى تقسيمهم إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تضم 5 أفراد، ماعدا الأخيرة ضمت 4 أفراد، وهي المنوط بها خطف الطائرة الرابعة (الرحلة 93) التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا.
ونقلا عن وكالات أنباء عالمية، فإن التوصية بالإفراج عن القحطاني، جاءت على خلفية أنه لم يعد اعتقاله ضروريًا لحماية الولايات المتحدة، وأنه لم يعد يمثل خطرا أو تهديدا، كما أن لجنة مراجعة ملفات المعتقلين أخذت في الاعتبار حالته النفسية السيئة، وأمرت بضمه لمركز تأهيل مع وضعه تحت المراقبة، وفرض قيود على سفره.
مسار الرحلة المختطفة
وتخلف "القحطاني"، المنفذ الخامس ضمن مجموعته، عن الصعود لطائرة الرحلة 93، وتمكن الأربعة الآخرون من اختطاف الطائرة.
وبحسب تقرير لموقع "اسكاي نيوز" رصد توقيتات مهمة للحادث الإرهابي المرعب، وجاء فيه أن الرحلة رقم 93، اختطفت في الساعة 9:28 فوق شمال ولاية أوهايو. وهناك أربعة مختطفين على متن الطائرة.
وفي الساعة 10:03 تحطمت الرحلة 93 في إحدى غابات ولاية بنسلفانيا، إثر عراك دار ما بين ركاب الطائرة وخاطفيها، الذين علموا بدورهم بشأن الهجمات الأخرى. قتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 44.
ضحايا الهجمات
ووفقا لما جاء في موقع الـ"بي بي سي" البريطانية، فإن إجمالي عدد ضحايا الهجمات وصل 2977 شخصا، سقط معظمهم في نيويورك، باستثناء الخاطفين الـ19. وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246. أما في البرجين فقط قتل 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصاباتهم. وفي مبنى البنتاغون قتل 125 شخصا.
وكان الضحايا ينتمون لـ 77 دولة وفقدت مدينة نيويورك 441 فرداً من طواقم الإنقاذ والإسعاف والإطفاء الذين هرعوا لمواقع الهجمات، وفق ما أورده تقرير الـ"بي بي سي".
أصيب آلاف الأشخاص مباشرة أو في وقت لاحق بأمراض مرتبطة بالهجمات، بما في ذلك رجال الإطفاء الذين استنشقوا مواد سامة كانت موجودة داخل حطام الأبنية.
هجمات سبتمبر وجذور الفكر العدائي
غيرت هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001 وجه العالم، ونبهت إلى خطورة الحركات الإرهابية وتأثيرها على الجميع، حيث أطلقت أمريكا بعدها حربها على الإرهاب.
في كتاب "الإرهاب.. مقدمة قصيرة جدا" ترجمة محمد سعد طنطاوي، ومراجعة هبة نجيب مغربي، الصادر عن مؤسسة هنداوي، شرح مؤلف الكتاب الإنجليزي تشارلز تاونزند، أستاذ التاريخ الدولي بجامعة كيل، صعود الإرهاب الأصولي منذ تأسيس جماعة الإخوان وصولا لهجمات تنظيم القاعدة على برجي التجارة في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت مؤلف كتاب "الإرهاب" إلى أن أسامة بن لادن نشط في عداء الوجود الغربي في الجزيرة العربية بعد أحداث الخليج 1991، وأنه استفاد مشروعية مواجهة الوجود الغربي من أفكار حسن البنا وسيد قطب، اللذين اعتبرا أن الوجود الغربي في الجزيرة يمثل عودة "الصليبيين" لضرب المسلمين.